خبراء الاقتصاد: الزيارات الخارجية للرئيس تبني شراكات متوازنة وتجذب استثمارات جديدة

أكد خبراء الاقتصاد أن الزيارات الخارجية للرئيس عبدالفتاح السيسى فى عام 2023 تعكس رؤية جديدة للتوجه شرقاً، وتحقيق المزيد من الانفتاح والتنوع فى العلاقات الدولية، بما يسهم فى تحقيق حزمة من الأهداف الاقتصادية والاستثمارية، ويعزز مكانة مصر الدولية.

وأوضحوا، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الرئيس يرسخ السياسة المصرية الرشيدة والمتوازنة التى تعمل على تلبية المصالح المشتركة بشكل يحقق التنمية والرخاء للشعوب، لافتين إلى أن حالة الحفاوة والاستقبال التى يلاقيها الرئيس فى هذه الزيارات تشير إلى حسن التخطيط والتحرك وفق رؤية محددة تحقق العديد من النتائج المرجوة، وهو ما حدث فى زيارته لأرمينيا، حيث شهد القصر الرئاسى بالعاصمة «يريفان» توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة بين البلدين، أبرزها مذكرة تفاهم حول التعاون بمجال الثقافة البدنية بين وزارة التعليم والفنون والثقافة ووزارة الشباب بمصر، وتوقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بمصر، ومؤسسة دعم الاستثمار بالجانب الأرمينى.

«كفافى»: التعاون شرقاً له دائماً صدى إيجابى على مصر سواء فى الاقتصاد أو السياسة أو السياحة

وقال الخبير الاقتصادى أحمد كفافى إن مصر منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى تحاول توسيع قاعدة المستثمرين والمعاملات الاقتصادية، لذا تتوجه حالياً إلى أذربيجان والهند وأرمينيا فى ظل تغير معايير القوى فى العالم بعد الأزمة الروسية - الأوكرانية.

وأضاف الخبير الاقتصادى، لـ«الوطن»، أن مصر ستتوجه إلى دول أوروبا الشرقية الفترة المقبلة وبعض الدول الآسيوية وستزيد استثماراتها فى أفريقيا فى ظل التوسع الذى تطمح له القيادة فى مصر من أجل تحقيق تطلعات الشعب المصرى. وأوضح الخبير الاقتصادى أن مصر ستعمل على تقديم عروض للمستثمرين الآسيويين بعد تقديم عروض للمستثمرين من دول مختلفة خلال الفترة الماضية، وهذا سيساعد على تدفق النقد الأجنبى إلى مصر.

وأكد أحمد العنانى، عضو مجلس الشئون المصرية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حريص على توسيع قاعدة التعاون مع دول العالم، وحالياً تتجه مصر شرقاً لأنه معروف تاريخياً أن التعاون شرقاً له دائماً صدى إيجابى على مصر سواء فى الاقتصاد أو السياسة أو السياحة، وغيرها من المجالات المختلفة، مضيفاً أنه يتوقع أن تحل بمصر عدة استثمارات الفترة المقبلة، بجانب توافر القمح بأسعار أقل من الأسعار العالمية المرتفعة حالياً فى بعض المناطق لأن جولة الرئيس الخارجية شملت الهند أيضاً التى تعد من أكبر مصدرى القمح فى العالم.

«رأفت»: الرئيس يطمح إلى استعادة دور الأرمن وما حققوه من طفرة فى الاقتصاد المصرى

فيما أشار المحلل السياسى عمر رأفت، لـ«الوطن»، إلى أن الزيارة الحالية للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أرمينيا تأتى لتعميق العلاقات، خاصة أنه أول رئيس مصرى يسافر إلى أرمينيا، وتعود العلاقات بين مصر وأرمينيا إلى عشرينات القرن الماضى، حيث وجدت جالية أرمينية فى مصر كانت مستقرة هنا وعملت على امتلاك بعض المتاجر والفنادق والأراضى المختلفة وساعد هذا فى إحداث طفرة فى الاقتصاد فى مصر، ويطمح الرئيس إلى إعادة هذه العلاقات بشكل أكثر متانة، خاصة فى ظل رغبة دول عدة الاستثمار فى مصر فى الوقت الحالى فى ظل التسهيلات المقدمة للأشخاص.

«الإسلامبولى»: مصر تركز على الاقتصاد الفترة المقبلة.. والرئيس يسعى لجذب استثمارات جديدة

بدورها، قالت السفيرة هاجر الإسلامبولى إن الرئيس عبدالفتاح السيسى زار أذربيجان وأرمينيا، والدولتان بينهما إقليم تتجدد به المشاكل، لذا حرص الرئيس على مقابلة أطراف الصراع من أجل التأكيد على أن مصر تركز على الاقتصاد الفترة المقبلة وليس على أى خلافات سياسية متعددة فى أى منطقة فى العالم. وأضافت «الإسلامبولى»، لـ«الوطن»، أن أذربيجان لديها شبكات غاز متطورة وكان يطلق عليها قديماً جبال النار، وحالياً يعمل الرئيس على جذب استثمارات جديدة إلى مصر، خاصة أن الأرمن كانوا جزءاً من التاريخ المصرى واستقروا فى جمهورية مصر العربية واكتسبوا الجنسية المصرية وتاجروا وتزوجوا وعاشوا كالمصريين دون أى تفرقة، لذا تعمل مصر حالياً على جذبهم مرة أخرى.

وأشارت إلى أن مصر تنوع علاقاتها مؤخراً وتتواصل مع الدول القريبة منها جغرافياً واستثمارياً، وكذلك فى الرؤية، فى ظل توجه الرئيس السيسى بالانفتاح على دول العالم المختلفة ولاكتساب مهارات جديدة، لافتاً إلى أنه كان هناك برنامج مشترك من قبل بين مصر وأذربيجان، ولكن الفترة المقبلة سيتم التركيز على الاستثمار، خاصة أن أذربيجان لديها طبقة من المستثمرين الكبار.

يشار إلى أن الرئيس الأرمينى فاهاجن خاتشاتوريان، عبّر، خلال مباحثاته الثنائية مع الرئيس السيسى، عن أنّه يشعر بارتياح شديد للتعاون الفعّال مع الدولة المصرية فى المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والثقافية والسياحية وغيرها، فهناك تعاون فعال فى عدد من الملفات متعددة الأطراف، لكن ما زال حجم التجارة الثنائية بين البلدين غير مرضٍ.