المحتوى الرئيسى

كيف أثرت التغيرات المناخية على أنماط غذائنا ؟

12/08 17:33

طالت تأثيراتها كل شىء على وجه الكرة الأرضية، لم تترك شيئا إلا وكان لها بصمة عليه، فالتغيرات المناخية التى يعاني منها العالم أجمع تزداد آثارها يوما بعد يوم بسبب تزايد انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، وانتشار الغازات الدفيئة التي ظهرت نتيجة الاستخدام السيئ من البشر، هي من أثرت بشكل كبير على المناخ العالمي بشكل عام.

نمط السلوك الغذائي للإنسان تأثر هو الآخر بالتغيرات المناخية، فنتيجة لاختلاف درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية تغيرت الأغذية التى يتناولها الإنسان في كل فصل من فصول السنة، وتأثرت المحاصيل الزراعية واختلفت انتاجيتها المعتادة، فالتغير المناخي يعني أن أنماط الطقس والمواسم المتغيرة، وبعض الظواهر الجوية المتطرفة أصبحت حقيقة يومية، ما يجعل من الصعب على المزارعين إنتاج المحاصيل بنفس الطريقة المجربة والمختبرة.

ومن جانبه أكد دكتور شريف صبري أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة عميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة المنوفية أن للتغيرات المناخية تأثيرات كبيرة على أنماط وأساليب التغذية، موضحا أنه فى شهور الخريف فى الثمانينات والسبعينيات ، كان الجو من شهر ٩ وحتى شهر ٤  بارد، وكانت الناس تأكل الأكلات الشتوية المغذية، مثل العدس والبليلة وغيرها من الأكلات التى كانت تمد الجسم بالطاقة والدفء.

أقرأ أيضاً : «تآكل الساحل».. التغيرات المناخية تلتهم رمال الشواطيء| فيديو 

متابعا " أما الآن ونحن في شهر ١٢ فمازال الجو معتدل، ولم يعد أحد يتناول مثل هذه الأكلات إلا فى ديسمبر ويناير فقط، فالمناخ أصبح يميل للحرارة، والصيف أصبح شهوره طويلة، والجو الحار أصبح تقريباً ٨ أشهر فى السنة، والأكل الذي كنا نتناوله فى الصيف على فترات قصيرة خلال العام، أصبحنا نأكله بشكل أكثر".

ولفت أستاذ التغذية أن هذا أثر على نمط الاستهلاك الغذائي لكل الأسر المصرية، وانعكس على نوع الأكل، لأن نوعية الأكل تتأثر بالموسم والفصل السنوي، والتى بطبيعة الحال تغيرت خصائصها بتغير المناخ.

وأضاف أن التغيرات المناخية كان لها تأثيرها البالغ أيضا على المحاصيل الزراعية، والمحاصيل التى كانت تحتاج إلى جو بارد لكي تنمو، تأثرت انتاجياتها بسبب عدم وجود البرد.

وأوضح قائلا " العام الماضي كانت إنتاجية المانحة والبرقوق وعدد من المحاصيل سيئة جدا، لأن الجو لم يشهد انخفاض درجات حرارة بالشكل الطبيعي في أشهر نموها فى الشتاء قبل الماضي، في حين أن إنتاجية هذا العام من نفس المحاصيل كانت أفضل لأن الشتاء الماضي شهد انخفاض فى درجات الحرارة بشكل طبيعي".

معلقا على أن هذا التأثير السلبي نعاني منه جميعا، وتعاني منه المحاصيل المختلفة، فارتفاع درجات الحرارة يؤثر فى المحاصيل التى تحتاج لدرجات حرارة منخفضة لكي تزهر، مثل البرقوق والمشمش والكمثرى والمانجة وغيرها، قائلا "التوازن الطبيعي للأرض هو الأفضل لكل الكائنات الحية".

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل