المحتوى الرئيسى

فى احتفالية يوم ميلادها.. خبير آثار يرصد حياة سانت كاترين ورفاتها وبركة كفها الأيسر

12/08 05:12

احتفل دير سانت كاترين أمس بعيد ميلاد القديسة كاترين وفى ضوء ذلك يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن القديسة كاترين استشهدت عام 307م الموافق 29 هاتور من الشهور القبطية ويحتفل به الدير يوم 7 يناير من كل عام وقد شهد علماء الحملة الفرنسية مظاهر هذا الاحتفال حيث زينت الكنيسة كما فى أيام الأعياد الكبرى وأضيئت كافة الشموع والمصابيح وسار رئيس الدير والرهبان إلى الكنيسة حتى بلغوا الشرقية ليقبّلوا جبهة القديسة والخاتم بيد القديسة وقد أخبر الرهبان علماء الحملة الفرنسية أن رفات سانت كاترين الباقية تشمل الرأس ويد واحدة.

ويضيف د. ريحان بأن علماء الحملة الفرنسية صعدوا إلى جبل سانت كاترين الذى يرتفع 2642م فوق مستوى سطح البحر وصحبهم أحد رهبان الدير ورأوا هناك صخرة من الجرانيت هى موضع تقديس من جانب المسيحيين ولقد شرح لهم الرهبان قصة هذا التقديس حيث وجدوا على هذه الصخرة رفات لفتاة فأخبروا أحد الرهبان بالأمر وذهب الجميع للتعرف على الجثمان وأقروا بأنه جثمان لشهيدة وأنه لا بد أن يكون جثمان القديسة كاترين ثم نقل الرهبان ما تبقى من الجثمان لكنيسة التجلى بالدير ووضعت بقايا القديسة فى صندوق ذهبى بمذبح الكنيسة.

ويوضح الدكتور ريحان أن سانت كاترين قديسة مصرية وليست يونانية وهى إبنة كوستاس من عائلة نبيلة بالإسكندرية عاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الرومانى مكسيمانوس 305- 311م وتحولت إلى المسيحية فى زمن الوثنية ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية أصدر أوامره إلى خمسين حكيماً من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها فى سبيل دحض براهينها عن المسيحية إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل وجاءت النتائج عكسية.

وقد آمن هؤلاء الحكماء الوثنيون بالمسيحية وحذا كثيرون حذوهم وكان من بينهم أقرب المقربين للإمبراطور من رجال البلاط فلجأ مكسيمانوس لتعذيبها وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعونها فيها ولم يؤثر هذا على إيمانها مما دفع أحد الجنود لقطع رأسها وبعد مضى قرون على استشهادها رأى أحد رهبان سيناء رؤيا بأن الملائكة حملوا بقايا جسدها ووضعوها فوق قمة جبل قرب الدير فصعد الرهبان للجبل فوجدوا الرفات فدفنوها فى أعلى ذلك الجبل وأطلق على الجبل اسم جبل سانت كاترين وهو أعلى جبل فى مصر 2246م فوق مستوى سطح البحر وأطلق على الدير دير سانت كاترين وكان يسمى بدير طور سيناء منذ إنشاؤه فى القرن السادس الميلادى.

ويشير الدكتور ريحان إلى أن شهرة سانت كاترين ذاعت فى جميع أنحاء أوروبا خاصة بعد أن حمل سمعان المترجم الذى يتحدث خمس لغات رفات القديسة إلى منطقة الرون وترينس بفرنسا وكتب فى القرن العاشر الميلادى كتابه (استشهاد القديسة كاترينا المنتصرة شهيدة المسيح المعظمة ) وانتشر تكريم سانت كاترين ورسمت صورها فى الشرق والغرب بتصوير عجلة التعذيب وما يزال بالدير حتى اليوم الكثير من صور القديسة يحيط بها مشاهد تمثل بعض أطوار حياتها واستشهادها ولقد أعد صندوق من المرمر عام 1231م لحفظ رفات القديسة يوجد حالياً بمذبح الكنيسة الرئيسية أما كف القديسة فقد وضع فى صندوق من الفضة الخالصة أهداه قياصرة روسيا للدير عام 1688م

وأصبح لدير سيناء مقار سينائية متعددة تأسست فى جميع أنحاء العالم وأعطوها اسم سانت كاترين منها المقر السينائى الهام فى مدينة هراقليون بكريت الذى تخرج منه عدد كبير من شخصيات الكنيسة الهامة وقد زاره الدكتور ريحان بنفسه

وينوه الدكتور ريحان إلى أن رهبان سيناء اعتادوا وضع رفات القديسة كاترين فى تابوت رخامى متقن الصنع موقعه هيكل كنيسة التجلى وقد صنع فى ورشة بالقدس فى منتصف القرن 12م واستمر حتى نهاية القرن 18م وأن كتابات عديدة تشير إلى وجوده بالكنيسة منها مخطوط طقسى محفوظ بالدير من عام 1214م كما وصفه الحجاج المسيحيون إلى دير سانت كاترين ومنهم الحاج الألمانى الدوق ثيتمار حيث وصف عام 1217 التابوت والخدمة الطقسية التى تقام عند تناول البركة من رفات القديسة وكان التابوت يجذب اهتمام الزائرين

ثم وضعت رفات القديسة كاترين فى صندوق ذهبى بمذبح الكنيسة وشملت الرفات اليد اليسرى والرأس ثم حفظت فى تابوت رخامى من القرن 12 إلى 18م كما حفظت فى صندوق من المرمر أعد عام 1231م بمذبح كنيسة التجلى والآن هناك تابوت تحت قبة المظلة التى تقع على يمين المذبح يحوى صندوقان من الفضة أحدهما يضم جمجمة القديسة كاترين يحوطها تاج ذهبى مرصع بالجواهر والآخر يضم يدها اليسرى وتزينها الخواتم الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة

ويشير الدكتور ريحان إلى مجموعة كف القديسة كاترين وتشمل صندوق حفظ الكف وهو صندوق من الفضة الخالصة طوله 18سم، عرضه 12سم، ارتفاعه 9.5سم عليه زخارف بارزة عبارة عن أشكال جامات ووريدات والصندوق مبطن من الداخل بطبقة من القطن لحماية الكف من الصدمات ويعرف "بقطن البركة عند رهبان الدير"، وجراب للكف من القطيفة الحمراء الداكنة مطرز بخيوط ذهبية وفضية ومزين بخرز شفاف من الزجاج، وقاعدة الكف طولها 18سم، عرضها 9.5سم من الذهب على شكل كف ويحيط به إفريز مزين من جميع الجهات ب35 فص ويخرج منها عدد 2 حزام وذلك لاحكام الغلق على الكف، الحزام الأول طوله 9سم من الذهب على شكل إسورة مكونة من خمسة فصوص متصلة كسلسلة وفى نهايته محبس ليغلق على القاعدة، والفصوص من الأحجار الكريمة ومنها الأخضر الزيتونى والأحمر القانى والأبيض الشفاف، أمّا الحزام الثانى طوله 10سم ، عرضه 3سم فهو عبارة عن إسورة يعلوها خمسة دوائر ذهبية بداخل كل منها فص من الأحجار الكريمة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل