المحتوى الرئيسى

قمة بايدن وماكرون.. توافق أمريكي فرنسي في ملفات راهنة وقضايا دولية - شبكة رؤية الإخبارية

12/05 05:56

تباحث الرئيسان بايدن وماكرون بشأن الحرب في أوكرانيا وتحديات الصين والشرق الأوسط بالإضافة إلى قضايا البيئة مثل تغير المناخ والطاقة.. أبرز نتائج القمة الأمريكية الفرنسية.

استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الخميس 1 ديسمبر 2022، نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالمكتب البيضاوي في واشنطن.

وتباحث الطرفان في عدد من الملفات على الساحة السياسية العالمية، وأصدرا بيانًا مشتركًا شجبا فيه الحرب الروسية الأوكرانية، وحددا رؤية لتعزيز الأمن وزيادة الرخاء بأنحاء العالم، ومكافحة التغير المناخي، وتعزيز القيم الديمقراطية.

أوضحت وكالة “أسوشيتد برس” أن زيارة ماكرون لواشنطن، خففت من انتقاداته لقانون بايدن لخفض التضخم والتحديات التي يواجهها كلا الزعيمين، وسط ارتفاع تكاليف استمرار تدفق المساعدات العسكرية والاقتصادية إلى كييف، مع عدم وجود نهاية للحرب في الأفق.

وأضافت أنه على الرغم من الاختلافات، سعى بايدن وماكرون لتأكيد أن تحالف بلديهما لا يزال قويًّا، وأن على الغرب الصمود في وجه حرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوكرانيا. وقد شدد ماكرون على أن للقضية تداعيات تتجاوز حدود أوكرانيا.

1000

الرئيس الأمريكي مع نظيره الفرنسي في المكتب البيضاوي

أفادت “أسوشيتد برس” بأن الرئيسين تعهدا بالحفاظ على جبهة موحدة ضد روسيا، وسط مخاوف متزايدة من تراجع الولايات المتحدة وأوروبا عن دعم الجهود الحربية الأوكرانية. وشدد الزعيمان على “عزمهما محاسبة روسيا على الفظائع وجرائم الحرب التي ارتكبتها قواتها المسلحة النظامية ووكلاؤها بأوكرانيا”.

واستنكر بايدن وماكرون “خطوات روسيا التصعيدية المتعمدة، وخطابها النووي غير المسؤول، ومعلوماتها المضللة بشأن الهجمات الكيمياوية المزعومة وبرامج الأسلحة البيولوجية والنووية”، وجددا التزامهما بدعم دفاع أوكرانيا عن سيادتها وسلامة أراضيها، مهما تطلب الأمر، وفق البيان المشترك.

أوضحت الوكالة أن الرئيسين عقدا العزم على “مواصلة العمل بلا كلل، حتى تكون أوروبا موحدة وحرة، ما يستلزم الحفاظ على الدفاع والأمن الجماعيين للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي (ناتو) واتباع نهج أكثر قوة وتكاملًا وتماسكًا لمواجهة التهديدات العسكرية وغير العسكرية”.

ورحب بايدن وماكرون بالتقدم الذي أحرزه الحوار الاستراتيجي للتجارة الدفاعية بين بلديهما، لتعزيز وجهات النظر المشتركة بشأن الوصول إلى أسواق الدفاع وقضايا التصدير. ويعتزم البلدان التعاون لتطوير قواعد صناعية دفاعية أقوى وقابلة للتشغيل المتبادل في أوروبا والولايات المتحدة، لتوفير قدرات عسكرية أفضل لـ”الناتو”.

شدد بايدن وماكرون على أن الردع النووي ضروري للأمن القومي، ومكون أساسي لقدرات “الناتو” الشاملة للردع والدفاع، وأن الهدف الأساسي لقدرة “الناتو” النووية هو الحفاظ على السلام، ومنع الإكراه، وردع العدوان ضد الحلف، وفق بيان البيت الأبيض.

وتوافق الرئيسان على “أهمية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومعارضة معاهدة حظر الأسلحة النووية التي لا تعكس البيئة الأمنية الدولية، وتتعارض مع الهيكل الحالي لعدم الانتشار ونزع السلاح”. ويعتزم البلدان تعزيز اتفاقية الدفاع المتبادل وتعاونهما الفني في عدد من قضايا الحد من المخاطر الاستراتيجية.

ذكر البيان المشترك أن الولايات المتحدة وفرنسا تنويان توسيع مشاركتهما الدبلوماسية والاقتصادية الإقليمية، لتعزيز المرونة في جزر المحيط الهادئ، وتعتزمان أيضًا زيادة التنسيق العملي بشأن الأمن البحري، وزيادة إسهاماتهما المادية في عمليات الانتشار الجوي والبحري التي تجريها فرنسا ودول أوروبية بالمنطقة.

وأضاف أن البلدين سيواصلان التنسيق لمواجهة التحديات التي تطرحها الصين على النظام الدولي. وشدد بايدن وماكرون على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وأدانا التجارب الباليستية التي أجرتها كوريا الشمالية هذا العام، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي.

شدد بايدن وماكرون على ضرورة العمل معًا لدعم السلام والازدهار في الشرق الأوسط، ورحبا بإطلاق منتدى النقب، والذكرى الثانية لتوقيع “اتفاقيات إبراهيم” بين الإمارات وإسرائيل، واتفاقية الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية. وحث الرئيسان قادة لبنان على انتخاب رئيس والمضي قدمًا في الإصلاحات.

وقال الزعيمان إنهما لا يزالان ملتزمين بالحفاظ على الوسائل والإمكانيات اللازمة لمكافحة الإرهاب في العراق وسوريا، ضمن التحالف الدولي لهزيمة “داعش”، ويواصلان العمل على تحسين الوضع الإنساني الخطير الذي يواجهه الشعب السوري، وترويج حل عادل طويل الأمد للصراع السوري.

وجّه الرئيسان بايدن وماكرون التحية إلى المتظاهرين الإيرانيين، الذين نزلوا إلى الشوارع في الأشهر الأخيرة، وأعربا عن احترامهما للشعب الإيراني، ولا سيما النساء والشباب الذين يحتجون بشجاعة للمطالبة بحقوق الإنسان، والحريات الأساسية التي التزمت بها إيران وتنتهكها الآن، وفق بيان البيت الأبيض.

وأضاف البيان أن الرئيسين شددا على ضرورة عدم تمكين إيران من تطوير سلاح نووي أو امتلاكه، والعمل مع شركاء دوليين آخرين للتصدي للتصعيد النووي الإيراني، وعرقلة أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدم التزام إيران باتفاقات الضمانات التي تقتضيها معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

في بيانهما المشترك، أعرب بايدن وماكرون عن قلقهما من تغير المناخ. وتخطط فرنسا والولايات المتحدة لدعم التخلص التدريجي من الفحم محليًّا وعلى صعيد الاقتصادات الناشئة، وتنويان زيادة دعمهما للبلدان التي تستأثر بأهم احتياطات الكربون غير القابل للاسترداد، وبالتنوع البيولوجي المهم.

وقال البيان إن فرنسا والولايات المتحدة ستعملان معًا على حماية الغابات المطيرة ووقف إزالة الغابات، وضمان حماية أفضل للمحيطات في ضوء مؤتمر الأمم المتحدة المقبل حول المحيط في فرنسا عام 2025، مع استعدادهما لإبرام معاهدة الأمم المتحدة بشأن حماية أعالي البحار في 2023.

جدد الرئيسان بايدن وماكرون عزمهما على العمل مع الشركاء للنهوض بالأمن السيبراني، ودعم القانون الدولي والمعايير العالمية الراسخة وغير الملزمة في وقت السلم في الفضاء الإلكتروني، من خلال “نداء باريس للثقة والأمن في الفضاء السيبراني” ومن خلال برنامج الأمم المتحدة الطموح للعمل.

وأضاف بيان البيت الأبيض أن البلدين يعتزمان تعزيز التنسيق بينهما في مكافحة التلاعب الأجنبي بالمعلومات عبر الإنترنت، وتجديد دعمهما لوسائل الإعلام المستقلة على المستوى الدولي، من خلال “الصندوق الدولي لوسائل الإعلام ذات النفع العام” الذي تستضيفه باريس.

قالت “أسوشيتد برس” إن خطاب ماكرون أثار قلق المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين، مع دعوات لأوكرانيا وروسيا للاجتماع على طاولة المفاوضات، في حين شدد مسؤولو البيت الأبيض علنًا على أن الأمر متروك لقيادة أوكرانيا وحدها لتقرير الوقت المناسب للتعامل مع الروس.

وأضافت أن ماكرون أثار الدهشة أيضًا في خطاب ألقاه في قمة بانكوك، في شهر نوفمبر المنقضي، عندما وصف الولايات المتحدة والصين بأنهما “فيلان كبيران على وشك خلق مشكلة كبيرة لبقية الغابة”، فضلاً عن انتقاده الشديد لبرنامج الإعانات الأمريكية الذي وصفه بأنه “شديد العدوانية” تجاه الشركات الفرنسية.

قالت “أسوشيتد برس” إن زيارة الرئيس الفرنسي هي عودة لتقليد البيت الأبيض في تكريم الحلفاء المقربين، الذي يعود تاريخه إلى رئاسة أوليسيس إس جرانت. وقدم الرئيس بايدن إلى ماكرون مرآة هي نسخة من الموجودة في البيت الأبيض، ونسخة أرشيفية من براءة اختراع أول فونوغراف.

1000

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل