المحتوى الرئيسى

الإمام «الجعفري» يرى شيخه في المنام ينصحه: «اذهب للأزهر واقرأ المذاهب الأربعة»

01/27 03:35

نال الإمام الجعفرى شرف القرابة من رسول الله، فهو صالح بن محمد بن رفاعى، تمتد سلسلة نسبه الشريف لتتصل بالإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام على زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب، والسيدة فاطمة الزهراء، ريحانة رسول الله. ولد الإمام فى السودان ببلدته «دنقلا»، عاش بها وحفظ القرآن الكريم فى مسجدها العتيق، حتى انتقاله إلى القاهرة والتزود بعلم الأزهر الشريف.. ولهذا الانتقال قصة تستحق أن تُروى.

يحدثنا الإمام الجعفرى عن قصة رحيله للقاهرة ورؤيته للإمام عبدالعالى الإدريسى، قائلاً: «قبل مجيئى إلى الأزهر، جاء أحد أهل البلد بأول جزء من شرح النووى على صحيح مسلم، فاستعرته منه، وصرت أذاكر فيه، فرأيت فى المنام سيدى عبدالعالى الإدريسى جالساً على كرسى، وبجواره زاد للسفر، وسمعت من يقول: إن السيد يريد السفر إلى مصر إلى الأزهر، فجئت وسلمت عليه وقبلت يده، فقال لى مع حدّة: «العلم يؤخذ من صدور الرجال لا من الكتب» وكررها، فاستيقظت من منامى وقد ألهمنى ربى السفر إلى الأزهر».

فهم الإمام الجعفرى مغزى الإشارة، فسافر لتلقى العالم بالأزهر الشريف لتلقى العلم عن العلماء فى مجالسهم، وكان توجهه إلى الأزهر لما فيه من العلوم والمعارف التى يعز وجودها فى مكان غيره، فهو جامع العلوم، وقد قص الشيخ فى أحد كتبه أنه «رأى السيد أحمد بن إدريس وهو يقول له: الله معك اقرأ فقه المذاهب الأربعة»، يقول الإمام الجعفرى: «فلما أصبحت قصصت الرؤيا على شيخ لى، فقال: إن صحت رؤيتك فتأويلها أنك ستذهب إلى الجامع الأزهر، حيث يدرس الفقه على المذهب الأربعة»، وقد حقق الله تلك الرؤيا.

ووفقاً لكتب الإمام المؤسس، فلم يقتصر «الجعفرى» على واجبات وظيفته، بل قام بالتدريس والوعظ فى جنبات الأزهر، وجذب إليه القلوب بما أفاض الله عليه من العلم النافع، والموعظة المخلصة الصادقة، فأقبل عليه طلاب العلم من داخل الأزهر وخارجه، إلى أن جاءت مناسبة أظهرت جدارة الشيخ العلمية، واستحقاقه لهذه المكانة العظيمة، وكان ذلك عند وفاة شيخه العلامة الشيخ يوسف الدجوى سنة 1365 هجرياً، وقد اجتمع أبناء الأزهر وكبار العلماء لتوديع عالمهم الجليل، فاحتشدوا فى موكب مهيب، برئاسة الإمام مصطفى عبدالرازق، شيخ الأزهر الشريف، وحين بلغ الموكب نهايته عند القبر انتفض الشيخ صالح خطيباً، يرثى أستاذه.

بدأ مرثيته مستشهداً بقول رسول الله: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسُئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا»، ثم أفاض فى إيضاح منزلة العالم الفقيد، وأشاد ببعض مواقفه الجريئة أمام المبتدعة والملاحدة، وما إن انتهى الخطيب من مرثاته، حتى سأل عنه الأستاذ الأكبر معجباً، ثم بادر بتعيينه مدرساً فى الجامع الأزهر. وارتقى الشيخ صالح الجعفرى منبر الجامع الأزهر الشريف خطيباً، إلى جانب عمله كمدرس للعلم بالأزهر.

وبحسب الموقع الرسمى للطريقة الجعفرية، تعد أهم الخصائص التى اعتمد عليها مولانا الشيخ صالح الجعفرى فى دعوته وإرشاده وتربيته، اعتماده على الكتاب والسنة، واتساع ثقافته وتبحره فى مختلف العلوم والفنون، كذلك روعة البيان وقوة التأثير، فكان لنشأة الشيخ الصوفية أثر كبير فى روعة بيانه وقوة تأثيره فى مستمعيه ومريديه، مع مراعاة حال السامعين، وإحساسه بمشاكل الناس والعمل على حلها، والإلهام والفيض الإلهى، كذلك اعتماده فى درسه على الحوار والإقناع، والبصيرة النافذة فى مداواة النفوس، واتباعه المنهج السلفى فى دعوته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل