سارة شندي.. أول شرطية مصرية مسلمة في أمريكا تتحدث لـ«المصري اليوم» (حوار) | المصري اليوم

قبل أيام، حققت الأمريكية من أصل مصري سارة شندي خطوة مهمة من شأنها أن تفتح الباب على مصراعيه لمن يأتي من بعدها، ويرغب في أن يكون ضابط شرطة أمريكي دون قيود الأصول أو الانتماء الديني.

الاتحاد العام للمصريين بالخارج يستقبلون الدكتور مجدى يعقوب فى أمريكا

«ثقة في الله هنهز أمريكا».. محمد رمضان ينشر شهادة تكريم من «المجلس الثقافي المصري الأمريكي» (صورة)

وزيرة الهجرة تلتقي شخصيات ناجحة من المصريين في أمريكا

تحديدًا في 24 مايو، أدت المصرية الأمريكية سارة شندي، اليمين الدستورية مع قسم شرطة جامعة كيس ويسترن ريزيرف، بولاية أوهايو الأمريكية، لتصبح بذلك أول رقيبة شرطة مسلمة مصرية تخدم في جهاز الشرطة الأمريكي.

يوجد بولاية أوهايو قرابة الـ ٣٢٠٠٠ ضابط، أصبحت سارة شندي أول امرأة عربية مسلمة تتقلد منصب الرقيب، كما سبق أن خدمت شندي مع شرطة كوبلي تاون شيب، وعمد مايك ديواين حاكم ولاية أوهايو إلى تعيينها بمنصب أول مدير لمكتب إنفاذ القانون والتوظيف بالولاية من أصول مصرية مسلمة.

قوبل القرار بترحاب شديد من المجتمع العربي في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي بدوره عانى لعقود على خلفية أحداث ١١ سبتمبر الإرهابية، وعانى من التهميش وفي بعض الأحيان إلى التخوين، لذا كان قرار تعيين شارة شندي بمنصب رقيب خطوة للأمام.

ولدت «سارة» في المملكة العربية السعودية وعاشت لحين وصولها إلى السادسة ما بين المملكة ومصر، ومن ثم جاء قرار العائلة بالانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٩١.

حاورت «المصري اليوم» الرقيب سارة شندي، أول مصرية مسلمة تتقلد منصب الرقيب في ولاية أوهايو، وإلى نص الحوار:

منذ أن انتقلنا إلى الولايات المتحدة في عام 1991، كنت دائما مفتونة بإنفاذ القانون هنا في هذا البلد، خاصة لأنها مختلفة تماما عن أي مكان آخر في العالم، كما أنني وقعت في حب الزي الرسمي، وأردت دائما مساعدة الآخرين. من وجهة نظري أعتقد أنها أفضل وظيفة على هذا الكوكب.

لقد تعلمت أن أكبر عدو لك هو نفسك وما يدور في عقلك، أتمنى لو كنت قد آمنت في وقت مبكر من حياتي بتلك الحكمة، حينها ما كنت سأضيع الكثير من الوقت أو أشك في قراري أو أحاول إرضاء الآخرين. هذا هو سر السعادة والنجاح في الحياة.

كونك امرأة مسلمة أمر صعب في أي مكان. في مجتمع غربي أو شرق أوسطي. تواجه النساء تحديات خاصة وفريدة من نوعها. في كل مكان نذهب إليه. أحب أن أقول إن الضغط امتياز. سأخوض تحديا جيدا في أي يوم من أيام الأسبوع. أنا أؤمن بالقيادة بالقدوة وفعل الشيء الصحيح. الباقي على الله. كن دائما واثقا وكن حكيم وأمين وشريف.

أنا لا أواجه حقا أزمة هوية لأنني أعيش هنا منذ ما يقرب من ٣٠ عاما، أشعر بأنني وطني هنا في أمريكا، وعندما أذهب إلى مصر أشعر بأنني في وطني هناك أيضا.

أنا فقط أحب أن أكون حول الناس الطيبين، لقد فضلّت أن أكون في الشرق الأوسط عندما ذهبت في إجازه أكتوبر الماضي لأنني أحب رؤية المساجد في كل مكان وسماع الآذان عندما يحين وقت الصلاة. لكن لا أستطيع أن أقول إنني واجهت أزمة هوية. أنا من أنا، بغض النظر عن المكان الذي أعيش فيه.

كانت عائلتي داعمة لأي شيء اخترت القيام به منذ اليوم الأول، ربما لم يرحبوا بقراري في البداية، لكنهم ما زالوا يدعمونني، ثم رأوا كم أنا جيدة في وظيفتي، ومدى الاختلاف الذي أحدثه في حياة الناس من حولي، وبدأوا يفهمون لماذا أحب ما أقوم به، الحمدالله فأنا لدي أروع عائلة وكانوا داعمين للغاية في كل أيامي الجيدة والسيئة.

أعتقد أن التحدث باللغة العربية مهم جدا، لم يسمح لنا والدي بالتحدث باللغة الإنجليزية في المنزل خلال نشأتنا هنا في أمريكا، في ذلك الوقت لم أكن أعرف السبب، وكنت أشعر بالاستياء في بعض الأحيان، لكن الآن كشخص بالغ، وكوني في تطبيق القانون، أقدر ذلك كثيرا لأنه سمح لي بمساعدة الكثير من الناس.

على الرغم من أننا عشنا في أمريكا لأكثر من 30 عاما، إلا أننا نتمسك بالكثير من الممارسات الثقافية ونبذل قصارى جهدنا مع ديننا، أنا فخورة بكوني مصرية، وفخورة بكوني مسلمة، وكذلك فخورة أيضا بكوني أمريكية، أحب الثقافة المصرية والدين الإسلامي وفي رأيي هذا ما يجعلني شرطية جيدة.

آخر مرة ذهبت إلى مصر، كانت مع عائلتي كانت منذ حوالي 10 سنوات أو أكثر. اختارت شقيقتي إقامة حفلة زفافها في مصر وكان وقتا رائعا مع عائلتي. لم نسافر معا كعائلة منذ ذلك الحين، لكني أذهب أحيانا في إجازات.

أحب أن أكون حول أشخاص يتحدثون لغتي ولديهم نفس الدين مثلي، أشعر بأنني في الوطن عندما أزور مصر. أحب أيضا سماع اللغة العربية والتحدث بها، ورؤية الناس لطيفون وطيبون في كل مكان تذهب إليه، أنا أيضا أحب الطعام المصري والمناظر الطبيعية، أنا أعتز بمصر كثيرا لأنها المكان الذي ولد فيه والداي وترعرعا وهما السبب الحقيقي لوجودي حيث أنا الآن.