المحتوى الرئيسى

مدرسة قرآنية وساحة للذكر بمسجد صالح الجعفري: منبر للوسطية والتصوف.. والدعاء أمام مقامه مستجاب

01/27 03:35

«لا تتحقق المعرفة بغير العلم ولو كان التصوف طريقاً فإن مَن يمشى فيه لا يستطيع أن يصل إلى غايته الكبرى بغير مرشد أو دليل وهنا يصبح العلم هو السبيل الذى يمكن من خلاله تبديد ظلمات الجهل»، هكذا عرف الإمام المؤسس فى منهجه العلمى التصوف، وفى الدراسة خلف مشيخة الأزهر يقع مسجد الإمام صالح الجعفرى، والذى يعد منارة علمية وقرآنية، فهو السفينة التى يجتازها المريدون لبحار المعرفة كى يصلوا إلى شاطئ الحقيقة.

مدير المدرسة القرآنية: لا نسعى للربح ومنهجنا ينتمى للأزهر ونسعى للحفاظ على إرث الإمام

داخل المسجد، هناك الحلقات العلمية والتى يقودها لجنة دعوية من علماء بالأزهر الشريف ينتمون للطريقة، كذلك المدرسة القرآنية والتى تمثل جانباً مهماً فى تشكيل وجدان المريدين منذ الصغر.

الشيخ أحمد مصطفى الصبحى، مدير المدرسة القرآنية بمسجد الإمام، قال لـ«الوطن» إن هناك اهتماماً من محبى ومريدى الإمام الجعفرى بضرورة أن تكون هناك مدرسة قرآنية تعلم الطلاب صحيح الدين وتعود بهم إلى فهم قواعده الصحيحة، وتنقسم المدرسة إلى قسمين، الأول للرجال والآخر للسيدات منعاً للاختلاط، مضيفاً: «المدرسة فيها 1000 طالب و600 طالبة أكثرهم من طلاب الأزهر الشريف والمدرسة مجانية، غير ربحية وغير رسمية لها منهجها ينتمى للأزهر والعلم الشرعى والدراسة بها عبارة عن حلقات علم بها 10 طلاب».

«لدى المدرسة عدد كبير من المعلمين والمعلمات الماهرين والماهرات جميعهم من خريجى الأزهر الشريف يحملون الدين بشكل صحيح يعلمون الناس أصوله بدقة»، الشيخ مصطفى أكد أن العلوم التى يتلقاها الطالب تنقسم لعلم التلقى ويكون معتمداً على رواية حفص عن عاصم، وعلم القراءات إلى جانب علم الترتيل والذى يعنى الضبط والتشكيل وأحكام الوقف.

وأضاف: «هناك شروط للالتحاق بالمدرسة، أهمها أن يحفظ بعضاً من القرآن وهذا شرط ضرورى حتى ولو كان يحفظ صفحة واحدة فقط، لأن ذلك له دور هام فى تسهيل تعلمه وتحفيظه القرآن الكريم مجوداً، فيجب أن تكون لديه نبتة نُحسن نحن رعايتها ولابد أن يكون مجيداً للقراءة والكتابة، كل ذلك بخلاف الالتزام الذى يعد هو أهم الشروط الواجب توافرها فى الطالب».

بعد أن يلتحق الطالب بالمدرسة يتعلم القرآن فى حلقات علم على مدار 135 يوماً ويأخذ بعدها قسطاً من الراحة للاستذكار والاستعداد لأداء الامتحان، على أن تكون مدة الإجازة 45 يوماً، «فيه مميزات عديدة عندنا يمكن أهمها أننا لا نكلف الطالب شيئاً سوى الحضور والالتزام فقط، بنوزع جميع الأدوات الكتابية مجاناً وكذلك المصاحف وبنعمل حفلتين واحدة فى رمضان والثانية يوم الاحتفال بمولد النبى وبندّى جوائز عديدة للمتفوقين المهرة».

إلى جوار المسجد توجد المكتبة الجعفرية الرائدة فى تحقيق وطبع ونشر وتوزيع الكتاب الصوفى فى العالم الإسلامى وهذا ما يؤكد الحرص على التراث الصوفى من أجل بعثه ونشره بغض النظر عن الناحية المادية والتى لم تكن يوماً هدفاً ولا غاية، «كالعادة فى مولد كل عام تهدى المكتبة لأبناء الإمام الجعفرى مطبوعات جديدة من تراثه هدفها الحفاظ على كل ما تركه الشيخ من إرث علمى ضخم».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل