المحتوى الرئيسى

تضم مركزًا للزوار وتزخر بالعديد من المعالم الأثرية.. تانيس.. كنوز أثرية وملحمة تاريخية | المصري اليوم

02/05 13:26

محافظة الشرقية تأتى ضمن أهم وأكثر محافظات الدلتا ثراء بالآثار، وكذلك الإمكانات السياحية المتعددة التى تنفرد بها دون غيرها من محافظات الوجه البحرى، فضلًا عما تنفرد به من آثار فرعونية أبهرت العالم.

«تانيس».. مدينة فرعونية على أعتاب النهوض فى الشرقية

«تانيس».. مدينة فرعونية على أعتاب النهوض فى الشرقية

وحظيت بقدر كبير من الآثار اليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية، التى يتم اكتشاف العديد منها يومًا تلو الآخر، وتضم المحافظة بين ربوعها نحو ١٠٤ تلال أثرية خاضعة للهيئة العامة للآثار، ومن بينها منطقة آثار صان الحجر، التى تُعد ضمن المناطق الأثرية المفتوحة أمام الزائرين.

وتبعد منطقة آثار صان الحجر نحو ٧٥ كم٢ عن مدينة الزقازيق، ونحو ١٣٠ كم عن مدينة القاهرة، ويطلق عليها «تانيس»، وهو الاسم اليونانى، أما الاسم الفرعونى فهو «جعنت»، وكانت عاصمة مصر السياسية خلال حكم الأسرتين ٢١ و٢٣، وقد كانت مدينة كبرى خلال فترات التاريخ حتى نهاية العصر الرومانى، وتقدم آثار تانيس ملحمة تاريخية لمنطقة الدلتا بصفة عامة.

كنوز أثرية

كونها غنية بالآثار الفرعونية واليونانية والرومانية لأنها كانت الطريق الرئيسى لغزو بلاد الحيثيين فى آسيا الصغرى والدفاع عن مصر فى حالة الغزو الخارجى، وتُعد تانيس بمثابة «أقصر» الوجه البحرى بما تضمه من معابد ملكية ومسلات وآبار وقصور.

ويقول الدكتور متولى صالح، مدير منطقة آثار شرق الدلتا، إن تل صان الحجر يمثل أهمية بالغة فى التاريخ المصرى القديم، بكونه العاصمة لمصر إبان الأسرتين ٢١ و٢٣ مقر دفن ملوك الأسرتين ٢١ و٢٢، والذى يربو ارتفاعه على ٣٠م أعلى الأرض، ويمتد حوالى ٣ كم من الشمال إلى الجنوب، وحوالى ١.٥ كم من الشرق إلى الغرب.

وأضاف مدير منطقة آثار شرق الدلتا، أن مدينة صان الحجر شهدت عبر تاريخها، الممتد لحوالى الألف وخمسمائة عام، عدة أسماء بدأت بجعنت كمدينة وعاصمة لمصر.

واحتفظت بذلك الاسم حتى العصر البطلمى للمدينة، ويبدو أن الاسم العربى مقتبس من ذلك الاسم المصرى القديم، وبعد عصورها الزاهرة أصبحت عاصمة الإقليم الرابع عشر باسم خنتى يابتت، وربما كذلك كانت بجانب الاسم توصف أحيانًا بحقول جعنت

(سخت جعنت)، وذلك لثراء وخير أراضيها الخصبة، وكذلك أُطلق عليها واست الشمالية تبركًا بطيبة مصر العظيمة «الأقصر»، لتكون مقابلها فى شمال مصر، مثل الأقصر فى الجنوب، حتى الوصول إلى اسمها اليونانى تانيس، والاسم العربى صان الحجر، ويمكن تقريبه أيضًا بذكرها فى المصادر الأشورية بصانو أو سانو.

وأشار إلى أن المنطقة شهدت اهتمامًا كبيرًا منذ القرنين الثامن والتاسع عشر، وبرز الموقع باكتشافه مع حفائر مارييت ١٨٦٠- ١٨٦٤، وبترى ١٨٨٣- ١٨٨٤، والبعثة الفرنسية التى بدأها مونتييه ١٩٢٨- ١٩٥٦.

وتوالت حتى الآن، وباتت الحفائر المصرية بالموقع بمجسات على فترات متباعدة، حتى بدأ التواجد للبعثة المصرية المتكاملة للحفائر والتطوير، والذى شهدته المنطقة بدءًا من عام ٢٠١٧، والمستمر حتى الآن.

مؤكدًا حرص المجلس الأعلى للآثار على الاهتمام بالمنطقة، ووضع خطة لتطويرها كونها تمثل طيبة الشمال «أقصر الشمال» لما تضمه من تماثيل آمون وموت وخنسو، وكذلك العديد من المسلات ورمسيس الثانى وبحيرة مقدسة، وكأنها تشبه معابد الكرنك فى جمالها.

وأوضح أن وزارة السياحة والآثار أولت اهتمامًا كبيرًا لإعادة إحياء المنطقة، وفقًا لخطة طموحة لرفع المسلات والتماثيل والكتل وحمايتها من الأملاح، وإعادة شكل المدينة إلى وضعها الرائع فى العصور الفرعونية.

وشملت خطة التطوير بناء سور يحيط بالمنطقة الأثرية، وكذلك مركز زوار لا يقل أهمية عن مراكز الزوار بالمناطق الأخرى على مستوى الجمهورية بالتعاون مع الجانب الفرنسى.

والذى قام ببذل جهد كبير سواء بكتابة اللوحات الإرشادية أو بطباعة الكتيبات التى تضم معلومات عن المنطقة باللغات العربية، والفرنسية، والإنجليزية، لتتحول المنطقة إلى مزار سياحى كبير أمام الوافدين، فى ظل أعمال التطوير التى تشهدها المنطقة.

وذكر أن المنطقة تزخر بالعديد من المعالم الأثرية، ومنها معبد آمون الكبير، الذى يُعتبر من أكبر المعابد فى شمال مصر، وتحيط به الأسوار الضخمة، وأبرزها سور بسوسنس.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل