المحتوى الرئيسى

الدموع الساخنة

01/27 19:56

خلاصة ما وصلت إليه عن السينما المصرية ــ وأنا فى هذه السن ــ أن نسبة كبيرة من هذه الأفلام هى بمثابة أشلاء لبعضها البعض، وقد تعلمت هذا الأمر من متابعتى لمقالات الناقد الراحل مجدى فهمى الذى كان رئيسا لتحرير الكواكب فى أوائل الستينيات كما كتب أهم مقالات النقد فى مجلة الشبكة طوال السبعينيات، حيث كان يقوم بتفصيص النص السينمائى المصرى ويكشف لك أن الفيلم عبارة عن رتوق من أفلام أخرى أجنبية أو مصرية قد تصل مائة رتق، ولا أنكر أننى مازلت أسير على منهجه فقد كان واسع الثقافة كثير المشاهدة وللأسف فإن أحدا من أجيالنا لا يعرفه وأن النقاد المصريين الذين عاصروه لا يذكرونه بما يستحق.

هكذا فيلم «الدموع الساخنة» إخراج يحيى العلمى وتأليف محمود أبو زيد الذى كان موظفا فى الرقابة فى مرحلة اعتمد على مشاهدة الأفلام الأجنبية قبل أن نعرفها فى مرحلة اقتناص القصاصات من الأفلام الأجنبية، والفيلم بطولة نور الشريف وحسين فهمى وميرفت أمين ومحمود المليجى الذى كان بطلا أيضا فى فيلم لواحظ 1957 إخراج حسن الإمام، فهناك قصاصة كبيرة تم نقلها من الفيلم القديم وهى أن هناك فتاة «شادية» دخل أبوها السجن وتركها لأمها كى تعمل كبنت ليل، يراها ضابط شرطة، ثم يكتشف أنها يمكنها التوبة فيأخذها إلى بيته حيث أبوه لواء شرطة، وعلى طريقة حسن الإمام فإن لواحظ هى الابنة الحقيقية لهذا اللواء وأن الضابط كمال الشناوى هو أخوها.. حتى يخرج الأب المزعوم من السجن ويحاول استعادة لواحظ إلى عالم الليل، التشابه واضح وفى فيلم الدموع الساخنة فإن الضابط حسين فهمى يقبض على الفتاة حنان ويكتشف براءتها ومن أجل إنقاذها يأخذها إلى بيت أبيه للعيش معهم فى نفس الدار لكن الأب هنا مستشار وليس ضابطا، وهنا أيضا إضافة لشخصية الأخ الأصغر ويقع الشقيقان فى حب الفتاة نفسها، ويظهر الأب الحقيقى للفتاة ويدور الصراع ويفقد شريف بصره فى معركة مع الأب الحقيقى لها وتعود إلى المنزل لتشهد صراعا جديدا فى منافسة بين الشقيقين اللذين يحبان الفتاة نفسها.. هل رأيت إلى أى حد هناك تشابه بين الفيلمين؟ وأحب أن أضيف أن هناك قصاصات أخرى موجودة فى فيلم غرام الأسياد إخراج رمسيس نجيب 1959، وأيضا الفيلم الأمريكى سابرينا إخراج بيلى ويدر، حيث تتكرر قصة قابيل وهابيل بشكل معاصر.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل