المحتوى الرئيسى

تعتز باللغة العربية.. سارة شندي أول شرطية مصرية مسلمة في أوهايو الأمريكية

06/02 22:16

منذ نعومة أظافرها وضعت سارة شندى المصرية المسلمة المقيمة بالولايات المتحدة هدفا سعت لتحقيقه على مدى مشوارها الدراسى والمهنى حتى وصلت إليه منذ ايام قليلة بعد ان أدت اليمين مع قسم شرطة جامعة كيس ويسترن ريزيرف وأصبحت أول رقيب شرطة مصرية مسلمة فى ولاية أوهايو الأمريكية.. انتقلت أسرة سارة للحياة بأمريكا منذ عام 1990 وهى ابنة الـ 6 سنوات، وتحمل سارة الجنسيتين المصرية والأمريكية وتجيد اللغة العربية رغم انتقالها للحياة بولاية اوهايو منذ 23 عاما.

وجاءت نقظة البداية لمشوار نجاح يتحقق خطوة تلو الأخرى عندما قال لها أحد اساتذتها بالعدالة الجنائية بولاية «كينت»: «ستصبحين ضابطة عظيمة».. لم تفارق هذه الجملة ذهنها ومنذ ذلك الحين ووضعت سارة حلمها على بداية طريق التحقيق ووقعت فى حب تطبيق القانون.. حيث تتولى حاليا حماية نحو 12 ألف طالب وطالبة ومايقرب من 4 آلاف موظف بالحرم الجامعى بولاية اوهايو.

◄ سألت سارة لماذا اخترت أن تكون ضابط شرطة؟

قالت: منذ أن حصلت على برنامج (DARE) فى الصف السادس الابتدائي وهو برنامج ينظمه جهاز الشرطة لطلاب المدارس للمساعدة فى التوعية ضد أضرار المخدرات والآثار الاجتماعية السيئة وقعت فى حب تطبيق القانون.

وأحببت الزى والمعدات الشرطية وكل ما يتعلق بهذا المجال، ودائما ما أرى ضباط الشرطة كأبطال خارقين يرتدون الزى العسكري. فعندما نحاول حماية ورعاية الأشخاص الذين نقوم بخدمتهم، يمكننا تغيير الحياة وتحقيق إنجازات عظيمة. ولطالما حلمت بأن أصبح ضابط شرطة ذات يوم.

◄ اقرأ أيضًا | حريق كبير بمصنع في «أوهايو الأمريكية» وأطقم المطافئ تكافح للسيطرة عليه

◄ هل كونك مهاجرة اثر على طموحك واختياراتك المهنية؟

نعم، كونى مهاجرة كان أحد أكبر الأسباب الرئيسية التى جعلتنى أتفوق فى عملي. فقد نشأت فى أسرة مسلمة سمحت لى ببناء وتقدير التعاطف والرحمة فى مثل هذه السن المبكرة. ورأيت كيف يعامل والداىَّ الناس وتأثرت بأسلوبهما وسلوكهما فى التعاملات. فكونى مصرية ومسلمة هو أساس نجاحي فى مسيرتى المهنية فى مجال إنفاذ القانون. كما أتاح لى التحدث باللغة العربية مساعدة الكثير من أقسام الشرطة فى جميع أنحاء الولاية وفى جميع أنحاء البلاد. وقد تمكنت أيضًا من مساعدة ضحايا الجريمة.

◄ متى كانت بداية علاقتك بالقانون وأسباب ارتباطك به؟

- عندما كنت فى الكلية، تعرف علىَّ أحد أساتذتى جيدًا من خلال دروسى فى العدالة الجنائية وعلم الاجتماع. بعد تخرجى من الكلية، أخبرنى بأن جامعة ولاية كينت ستعيد أكاديمية الشرطة ويجب أن أفكر فى الانضمام. اعتقدت أنه يمزح لأننى كنت أفتقر إلى الثقة فى ذلك الوقت ولم أكن أؤمن بنفسي. ومع ذلك، انتهى بى الأمر بالانضمام إلى أكاديمية الشرطة، وأنا فى حالة حب منذ ذلك الحين. أنا أحب الروتين شبه العسكرى وهيكله. أحب أيضًا أن أكون مع الأشخاص الذين نخدمهم وأعمل معهم. أعتقد أن كونك ضابط شرطة فى أمريكا هو أفضل وظيفة على هذا الكوكب.

◄ هل يسمح للضابطات من النساء بالعمل فى كل إدارات الشرطة؟

- لا يوجد إدارات داخل جهاز الشرطة تحظر عمل النساء بها حيث تمثل النساء 13.3% من العاملين فى الجهاز الشرطى منهم 3% من القيادات بالجهاز. ويمكننا القيام بكل ما تتطلبه الوظيفة. فلكلا الجنسين نقاط قوة واختلافات فريدة جدًا. ولأن النساء بشكل عام لديهم مهارات تواصل أفضل، نعمل بشكل جيد مع الضحايا والأطفال والحالات والقضايا التى تحتاج الى بناء علاقة مع الجناة أو الضحايا.

كما أننا نتعامل بشكل جيد للغاية مع الأشخاص الذين يمرون بأزمات. وهذا لا يمنع من أن نظراءنا من الرجال يمكنهم أيضًا التفوق فى ادوارهم. أنا أقدر رؤسائى وقادتى الذكور الذين كان لهم دور كبير فى الوصول بى إلى ما أنا عليه اليوم.

◄ اقرأ أيضًا | 

◄ لقد كتبت رسالة إلى الرئيس كلينتون عندما كنت طفلة تطلبين منه فرصة عمل لك، من أين أتيت بالفكرة، وهل أثر رده عليك فى اختياراتك المهنية لاحقًا؟

- حدث بالفعل.. كان والدى غاضبًا منى لأننى كنت أرغب فى العمل فى سن 13 عامًا. شعر بالضيق لأننى أردت العمل على الرغم من أن والديّ ما زالا على قيد الحياة وبصحة جيدة. أخبرت والدى بأننى أقدر كل ما يفعله لى ولعائلتي، ومع ذلك، أردت الحصول على استقلاليتى فى هذه السن المبكرة. وكان رد الرئيس كلينتون علىّ بأن القانون يحظر عمل الأطفال.

وفى سن الـ 16 حصلت على رخصة قيادتى وامتلكت سيارتى الأولى. منذ ذلك الحين، عملت دائمًا فى وظيفتين على الأقل. أحب السعى للحصول على المال بالعمل الجاد وشراء مايلزمنى بأموالى الخاصة، رغم ان والداىَّ مستعدان وقادران على مساعدتي

◄ هل استخدمت أسرتك أسلوب التربية الشرقي ام الغربي؟

- تقوم عائلتى بمزيج متجانس يحوى مزايا النوعين من التربية. وقد وضعت اسرتى الدين كأهم معيار للتربية لكل أفراد الأسرة، فقد نشأنا بشكل مختلف ونعتبر أننا محظوظون جدًا لأن لدينا أفضل ما فى العالمين الشرقى والغربى فنحن نتعلم أفضل ما فى مصر وأفضل ما فى امريكا.

◄ هل كان لأسلوب والديك الصارم أثر فى اتجاهك للعمل فى تطبيق القانون؟

- أود القول إن الطريقة التى رعانى بها الوالدان حمتنى من الكثير من الأشياء عندما كنت أصغر سناً. لم يُسمح لنا مطلقًا بفعل أشياء معينة ولم أفهم السبب. لم يُسمح لنا أبدًا بالذهاب إلى الحفلات أو المبيت خارج المنزل، وأحيانًا كنت غاضبًة جدًا من والديّ. الآن كشخص بالغ وبعد 15 عامًا كضابط شرطة، أفهم بالضبط لماذا فعل والدى ما فعلوه. وسأفعل الشيء نفسه مع أطفالى إن لم يكن أكثر. وفى بعض الأحيان، يكون المكان الأكثر أمانًا هو منزلك مع عائلتك. أنا ممتن جدًا لكيفية تربية والداى لنا ومدى صعوبة محاولتهما حمايتنا من الأشياء التى كانت تحدث من حولنا والتى يمكن أن تكون ضارة جدًا.

◄ لماذا اخترت العمل فى حماية طلاب الكلية؟

- أحب العمل فى حرم جامعى لأننى أتفاعل مع طلاب من جميع أنحاء العالم. أنا أيضًا أقدر التدريب والتعليم كثيرًا وأحب أن أكون فى بيئة أكاديمية. الحرم الجامعى الذى أعمل فيه جميل للغاية وأنا أعمل مع أكثر الأشخاص احترافًا وذكاءً. 

◄ هل شعرت بأن الطريقة التى نشأت بها أثرت في اختياراتك المهنية؟

- بالتأكيد، الطريقة التى ربانى بها والداى هى ما جعلت منى ضابط شرطة جيدًا الآن. علمتنى دينى وثقافتى كيف أحب الناس، وأتحدث إليهم، فدينى وثقافتى كانا أكبر عامل محدد لنجاحى جنبًا إلى جنب مع بناء العلاقات مع الآخرين. وحتى لو استمرت محادثتى مع شخص لمدة خمس دقائق ولن أراهم مرة أخرى. فهم يستحقون احترامى وحبى واهتمامى الكامل أثناء وجودى معهم. أحاول أن أفعل ما بوسعى لكل شخص أقابله.

◄ لاحظت أنك تتحدثين العربية بشكل جيد، هل كان ذلك بتشجيع من أسرتك أم حبا في اللغة؟

- عندما كنا أصغر سنًا لم يكن مسموحًا لنا بالتحدث باللغة الإنجليزية فى المنزل. فى البداية لم أكن سعيدًة بذلك لأننى لم أفهم أو أقدر ما كان والداى يحاولان فعله. ولكن الآن أنا ممتنة جدًا لأن والداى ساعدانى فى الاحتفاظ بلغتى العربية. إنها ليست لغة القرآن دينى فحسب، ولكنها ساعدتنى فى مساعدة الكثير من الأشخاص الآخرين. لقد تواصلت إدارات الشرطة فى ولاية أوهايو وفى ولايات أخرى معى عندما صادفت ضحية أو شاهدًا يتحدث العربية، لكنهم واجهوا صعوبة فى التواصل معهم باللغة الانجليزية. وتمكنت من إغلاق هذا الحاجز. إنها ميزة رائعة أقدرها وأعتز بها.

◄ ما المحطة القادمة فى مشوار نجاحك وما محطة الوصول؟

- أود أن أتقن دورى الجديد كرقيب شرطة وأن أبذل قصارى جهدى لرعاية كل من حولي. يتضمن ذلك مساعدتهم على التطور للأفضل على المستوى الشخصى والمهني. من أهم الأشياء التى أحبها فى كونى قائداً أن تجد المزيد من القادة وتكوينهم. أحب مساعدة الناس فى العثور على شغفهم وما يجيدونه. أحب رؤية الناس يقعون فى حب الحياة. فكل فرد منا يستحق أن يكون سعيدًا وراضيًا وهذا ما سأظل أسعى لتحقيقه طوال حياتي.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل