المحتوى الرئيسى

«خديجة» ضحية حقنة الصيدلانى.. ارتدت الكفن بدلًا من ملابس العيد (فيديو وصور) | المصري اليوم

04/02 10:00

لم تهنأ بفانوس رمضان، ارتدت الكفن بدلًا من ملابس العيد، أمها تحتضن «صندلها» وملابسها، وتقبلها: «عاوزاكِ يا بنتى».. والدها لم يتمالك نفسه هو الآخر، يرثى صغيرته حزينًا: «البهجة راحت من بعدك يا ضنايا.. مفيش فرح يا روح الروح».

العثور على جثة سائق مصاب بطلق ناري في العياط.. والأمن يكشف اللغز

«طار لتاني دور».. شاب يدهس حفيد الفنانة شريفة فاضل في المهندسين (قصة كاملة)

جريمة تاسع يوم رمضان في البدرشين.. عامل يمطر جسد أخيه بالرصاص ويصيب أحد أقاربهما

الطفلة «خديجة»، 3 سنوات، شعرت بإعياء شديد، أمسكت بطنها، وقالت لوالدها: «تعبانة يا بابا قوى»، توجه بالقرب من منزلهما في البساتين بالقاهرة إلى صيدلية الدكتور «أحمد»، هناك زحام وكشف بالدور، وأغلب الزبائن سيدات!.

اضطر والد الطفلة إلى الاتصال بزوجته، التي كانت تشترى «سحورًا»: «تعالى بنتك تعبانة، ومش عارف أقف وسط الستات»، الأم حضرت وكتب الصيدلانى للصغيرة على تركيبة حقنة ودواء شراب، وفق حديثها: «لم يوقع كشفًا على بنتى، ولا حتى بص عليها، دون بالروشتة ما رآه علاجًا لوجع بطن بنتى».

5 دقائق هي مدة حقن «خديجة» وعودتها إلى منزلها، أمها تروى: «لقيتها بتتشنج جامد قوى، وإيديها الاتنين عمالين يخبطوا في بعض، منظرها رعبنا، كلنا جرينا على مستشفى الريان الخاص، هناك كان طبيب الطوارئ يزعق فينا: هي البنت دى خدت حقنة اسمها إيه؟!»، وقفت الأم عاجزة عن تذكر الاسم، وقالت للطبيب: «الصيدلانى لم يكشف على البنت، أنا بس حكيت له انها فرغت اللى في جوفها حوالى 5 مرات ورا بعض، فكتب حقنة وفى بنت بتشتغل معاه ادتها لبنتى، وأخدنا نوعين دوا، ومشينا».

أسرة الطفلة استشعرت خطرًا من كلام الطبيب، وكأنهم يبررون ذهابهم للكشف لدى الصيدلانى، إذ قالوا له: «دى ناس كتيرة بتروح له، كل المنطقة تقريبًا تتعامل معه باعتباره استشاريًّا يشخص الداء ويكتب الدواء»، ومع إصرار طبيب المستشفى على أن يعرف نوع الحقنة، وصل عم الفتاة إلى الصيدلية، وبعد تحايل أخبره الصيدلانى بأن «خديجة حقنت بـ(بريمبيران)!».

«أجروا بالبنت على قسم السموم بقصر العينى».. وجّه طبيب مستشفى الريان أسرة «خديجة»، التي كانت ترتعش بقوة وهى تنازع الموت، وفق والدتها: «ماقبلوش بنتى، وبعدين رُحت بيها (أبوالريش) ورفضوها، ورُحت (الدمرداش)، حجزوها في العناية المركزة على أجهزة التنفس الاصطناعى، وركبوا محاليل بالأوردة والصدر، لكنها ما استجابتش للإسعافات، فأمرنى الأطباء بالخروج من المكان لأنها كانت بتموت من بدرى، ومافيش حد عاوز يعرفنى».

جدة «خديجة» لأبيها، كانت تنام على الأرصفة جوار المستشفى، حتى يأتي موعد زيارتها، تقول «كنّا بنشوفها من خلف الإزاز، بنطلع قلوبنا واجعنا، دى بنتى مش حفيدتى لأنى مش عندى بنات، وبعد 4 أيام، سلمت روحها إلى بارئها».. وحين عرفت الأم بالخبر المشؤوم لم تصدقه، فكان موعد زيارة ابنتها قد حل، بينما تحضر لها مفاجأة: «كنت رايحة لها بطقم العيد الجديد اللى كان نفسها فيه»، صرخت: «عاوزة (خديجة) قومى يا بنتى هجيب لك اللى عاوزاه»، ووالد الطفلة يندب: «يا روحى لسة مالعبتيش بالفانوس».

بعد تحرير محضر بقسم البساتين، سلم المستشفى جثمان الطفلة إلى الأب، وبينما هو في طريقه للدفن، وفق ما يحكى: «لقيت النيابة العامة بيكلمونى انى لازم الجثة تتشرّح للوقوف على أسباب الوفاة، وفعلًا هو ما حدث لأجل إثبات حق (خديجة)، وسلمت علبتى الدواء المكتوبتين بالروشتة، وعرفت فيما بعد من التحقيقات إن بنتى أخدت حقنتين تركيبة في حقنة واحدة، فماتت، وده ظهر من كاميرات المراقبة في الصيدلية محل الواقعة».

أفراد عائلة الطفلة، يتذكرون اللحظات الأخيرة في حياتها ما بين البكاء والضحك، يصفونها بأنها «كانت فاكهة البيت»، ويعلقون على مقطع فيديو لها قبيل وفاتها «كانت بترقص وفرحانة بالعيد، وماسكة الفانوس».. تعاود جدتها لأبيها الكلام: «الصيدلانى المتهم زعم إنها عندها مرض مزمن خلافًا للحقيقة، دى كانت بتطلع السلم عندى في اليوم بـ10 مرات»، باكية تكمل: «تخبط على بابى تقولي: (افتح لى يا تيتة).. أقوم أفتح لها رغم تعبى من المرض، كانت بتدينى العافية».

مشاعر حزن انتابت الأهالى، ومن بينهم بقال يُدعى «عبدالنبى»، لفرط حزنه: «دخل المستشفى بعد ارتفاع الضغط والسكر لديه».. وشكت سيدات «الصيدلانى»، وإحداهن قالت إنها «خدت حقنة بالخطأ كتبها لها، وتسببت في إجهاض حملها»، وأخرى شرحت أنها كانت مصابة بحروق ناحية الصدر وعلاج خاطئ كتبه لها كاد يُنهى حياتها.

أجهزة الأمن ضبطت «الصيدلانى»، وأمرت النيابة العامة بإخلاء سبيله بكفالة مالية، ووجهت إليه تهمة مزاولة مهنة الطب البشرى دون قيده بالسجلات الخاصة بالأطباء بالمخالفة للقانون والسماح لعاملة بمزاولة هذه المهنة داخل الصيدلية، وقررالصيدلانى المتهم أن الطفلة مصابة بمرض مزمن، وهو ما نفته أسرتها، ولا تزال التحقيقات مستمرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل