ومن «الريجيم» ما قتل!

ومن «الريجيم» ما قتل!

منذ شهرين

ومن «الريجيم» ما قتل!

لا أظن أن هناك حديثا يقبل عليه الجميع بلا تردد مثل الأنظمة الغذائية المقترحة للتخسيس. دائما كان الريجيم حديث الساعة وإن تعددت أسباب الاهتمام به. تحلم كل فتاة أو سيدة بذلك القوام الذى يحقق لها متعة أن تباهى به وفقا للعصر الذى تعيشه والمجتمع الذى تغشاه. حاليا بلاشك تتطلع السيدات إلى ذلك النموذج النحيل الأنيق لعارضات الأزياء وممثلات هوليود والذى من أجله يخرج علينا الإعلام يوميا بألوان من النظم الغذائية التى تختار منها السيدات دائما ما يحقق أعلى نسبة تخسيس فى أقل وقت ممكن والذى قد يستعين معه بأنواع من الأدوية المختلفة الفعل والمفعول دون النظر إلى ما قد تدفع من ثمن فى المقابل أو ما قد يتطلبه هذا من جهد أو ما قد يحدثه هذا النظام الغذائى من تغيرات فى ميزان الجسم أو نظام العمليات الحيوية المستمرة التى قد لا يعى الإنسان أنها مستمرة فى صحوه ونومه بدقة لا يستطيعها إلا الخالق سبحانه.\nأنواع مختلفة كثيرة من النظم الغذائية تحقق خسارة الوزن ولكن هل كلها تحقق مكاسب حقيقية لقاء تلك الخسارة؟.\nيحضرنى مثل تابعه العالم حينما أودى نظام غذائى يعتمد على تناول الخضراوات والفواكه الطازجة فقط دونما أى طعام آخر ــ بحياة «فيجن إنفلولسار» أو مؤثرة روسية تدعو للنباتية على وسائل التواصل الاجتماعى والانستجرام خاصة.\nوفقا لما أذاعته شبكة سكاى نيوز البريطانية حينها فى أغسطس الماضى، فإن المؤثرة الروسية قد توفيت من جراء اتباعها ريجيما غذائيا يعتمد على الخضراوات والفواكه الطازجة فقط دون أى من عناصر الغذاء الأخرى حتى إنها ولمدة ستة أشهر كاملة لم تتذوق الماء إنما اعتمدت على العصائر الطازجة فقط.\nرغم ما يبدو ظاهريا من أنه نظام غذائى صحى إلا أنه دون أى شك نظام غذائى قاصر للغاية فإنه إذا ما كان يمد الإنسان بالألياف ومضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات إلا أنه يفتقر إلى كل ما يقيم اتزان عمليات البناء والهدم أو عمليات الأيض الغذائى التى تضمن للإنسان وقود حركته اليومية.\nقالت والدة «زهانا» باكية إن ابنتها ماتت من الجوع والإرهاق بعد أن داهمها مرض شبيه بالكوليرا وإن لم تجد له تشخيصا بينما علقت صديقة لها «إن الجوع البطىء الذى عانت منه جعلها تذوب أمام أعيننا لكنها اعتقدت دائما أنها تفعل الصواب».\nأودى النظام الغذائى بحياة الشابة الروسية التى اعتقدت أنه النظام الأمثل للحصول على قوام رشيق بينما كانت الحياة تنسحب من أنسجتها وأعضائها حتى أعجزتها تماما عن الحركة.\nنعود إلى السؤال الذى لن يكف الجميع عن البحث له عن إجابة: ما هو النظام الغذائى المثالى الذى يحقق نتيجة مؤكدة لوزن مثالى؟\nتظل الإجابة واضحة ومعروفة ليس هناك نظام غذائى واحد يطبق فى كل الحالات كالقانون إنما هناك قواعد عامة يجب أن يراعيها الإنسان إلى جانب بعض من القواعد الخاصة التى تليق بالحالة الجسدية والنفسية لكل إنسان. «تذوق الطعام ولا تلتهمه» قاعدة بسيطة تقودك إلى أفضل النتائج فى كل الأحوال.\nفهم الإنسان لبعض قواعد علم وظائف الأعضاء وعلوم التغذية السليمة هو مفتاح القضية كلها.

الخبر من المصدر