المحتوى الرئيسى

قصص سينمائية على شاطئ الإسماعيلية

03/26 15:37

رسالة الإسماعيلية : أحمد سيد

أسدل الستار على الدورة 24 من مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة برئاسة الناقد عصام زكريا، والتي قدمت لعشاق السينما التسجيلية والقصيرة وجبة سينمائية دسمة، بعد ضربة البداية في حفل الافتتاح التي جاءت غير مرضية، وذلك من خلال برنامج فنى قوى سواء على مستوى الأفلام أو البرامج الموازية أو الندوات العامة، وهو ما خلق حالة من المناقشات سواء بين صناع الأفلام أو الإعلام، وجاءت معظم اختيارات فريق عمل المهرجان موفقة للغاية خاصة في اختيار التيمة الرئيسية للمهرجان، وهى الأفلام العابرة للنوع، والجدل الذى مازال يثار حول رؤية البعض للفيلم التسجيلي بشكله الكلاسيكي والفارق بينه وبين التسجيلي الروائي، ومع وجود هذا الكم من التنوع تجد أنك أمام دورة جيدة إلى حد كبير.

البساطة كانت عنوان حفل ختام مهرجان الإسماعيلية، كما جاءت جميع جوائزه مرضية ومنصفة طبقًا لما توقعه الكثيرون ممن شاهدوا الأفلام، وخاصة مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة التى تميزت بوجود عدد كبير من الأفلام المتنوعة وجيدة الصنع، حيث يحتوى مضمونها على رؤى مختلفة وجديدة، ولعل من هذه الأفلام “حياة مثل غيرها” الذى حصد الجائزة الأولى.

كما كانت لمسابقة أفلام الطلبة سحر خاص، حيث احتفى المهرجان ولجنة التحكيم بالشباب الذين يتمتعون بقدر كبير من الموهبة والقدرة على التعبير عن أفكارهم بلغة سينمائية بديعة، وجاءت الجوائز أيضًا منصفة للجميع، وحصد جائزته الأولى فيلم “عيب صناعة” للمخرج محمد ناصف.

وهو نفس الحال بالنسبة لمسابقة الأفلام الروائية القصيرة التى تفاعل معها الجمهور، ولاقت إعجابهم خلال الفعاليات لما تملكه من أفلام مليئة بالأفكار المبتكرة، وخاصة فيلم “برجاء الإنتظار على الخط” الذى حصل على الجائزة الأولى، كما جاءت جوائز أفلام التحريك مرضية، وكانت المفاجأة عندما أعلن رئيس المهرجان عن مشاركة فيلم “كينوبشيا” للمخرج محمد عمر والذى نال الجائزة الأولى، حيث كان مقدمًا ضمن مسابقة أفلام الطلبة إلا أن فريق البرمجة قرر أن يشارك العمل ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان وتحديدًا بمسابقة أفلام التحريك.

أفلام

شهدت الأفلام التى تم عرضها فى الأربعة مسابقات الرئيسية، التسجيلى الطويل والقصير والروائى القصير والتحريك إلى جانب مسابقة أفلام الطلبة، إقبالًا كبيرًا من جانب الجمهور، خاصة على مسابقة أفلام الطلبة والتحريك والروائى القصير، وهناك عدد من الأفلام التى أشاد بها الجمهور، والتى كانت مصنوعة جيدًا، ولعل من أبرزها الفيلم التسجيلى الطويل “بلادى الضائعة”، والذى كشفت مخرجته عشتار ياسين خلال ندوة الفيلم أنها بدأت التفكير والإعداد له فى عام ٢٠٠٣ بعد حرب العراق، حيث كانت مقيمة مع والدها فى أوروبا وهو المخرج المسرحى محسن ياسين، وأضافت أنها تأثرت بحب والدها للعراق، وبدأت بعد وفاته فى ٢٠١٤، بالإعداد الحقيقى للفيلم، خاصة بعد ما وجدت الخطابات والمراسلات بينها وبين والدها، والتى يتحدث فيها عن الأحداث هناك، كما استعانت بالمقابلات والصور التى كان يحتفظ بها، وأنها زارت مسرح والدها، بدافع الحب والذكريات وإحياء ذكراه وذكرى الفنانين المتأثرة بهم، والفيلم من إنتاجها الشخصى، ولكن يوجد بعض المشاركات من أكثر من دولة كالسعودية وكوستاريكا، والمنتجة المصرية هالة لطفى، واختتمت حديثها بأن “العراق ليست ضائعة، ولكن والدى وجيله هم من ضاعوا وماتوا فى المنفى بعيدا عن وطنهم.

أم

كما لقى الفيلم التسجيلى الطويل “أم” للمخرج ميشيل بانديلا إعجاب الجمهور وتفاعل معه نظرًا لما يحتويه من رسالة إنسانية، وكيف مر المخرج بالعديد من الصعوبات بعد أن نشأ فى دار رعاية لمدة عشرون عامًا، وقال مخرج العمل ميشيل بانديلا، ووالدته التى شاركت بالمناقشات التى دارت حول الفيلم أن تجميع الصور واللقطات القديمة كانت منذ عمره خمسة عشر عامًا، حيث كان يقوم بالتصوير بشكل شخصى إلى جانب الصور التى كان يقوم بتجميعها من العائلة، والمشاهد التى اعتمد عليها كانت أغلبها مع والدته، وأن فكرة الفيلم جاءت من خلال محاولته لاكتشاف علاقته بوالدته والتى تركته لينشأ وسط أسره حاضنة من خلال محاولته لاكتشاف أسباب ذلك دون رغبته فى محاسبتها.

حكاية شادية وأختها سحر

أثار الفيلم التسجيلى الطويل المصرى “حكاية شادية وأختها سحر” حالة من الجدل الواسع بين مؤيد ومعارض للفيلم الذى شارك بالمهرجان رغم عدم انتهاء مخرجه أحمد فوزى صالح من مراحله إلا قبل يوم واحد من عرضه بالفعاليات، وهو ما أثر بشكل ما على صناعة الفيلم، وهو ما علق عليه بعض الحضور عند مشاهدتهم للفيلم، وتباينت الآراء حوله بين مؤيد للفكرة التى قدمها العمل ومعارض لها، وكشف المخرج أحمد فوزى صالح أن الذى جذبه فى تقديم الفيلم هو غرامه بقضايا النساء وكيف يمكن أن تقوم المرأة بدور الرجال وتربية أبناءها دون أن يكون فى حياتهم رجل، ورغبته فى تقديم هذا الجانب من خلال الحياة اليومية الخاصة بشادية وشقيقتها سحر وبناتهما، كما أن شخصية شادية تحديدًا كانت شخصية جاذبة وكانت سببًا رئيسيًا فى تغيير وجهة الفيلم أثناء التحضيرله.

 وأما عن السوداوية والكئابة التى سيطرت على الفيلم والتى كانت أحد العناصر التى شهدت معارضة من الجمهور، والذى رد عليها المخرج قائلًا: “أنا شخص كئيب وسوداوى، وعندما كنت أحاول أن أعرض أفلامى على والدتى ترفضها بسبب السوداوية، ولكن فى هذا العمل حاولت أقدم بعض اللطف”.    

وقد تم عرض فيلمين ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة بالمهرجان، وهما الفيلم الأرمينى “أفتونا” للمخرجة انا جريجوريان، والفيلم الجزائرى “طحطوح” للمخرج محمد والى، حيث أكدت انا جريجوريان مخرجة “أفتونا“، أنها قابلت الطفل بطل الفيلم فى الحقيقة فى هذه القرية التى تدور فيها الأحداث، مشيرة إلى أن “أفتونا” هو الاسم الأصلى للقرية قبل أن يتم تغييره، وأنها قررت أن تقدم الفيلم بعد أن قابلت هذا الطفل كمحاولة لتوصيل صوته وأحلامه  للناس.

وأما الجزائرى محمد والى مخرج فيلم “طحطوح” أشار إلى أنه قام بتصوير الفيلم عام 2020 وقت أزمة كورونا، وكانت حركة المرور متوقفة، مشيرًا إلى أن قرية “افيجو” التي وردت بالفيلم هو نموذج لأكثر من 200 قرية هجرها أهلها، وفى كل قرية هناك واحد من أهلها الذى يرفض أن يغادرها تحت أي ظرف مثل بطل الفيلم “طحطوح”، وأشار والى إلى أن العشرية السوداء اجتاحت الجزائر من عام 1990 وحتى عام 2000، حيث مرت البلاد بفوضى وقف الانتخابات بجانب الإرهاب.

بينما عبرت مسابقة أفلام الطلبة في مجملها عن وجود جيل من المخرجين الشباب الذين يمتلكون القدرة على التعبير، ولهم رؤى مختلفة وشخصية في التعبير عن آرائهم، ولقى هذا البرنامج حفاوة خاصة من جانب ضيوف المهرجان، حيث امتلأت القاعة عن آخرها فى كل عروضها، وجمعت تيمة واحدة معظم الأفلام، وهى أن بعض الأفلام تعبر عن تجارب شخصية وأخرى تجريبية، وأسفرت المناقشات التى جرت بين صناع الأفلام أن السينما بها مساحة لطرح الأفكار وانعكاس لمشاعر الشخصيات الموجودة بالعمل، ومن أبرز هذه الأفلام  “رد على صمت مستمع” للمخرج على نجاتى، حيث أن الفيلم تجربة ثرية جدًا بالنسبة للمخرج، بالإضافة إلى وجود حالة إيجابية، وهى عدم الإغراق في الذاتية، كما نال فيلم “ساعة لقلبك” إعجاب الجمهور خاصة أنه تناول نظرة للتطور التكنولوجى وبالتحديد تطور التطبيقات حيث أن الآن يوجد تطبيقات من الممكن أن تختار الشخص الذى تريد التحدث معه، لكن من الممكن أن تتطور هذة التطبيقات وتطلب من هذا الشخص أن يأتيك إلى المنزل للحديث، كما عكس فيلم “فى هذه الأوقات العصيبة” تطور التطبيقات ووجود تطبيق للمقبلين على الانتحار يساعدهم في أيامهم الأخيرة.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل