المحتوى الرئيسى

موائد الوحدة الوطنية «سرها باتع».. مصر بخير بسبب عناق «الهلال والصليب»

04/01 22:08

كعادتهم استطاع المصريون استثمار شهر رمضان فى تعزيز أواصر الوحدة الوطنية وقاموا بتوسيع المناسبة الدينية المباركة لتتجاوز الطقوس الإسلامية إلى ترسيخ عادات اجتماعية تنحاز إلى المحبة والإخاء فقد سارع الإخوة الأقباط إلى المشاركة فى الاحتفالات عبر إضاءة الكنائس وتعليق الفوانيس والاهلة بالإضافة إلى موائد إفطار الوحدة الوطنية التى أصبحت طقساً متعارفاً عليه كل عام، ولم يتوقف الأمر على الداخل بل أصبح عابراً للحدود وسار من المعتاد أن نتابع احتفاء عدد من كنائس المهجر بشهر رمضان وحرصها على تنظيم موائد الإفطار للمسلمين المغتربين.

على انغام أغنية يا حبيبتى يا مصر» قد غنت المطربة الراحلة شادية وهى تشدو بكلمات «ما شفش الأمل ف عيون الولاد وصبايا البلد.. ولا شاف العمل سهران ف البلاد والعزم اتولد.. أصله معداش على مصر».

وانطلقت أكبر مائدة إفطار للوحدة الوطنية على أرض أمريكية نظمتها جمعية مصر لكل المصريين برئاسة نبيل مجلع وحضور عدد كبير من رموز الدين والمجتمع من بينهم السفيرة المصرية هويدا عصام القنصل العام المصرى فى نيويورك.

والشيخ أحمد دويدار رئيس المركز الإسلامى بنيويورك، والأنبا دافيد أسقف نيويورك ونيوأنجلاند، والقمص مويسيس بغدادى والقمص يعقوب غالى والراهب انسطاسى الأنبا أنطونيوس والحاج حامد الشلوانى، بالإضافة إلى عدد من رموز ورؤساء الجاليات العربية والمصرية بالخارج.

ووسط حالة من الود والالفة انطلق مدفع الإفطار وارتفع اذان المغرب ليجتمع الكاهن والشيخ فى تناول وجبة الإفطار سوياً فى مشهد يبعث رسالة إلى العالم أجمع أن المصريين مسلم ومسيحى يد واحدة سواء داخل الوطن أو خارجه، وهناك روح انتماء وترابط بينهما فى كل مكان حول العالم.

وقد تحدثنا إلى نبيل مجلع رئيس جمعية مصر لكل المصريين والمنظم للمائدة قائلاً: نحرص كل سنة منذ 15 عاماً على التحضير والإعداد لهذه المائدة التى تجمع أبناء الوطن الواحد على أرض ولاية نيويورك، للتأكيد على مدى الحب والتلاحم بين المسلمين والأقباط، وأضاف: «أننا نعيش إخوة مترابطون، ولا يوجد بلد زى مصر المسلم والمسيحى عايشين جنب بعض وهذا أبلغ رد على كل من يريد شق الصف بين قطبى الأمة».

وأشار «مجلع» إلى أن مائدة الوحدة الوطنية هى أكبر مائدة إفطار يتم تحضيرها على أرض ولاية نيويورك، فهذا الشهر أصبح وطنياً لكل المصريين، نجلس جميعاً حول مائدة واحدة نفطر ونتناول حلوى رمضان، نتشارك أفراحنا وأحزاننا، «إيد واحدة» شعار اتبعه أبناء الكنيسة القبطية منذ أيام الراحل البابا شنودة الثالث.

وأضاف أن المائدة تضمنت عدة نقاشات حول مصر وطننا الغالى ودعم أواصر المحبة والتعاون المشترك، كما تمت مناقشة مسئولية دور العبادة فى تنمية روح الانتماء لدى الوطن.. وأضاف أن المصريين بالخارج يتشاركون المناسبات سويًا لم يعد شهر رمضان بعاداته وتقاليده خاصًا بالمسلمين فقط بل أصبح شهرًا يحمل شعار «مسلم ومسيحى إيد واحدة» فأبناء المهجر يتناوبون على مشاركة الصائمين فرحتهم بهذا الشهر فى إشارة للتلاحم والترابط بين عنصرى الأمة المصرية ليتم التأكيد بأن حسن ومرقص لم يكن مجرد فيلم سينمائى يعكس مدى الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين فى مصر بل هى حقيقة واقعية لا ينكرها إلا جاحد أو ناكر.

ومن جانبه أكد الأنبا دافيد أسقف نيويورك ونيو إنجلاند، الولايات المتحدة الأمريكية أن تقليد مائدة الوحدة الوطنية من أيام قداسة البابا شنوده، وهنا نهتم بحضور الموائد بين أبناء الوطن الواحد تعميقًا للمحبة وشهادة لكل العالم على تآلفنا معاً، وحفاظًا على الروابط الوطنية التى تجمعنا كلنا كمصريين.

وأضاف: تجمعنى علاقة محبة مع الشيخ د.أحمد دويدار تمتد إلى حوالى ٢٤ سنة. نتقابل معاً دائمًا فى السراء والضراء ونشارك بعضنا بعضا فى المناسبات المتعددة. وهذه المحبة تعبر عن محبتنا لبلدنا الغالية مصر التى نحبها بكل قلوبنا.

ونترك لكل واحد أن يختار دينه بينه وبين ربه، بينما نعمل معاً فى المساحة المشتركة الواسعة بيننا، وتشاركنا أيضًا السفيرة هويدا عصام التى نشهد جميعًا بتفانيها فى عملها وإدارتها الرشيدة بالقنصلية.

وأشار الأنبا دافيد أن الدين لله والوطن للجميع هو شعار تلك التجمعات. كلُّ له الحق فى اختيار دينه حيث إنه «لا إكراه فى الدين»، ولكننا جميعًا نشترك فى حب الإنسانية وحب الوطن الذى يعيش فينا. الرئيس السيسى يضع أساس الدولة المصرية الحديثة التى فيها كل إنسان حر يعبد ربه كما يشاء أو لا يعبد، فالذى يُحاسب الخلق هو الخالق فقط.

ولكننا نضرب المثل فى كيفية التعايش السلمى معاً بكل المحبة والتعاون والإخاء. والعلاقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وقداسة البابا تواضروس لهى أعظم شاهد على عمق المحبة والتعاون بين الدولة والكنيسة ما لم نشهده فى أى عصر آخر.

عناق الهلال والصليب فى كنيسة البابا شنودة

وفى مدينة 15 مايو كان للقس اثناسيوس رزق كاهن كنيسة البابا شنودة الثالث حكاية أخرى سطرها بين السطور المقبلة للاحتفال بهذا الشهر المعظم حيث استقبله بتعليق عدد من اللافتات على أسوار الكنيسة تحمل كلمات «أجمل التهانى لشعبنا الطيب رمضان كريم» مرفق بشعار الهلال والصليب، وأخرى تحمل كلمات «نهنئكم بشهر رمضان الفضيل رمضان جانا..أهلا رمضان.. وننتظركم فى حفل إفطار المحبة» بجانب تزيين الكنيسة ومنزله بفانوس رمضان لمشاركة المسلمين فرحتهم بهذا الشهر المبارك.

وقال الأب اثناسيوس: اعتدت سنويا على شراء عدة فوانيس رمضان وتعليقها بمدخل الكنيسة وعدة أماكن لمشاركة الأصدقاء من المسلمين فرحة حلول شهر رمضان الكريم، وأشار إلى أنه يقيم سنويا مائدة إفطار بالكنيسة يدعو فيها الأصدقاء المسلمين والقيادات الشعبية والتنفيذية مؤكدًا أن مصر نسيج واحد، وكل منا يعبر عن فرحته ومشاركته لطرفى الأمة، مؤكداً أننا سنظل قلب واحد ويد واحدة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.. كما أضاف أن كنيسة البابا شنودة تستعد لتوزيع عدد من «شنط رمضان» للأسر الأولى بالرعاية، هذا الشهر يمثل لى المعنى الحقيقى «للمة زمان»، أفراحنا فى مصر واحدة عندما تجمعنا فترة الأعياد سواء معايدات المسلمين للمسيحيين بعيد القيامة أو عيد الميلاد المجيد، وأيضًا عندما نهنئ أشقاءنا المسلمين بشهر رمضان الكريم، واكد أنه يضع فانوس فى نافذة منزله، وأيضًا وضعه أمام باب الكنيسة، مؤكدًا أن هذه لافتة محبة مثل ما يفعل المسلمون فى أعيادنا من خلال تقديم التهنئة دائمًا.

كاهن كنيسة الروم الأرثوذكس: مصر بخير.. و« 2000» كرتونة للمسلمين

هنا وبين أحضان محافظة دمياط كان فانوس رمضان علامة بارزة فى استقبال هذا الشهر الكريم، فعلّق أمام الكنائس وداخل شرفات المنازل ونوافذها وأنار الشوارع، وتسابق المسيحى والمسلم فى تزيينه على منازلهم، حيث يحرص الأب بندلايمون بشرى بندلى راعى كنيسة القديسين جاورجيوس ونيقولاوس للروم الأرثوذكس بدمياط على شراء فانوس رمضان.

وتزيين الكنيسة به ابتهاجاً بحلول الشهر الكريم، فى جو من الألفة والود.. وهذا ليس الدور الوحيد الذى قام به بل وفر 2000 كرتونة رمضان وقام بتوزيعها بمساعدة أبناء الكنيسة على الأسر الأولى بالرعاية لمساعدتهم.

ولم يكتف بذلك فقط بل خرج إلى الشوارع والطرقات وقت أذان المغرب لمشاركة المسلمين فرحتهم وإهدائهم مشروبات رمضان والتمور وبعض الوجبات السريعة للإفطار، مما اثار انبهار المارين على الطريق.

وهنا أكد الأب «بندلايمون» أنه يستقبل ردود فعل إيجابية حول تلك اللقطة بالإضافة إلى تلقى كلمات الإعجاب بهذا المظهر الطيب، فهناك بعض المارة يطلبون التقاط الصور التذكارية معى لتوثيق هذه اللحظة التاريخية والرد على تلك الشائعات المغرضة التى تقول إن المسيحيين مضطهدون فى مصر وأبناء الوطن تفرقوا فأؤكد أن هذه التصريحات غير صحيحة.

وأضاف «بندلايمون» اننا نحرص مع أئمة الأوقاف والأزهر على تبادل الزيارات بالكنائس والمساجد لنؤكد للعالم أجمع تلاحم المسلمين والأقباط فى صف واحد لدعم الدولة، وأكد أن مصر عظيمة وكلنا يد واحدة نعمل على الارتقاء بمجتمعنا وأبنائنا ومصر بخير حيث يحضر فيها شيخ مسلم عزاء قبطى ويقدم موعظة وكلمة فى الدين.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل