«وافدو الأزهر».. نماذج مضيئة في تلاوة القرآن على نهج سلاطين المدرسة المصرية

طلاب وافدون من بقاع العالم، عشقوا المدرسة المصرية فى التلاوة، يعتبرونها الأكثر دقة والتزاماً بقواعد التجويد فى العالم الإسلامى، ومع ازدياد رغبتهم فى تعلمها، قرر مئات منهم القدوم إلى مصر للالتحاق بالأزهر، حتى يتسنى لهم تعلم أصول الدين الإسلامى وقواعد قراءة القرآن الكريم بشكل صحيح.

«داني» من إندونيسيا: أسير على نهج الشيخ الحصري

«مسور دانى» من دولة إندونيسيا، منذ ما يزيد على 4 سنوات قرّر زيارة مصر وتعلم أصول اللغة العربية أولاً، ثم التحق بكلية الشريعة الإسلامية التابعة لجامعة الأزهر، هدفه أن يصبح من مشاهير التلاوة فى إندونيسيا. بعد فترة وجيزة تلت قدومه إلى مصر أنهى العشرينى حفظ القرآن كاملاً برواية حفص عن عاصم، وكان مهتماً خلال تلك الفترة بحضور الدروس مع الشيوخ داخل مسجد الحسين. يقول «دانى»: «أسير على نهج الشيخ الحصرى، وأول ما جيت مصر كنت باروح كل المقارئ علشان كان فيها حلقات علم وذكر مهمة وبتساعدنا فى التعلم وكمان الحفظ بأسلوب صحيح مافيهوش أى خطأ».

مقارئ المساجد بالنسبة له ولغيره من الوافدين كانت بمثابة المصدر الأساسى والأهم، والتى يمكن من خلالها تعلم قواعد التجويد والتأكيد على صحتها ومراجعة ما يتم دراسته فى الجامعة، من وجهة نظر «مسور» فمصر أفضل خيار بين دول العالم الإسلامى عند الرغبة فى تعلم تلاوة القرآن، لوجود عدد كبير من العلماء بها، إلى جانب وجود الأزهر والمقارئ.

«رفاعي» من ماليزيا: مصر بلد أبدع في قراءة القرآن

رغبة محمود رفاعى من دولة ماليزيا فى حفظ القرآن دفعته إلى الإقامة برفقة زوجته فى مصر إلى جوار مسجد الحسين، لمدة عامين حتى يتمكن من حضور جميع الدروس الدينية التى كانت تُقام فى المساجد القريبة من الحسين: «مصر بلد كل حاجة حلوة، بلد الجمال والثقافة، بلد الأزهر الشريف، ووجودنا هنا علشان نحفظ كتاب الله، شرف كبير، وهدفنا نرجع بلادنا واحنا عارفين كل ما يتعلق بقواعد وأصول التجويد والقراءة الصحيحة، علشان نعلم غيرنا ونعرفهم كل مدارس القراءة فى مصر».

لم يشعر يوماً «رفاعى» أنه غريب فى مصر، حفاوة كبيرة يلقاها العشرينى عندما يقابل المصريين خلال رحلة ذهابه للتعلم، جعلته يشعر وكأنه لم يترك بلده: «الحياة فى مصر بشكل عام حلوة، وقراءة القرآن هنا من أجمل الحاجات اللى ممكن تشوفها، علشان المصريين أبدعوا من زمان فى التلاوة، وده ميزهم جداً فى العالم الإسلامى».