معهد القلب القومى.. بناء الجديد وإعمار القديم

معهد القلب القومى.. بناء الجديد وإعمار القديم

منذ حوالي سنة

معهد القلب القومى.. بناء الجديد وإعمار القديم

حملت إلينا الأيام الأولى من الشهر الكريم أنباء بالفعل كان لها أعظم الأثر فى النفوس. رغم أن الذى قد يفهم من الحديث أن الأثر فى نفوس أطباء معهد القلب القومى إلا أننى أعتقد أن خبر الموافقة على مقترح إنشاء معهد لطب القلب وجراحاته اعتمادا على مؤسسة معهد القلب الحالية، إنما هو خبر بالفعل يسعد الإنسان المصرى فى العموم خاصة فى ظل الجهود الحالية التى تبذلها الدولة لتعميم مشروع التأمين الصحى الشامل.\nاستقر حجر الزاوية فى مكانه بالموافقة على المشروع ليبدأ بالفعل الجهد الحقيقى والعمل الذى يجب أن يرتكز بقوة على مفاهيم علمية اقتصادية وأيضا اجتماعية تدرس بعناية وفهم ورؤية واضحة لما يجب أن يكون عليه هذا المشروع القومى فالأمر هنا مختلف تماما عن إنشاء مستشفى خاص لخدمة مرضى القلب وبالطبع أيضا ملامحه لها من الخصوصية التى لا تتوافر فى مشروعات إنشاء المستشفيات العامة.\nكان لى أن أشهد على مر السنوات ذلك العمل الجاد المخلص الذى لم يتوقف يوما منذ بدأ العمل فى المعهد منذ البدايات. ما زلت بالطبع أذكر كل الأسماء التى ساهمت بإخلاص فى نشأة تلك المؤسسة التى منها بدأت بالفعل تجربة رائدة لجراحة القلب فى مصر تزامنت مع تجربة جراح القلب الأشهر أ.د/ حمدى السيد لتبدأ تلك النهضة وتظل دائما فى ازدهار وتقدم لخدمة العلم والإنسان المصرى دائما.\nأتمنى أن يحظى المشروع بدراسة علمية وافية يشترك فيها الجميع، فالأمر بالفعل يحتاج إلى جهد يجب أن يشمل أوجها متعددة من التخصصات ويحتاج أيضا تبادل الخبرات سواء محلية كانت أو أجنبية ولهذا إن شاء الله حديث قادم.\nأردت اليوم أن أنبه فى غمار الفرحة بقرار الموافقة على بناء معهد جديد أنها يجب ألا تنسينا أننا بالفعل نملك فى مكاننا الحالى إمكانات تفوق إمكانات أى المراكز التى تعمل فى نفس المجال وتقدم خدماتها مقابل أرقام فلكية يعجز عن سدادها غالبية المصريين. نحن بالفعل سد الغلابة العالى الذى يجب ألا تتوقف على الإطلاق جهودنا فى تطوير معهدنا الحالى وتعزيز خدماته والاستمرار فى مشروعاتنا وتعاوننا جميعا بل وتعزيز تلك المشروعات بالتعاون مع هيئات المجتمع المدنى التى كانت ترحب دائما بالتعاون مع معهد القلب القومى لدعم دوره فى خدمة المرضى.\nفى المعهد الحالى إمكانيات يجب دعمها وتعزيزها بغض النظر عن الأمل فى أن المعهد الجديد سيحل كل المشكلات وأنه فى وجوده لن تكون هناك حاجة لدارنا القديمة.\nليس هناك على الإطلاق ما يمنع من أن يتوازن المشروعان: بناء الجديد وإعمار القديم.\nإعادة النظر فى سياسات المعهد الحالى أمر يجب أن يتم مع الإعداد لخطط بناء المعهد الجديد والتخطيط بكل الوسائل المتاحة لأن يقدم خدمة طبية على أعلى مستوى ممكن للإنسان المصرى.\nيجب أن نبنى الجديد باجتهاد وأمل لكن القديم يجب أن يظل قائما إلى جانب الجديد وأن يظل العمل متصلا فى كل منهما فليس من المنطقى أن يحل الجديد محل القديم، طالما أن القديم قادر على العمل بل قادر أيضا على استيعاب التطوير والتوسع فى خدمة المرضى فى صورة جديدة ومتعددة.\nمعهد القلب القومى كان دائما وأراه يستمر إن شاء الله حالة خاصة نادرة الكل يعمل من أطباء وجراحين وفنيين وإداريين وممرضات وعمال فى أسرة كبيرة يجمعهم إحساس وشعور عميق بالانتماء لوطن وبيت عائلة كبير واحد.\nامتنان مصر والمصريين عظيم للدولة وكل من يتقدم للمساهمة فى بناء معهد القلب القومى الجديد.\nالامتنان مضاعف من مرضى القلب لمن يتقدم للمساهمة فى تطوير معهد القلب الحالى وتعزيز إمكاناته.

الخبر من المصدر