13 ألف شقة على 193 فداناً.. وإنجاز 90% من الأعمال

السويس ـــــ حسام صالح ومحمد فايد :

كانت السويس من أولى المحافظات التي وقع الاختيار عليها لتنفيذ مشروع «سكن لكل المصريين» على أرضها، وذلك في إطار مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتطوير عواصم المدن وتوفير وحدات سكنية لمنخفض ومتوسطي الدخل، حيث تمضى الدولة قدما لإنجاز المشروع القومي الذي يضم 500 ألف وحدة سكنية داخل المحافظات بالجمهورية، لتوفر هذه الوحدات نمط معيشة أرقى للمواطنين بالمشروع التابع لصندوق التنمية الحضرية الذي يستهدف تطوير وتنمية مناطق التطوير العمراني، والعمل على توفير احتياجات ومتطلبات السكان بتلك المناطق من خدمات، ومرافق عامة، وأنشطة.

وفي إطار مبادرة حملة رئيس الجمهورية «شوف بنفسك» لتعريف شباب الجامعات بالمشروعات القومية الجديدة، رافقت جريدة «الأخبار» طلاب جامعة السويس في زيارة ميدانية لمشروع سكن لكل المصريين بحي عتاقة.

انطلق الطلاب من جامعة السويس، قاصدين المشروع بحي عتاقة والذى يقع في ثلاث مناطق بمساحة إجمالية 193 فداناً لإنشاء 13260 وحدة سكنية بمساحة 90 متراً لكل وحدة، مدعومة بالخدمات اللازمة لتوفير حياة كريمة للمواطنين، حيث يحقق المشروع توسعاً عمرانياً أفقياً جديداً بعيداً عن زحام المدينة وذلك بحي عتاقة الأكبر في المساحة والذى يسكنه حوالى 10% فقط من أهالي السويس، حيث نفذت الدولة في الفترة من «2014 ، 2018» 4 مدن للإسكان الاجتماعي بالحي تضم أكثر من 6 آلاف وحدة سكنية.

بدأت الجولة الميدانية لطلاب جامعة السويس، بزيارة المنطقة الثانية من مشروع سكن لكل المصريين والتابع لمشروع التنمية الحضرية، حيث كان في استقبالهم طاقم الإشراف للمشاريع الذين يتابعون الأعمال الجارية بالمشروع، وتحدث إليهم المهندس باسم عبد الحميد من طاقم الإشراف بالمشروع، ورحب بالطلاب والطالبات ،وأوضح أن سكن لكل المصريين مشروع نموذج في الأساس بديل عن العشوائيات لتوفير حياة كريمة للمواطنين، ويقع في 3 مناطق أو قطع الأولى موقعها أمام عتاقة على مساحة 53 فداناً، والثانية بجوار مساكن النهضة على مساحة 60 فداناً وهى التى بدأ فيها الطلاب جولتهم، والثالثة 80 فداناً شمال مدينة الصفا. 

وقال المهندس باسم عبدالحميد، إن «سكن لكل المصريين» يعتبر مشروع الإسكان الأكبر في السويس بعد مرحلة التعمير والإنشاء والتوسع العمراني التي أعقبت حرب أكتوبر 1973، ويمثل نقلة نوعية جديدة في مجال الإسكان الاقتصادي والمتوسط، ووفر المشروع حوالى 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة نصفها كان من نصيب شباب السويس.

وأشار، إلى أن المنطقة الثانية «القطعة رقم 2» المجاورة لمساكن النهضة تقع على مساحة 60 فداناً أي تعادل 252173 متراً تقريباً وهى مشروع سكنى خدمي إداري تجارى متكامل، وجرى الانتهاء من إنشاء 162 عمارة سكنية مساحة كل عمارة 360 متراً وتضم دوراً أرضياً و5 أدوار متكرر، يحتوى كل طابق على 4 شقق سكنية بتشطيبات فاخرة بإجمالي 3796 وحدة سكنية، ويستهدف المشروع بالقطعة الثانية توفير سكن لـ 19 ألف مواطن بكثافة سكانية منخفضة قدرها 330 نسمة على الفدان.

ويحتوى المشروع المقام على القطعة رقم 2، مسجد بسعة 500 مصلى على مساحة 750 متراً مسطحاً، وسوق تجارى يضم 16 محلاً تجارياً دور أرضى وأول على مساحة 1300 متر، ومخبز 2 خط إنتاج، مع تخصيص موقع بمساحة 2400 متر لإنشاء مدرسة للتعليم الأساسي بمعرفة هيئة الأبنية التعليمية، إضافة لأماكن مخصصة لانتظار السيارات.

واستطرد المهندس باسم، أن الفراغات العامة تبلغ مساحتها حوالى 60% من المساحة الإجمالية بهدف تحقيق الخصوصية والرفاهية وتحقق متطلبات السكان من خدمات أساسية وخدمية وتجارية وبما يتوائم مع المعدلات التخطيطية الحديثة بحيث تتوافر بالمشروع السكني، المسطحات الخضراء والأنشطة الترفيهية والتجارية لتواكب المشروعات المميزة بالمدن والمجتمعات العمرانية الجديدة.

وعقب التعريف بالمشروع، رافق الطلاب المهندس أحمد نبيل طه من طاقم الإشراف بالمشروع، لمشاهدة الوحدات السكنية من الداخل والتي تقع بمساحة 90 مترا ونفذت بتصميمات راقية حديثة مع مراعاة عوامل الأمان في الوحدات وبشكل خاص الوحدات السكنية بالدور الأرضي .

واستعرض المهندس أحمد نبيل، الخامات المستخدمة في إنشاء وتجهيز وتشطيب الوحدات، وهى من المنتجات المصرية بنسبة 100% والتي ضمت مواد البناء كالحديد والأسمنت وسيراميك الأرضيات والحوائط والرخام، والدهانات وأعمال الكهرباء وأطقم المطابخ ودورات المياه، إذ يسهم العمل بالمنتجات المصرية في توفير العملة الصعبة، فضلا عن تشجيع المنتجات المصرية عالية الجودة.

عقب ذلك حرص الطلاب على التجول بالمشروع السكني، لمشاهدة باقي العمارات السكنية التي جرى تصميمها بشكل حضاري، وحرصوا على دخول المسجد الذى يشهد تنفيذ اللمسات الجمالية الأخيرة، وحرصوا على التقاط صور تذكارية في محراب المسجد.

وقال المهندس أحمد نبيل، إن نسبة التنفيذ فى القطعة الثانية وصلت 94% ويتبقى أعمال الشبكات والمرافق الداخلية فى المدينة والرصف، والتي تأتي بعد الانتهاء من الإنشاءات والتشطيبات، ونفذت أعمال الإنشاءات والتشطيبات بالقطعة المشار إليها 17 شركة.

وأوضح أن صندوق التنمية الحضارية الجهة المالكة للمشروع طرحت 8 عمارات سكنية بإجمالي 192 وحدة سكنية بالقطعة رقم 2، وكان التخصيص بأسبقية الحجز على الموقع الإلكتروني ببنك التعمير والإسكان.

عقب ذلك توجه طلاب الجامعة إلى القطعة 3، وكان في استقبال الطلاب المهندس محمود حاتم من طاقم الإشراف بالمشروع، وعرف الطلاب بمكونات المشروع الكائن شمال مدينة الصفا، حيث يتميز المشروع السكنى بتلك القطعة بكونه الأكبر مساحة من بين القطع الثلاث التي تشهد تنفيذ سكن لكل المصريين، فضلاً عن تعدد الأنشطة والخدمات ليكون بمثابة كومباوند متكامل الخدمات. 

واستعرض مهندس طاقم الإشراف مكونات المشروع السكنى الكبير، حيث تضم القطعة الثالثة 243 عمارة سكنية بإجمالي 5774 وحدة كاملة التشطيب، تستهدف توفير سكن لـ 28700 فرد، بمتوسط كثافة سكانية 336 فرداً لكل فدان، ويضم المشروع 132 وحدة تجارية «محل» لمختلف الأنشطة، و88 وحدة إدارية تصلح مكاتب للمحامين والعيادات الخاصة والأنشطة الإدارية الأخرى مثل خدمات التخليص الجمركي والاستيراد.

كما يتميز المشروع بضم مسجد كبير يتسع لـ 1000 مصلى على مساحة 1750 مترا، وكنيسة تتسع لـ 200 مصلى على مساحة 1750 مترا، ووحدة صحية بمساحة 2400 متر مسطح، وحضانة بمساحة 2300 متر مسطح، وسوق تجارى أيضا على مساحة 1300 متر يضم 16 محلاً، فضلاً عن 3 ملاعب متعددة الأنشطة.

وعقب ذلك استضاف مسئولو الشركات المشرفة على المشروع طلاب جامعة السويس، وجرى عرض فيلم مدعم بالتصوير الجوي عن المشروعات الجارية في القطع الثلاث، حيث ظهرت شكل العمارات السكنية والخدمات الملحقة بها بصورة أوضح لا سيما الملاعب والحضانات والأنشطة الأخرى.

وتحدث المهندس المشرف على المشروع السكنى الأكبر بالسويس، عن القطعة الثالثة حيث جرى الانتهاء من أعمال الإنشاءات والتشطيبات بنسبة 79%، رغم استلام موقع المشروع في يونيو 2021 أي قبل أقل من عامين، حيث عملت 49 شركة مقاولات وانشاءات بالقطعة المشار إليها.

وأضاف أن المهندسين والعمال يواصلون العمل حاليا فى الشبكات الداخلية وتوصيل الغاز والمرافق والطرق، ومن المتوقع خلال فترة وجيزة طرح وحدات سكنية بالقطعة رقم 3 للمواطنين.

ومن بين التنفيذيين العاملين بالشركات الاستشارية بالمشروع، كان عمل المهندسات واضحاً، فهن يمثلن العنصر النسائي من بين مئات العمال في موقع المشروع، يعملن بحماس ونشاط، يؤكدن على أهمية وجودهن فى ذلك المشروع القومي، ويفتخرن بالمشاركة فيه.

وتقول المهندسة غادة عبد المنعم مدير مشروع بإحدى شركات الاستشارات الهندسية بمشروع سكن لكل المصريين، إنها كانت من أوائل المهندسين العاملين في الموقع، وكانت سعيدة بمشاركتها في مشروع سكنى تنفذه الدولة على أرض السويس، بديلا عن العشوائيات التي تستهدف الدولة القضاء عليها وتغيير وتطوير عواصم المدن.

وأضافت أن عملها يتطلب مراقبة شركات المقاولات المنفذة لأعمال الإنشاءات والتشطيبات، ومراجعة وفحص الخامات المستخدمة والتأكد من مطابقتها لمعايير الجودة، والإشراف على التنفيذ مع استلام الأعمال بعد تنفيذها بداية من الإنشاءات الخرسانية وحتى التشطيبات والدهانات.

وتؤكد المهندسة غادة أن وجودها في مشروع سكن لكل المصريين أكسبها خبرة كبيرة كانت تحتاج وقتاً مضاعفاً للحصول عليها في أي مشروع آخر.

وقبل انتهاء الجولة، وعلى مسافة 2 كيلومتر من جامعة السويس، وصل الطلاب إلى القطعة رقم 1 بمشروع سكن لكل المصريين، على مساحة 53 فداناً وهى المساحة الأصغر من بين قطع المشروع، إلا أنها تتميز بموقعها، حيث تمتد العمارات السكنية من نهاية شارع إبراهيم نافع بمدينة السلام 2، وحتى مساكن التوفيقية أمام حي عتاقة، كما تبعد مسافة لا تزيد على 500 متر من طريق «السويس_ القاهرة»، ويقع بالقرب منها مركز طب أسرة وتتوسط عدة مدارس للتعليم الأساسي والثانوي. 

وهناك التقى الطلاب والطالبات بالمهندس محمد عبدالمنعم من طاقم الإشراف بالمشروع والذى تحدث عن موقع المشروع المتميز، حيث تبلغ مساحتها 53 فداناً وتضم 158 عمارة سكنية، بعدد وحدات 3720 وحدة، ويستهدف صندوق التنمية الحضرية تسكين 18600 فرد بالوحدات المشار إليها، بمتوسط كثافة سكانية 357 فرداً لكل فدان.

كما يضم المشروع 108 وحدات تجارية و72 وحدة إدارية، إضافة إلى سوق يضم 16 محل دور أرضى وأول على مساحة 1300 متر، بالإضافة إلى مسجد على مساحة 750 متراً يتسع لـ 500 مصلي، وحضانة على مساحة 230 متراً مسطحاً، ومخبز يضم خطين للإنتاج.

وبلغت نسبة الإنجاز بالمشروع 91%، حيث تولت 25 شركة أعمال الإنشاءات والتشطيبات مع مد الشبكات والمرافق، ليكون جاهزاً للتسليم في أقرب وقت .