روشتة فنية.. ماذا بعد خروج المنتخب السعودي من كأس العالم 2022؟

روشتة فنية.. ماذا بعد خروج المنتخب السعودي من كأس العالم 2022؟

منذ أكثر من سنة

روشتة فنية.. ماذا بعد خروج المنتخب السعودي من كأس العالم 2022؟

رغم الخروج المبكر من مجموعات كأس العالم 2022، إلا أن المنتخب السعودي نجح في كسب احترام الجميع، بعدما حقق فوزا تاريخيا ضد الأرجنتين 2-1.\nالمنتخب السعودي وقع في مجموعة صعبة فنيا، ضمت الأرجنتين وبولندا والمكسيك، إلا أن كتيبة الفرنسي هيرفي رينارد قدمت مستويات مميزة، دون أن يحالفها التوفيق للتأهل.\nانتصار تاريخي على رفاق "ليونيل ميسي" رفع مستوى التوقعات إلى عنان السماء، ولكن عدة عوامل أدت إلى التراجع وعدم التوفيق أمام بولندا، ثم المكسيك، ليودع المنتخب السعودي من مرحلة المجموعات.\nوأجمع المتابعون على المستوى الفني المميز لمنتخب السعودية خلال جميع مبارياته، وقدرته على الاستحواذ وصنع العديد من الفرص أمام منافسيه، إلا أن جودة اللاعبين لم تكف لإعطاء الأفضلية مقارنة بمنافسيه.\nوتستعرض "العين الرياضية" عبر التقرير التالي روشتة فنية، يمكن استخلاصها من مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم 2022، لأجل مشاركات أفضل في النسخ المقبلة.\nلا يمكن التقليل من المستوى الفني الذي قدمه المنتخب السعودي، والذي أجمع على جودته المتابعون، سواء على المستويين العربي أو الأوروبي.\nولكن الأمر الذي لم يسعف المنتخب السعودي في مسيرته هو ضعف المعدل البدني لكثير من اللاعبين، مما نتجت عنه عدة إصابات عضلية تواليًا.\nفقد المنتخب السعودي في مباراة الأرجنتين قائده سلمان الفرج، وكان ذلك بداية لفقدان عدة لاعبين تواليًا، وصولًا لعلي البليهي الذي خرج اضطراريًا في مباراة المكسيك، والتي دخلها المنتخب السعودي بـ4 غيابات من قائمته.\n\nيمتد تعاقد هيرفي رينارد مع المنتخب السعودي حتى 2027، ويبدو أنه يعتمد كليًا على أسلوب بدني عالٍ وضغط هجومي، يجب أن يتناسب مع المعدلات الطبيعية للاعبين في مبارياتهم الاعتيادية على مدار الموسم.\nويقترح الإعلامي السعودي وليد الفراج أن يتم رفع المعدلات البدنية ما بين السرعة والقوة البدنية، وأن يتم تعيين لجنة مخصصة لمتابعة الأمر وتقديم النصائح والملاحظات للأندية بخصوص هذا الشأن.\nيمتلك كل نادٍ في الدوري السعودي هذا الموسم قائمة تضم 8 لاعبين أجانب، وهو أمر يُمثل سلاحًا ذا حدين.\nويُعتبر وجود أسماء أجنبية مميزة أمرًا تسويقيًا جيدًا للمسابقة المحلية في السعودية، كما يمكن الاستفادة من خبرات هذه الأسماء ونقلها للاعب المحلي، ولكنها تقلل من فرص مشاركة اللاعب السعودي أساسيًا.\nويقترح الفراج عبر برنامجه "أكشن يا دوري" أن يتم رفع مستوى دوري الرديف السعودي فنيًا وتسويقيًا لظهور أفضل للاعب المحلي، ولكن ما الفائدة إن كان لا يشارك بما يكفي في الاستحقاقات القارية مثلًا مع ناديه، والتي تمثل صقلا حقيقيًا للخبرات.\n\nويمكن خلق معادلة أكثر توازنًا، والاستعانة على سبيل المثال بالتجربة الإنجليزية، والتي تفرض عددًا من اللاعبين محليي المنشأ في قائمة كل فريق، مع متابعة أكبر لأكاديميات وقواعد ناشئي كل نادي سعودي، ووضع جهد أكبر لتطوير الأمر.\nيمكن القول إن بقاء اللاعب السعودي داخل المسابقة المحلية، مهما بلغت من تطور واحترافية وضمت أسماء أجنبية رنانة، لا يُعد مفيدًا للمنتخب السعودي على المدى البعيد.\nالتأسيس والتطوير والاحتراف داخل المسابقات الأوروبية الكبرى يُعد عاملًا مهمًا لتغيير العقلية واستيعاب الأساليب الفنية.\nالفترة التي خرج فيها بعض اللاعبين السعوديين إلى أندية أوروبية، رغم قصر مدتها الزمنية، قبل كأس العالم 2018 أفادت هذه المجموعة من اللاعبين كثيرًا على سبيل التدريب والتطوير الفني.\nاستقدام الأسماء الأجنبية القوية عامل يزيد من الاحتكاك مع خبرات أوروبية، ولكن المنافسة داخل مسابقة أوروبية كُبرى يُعد تجربة مختلفة تزيد من تجارب اللاعبين وشخصيتهم التنافسية.\nويجب إيجاد الخلطة المتوازنة ما بين المحترفين بالخارج واللاعبين المحليين، وخاصة أن العدد المتزايد للاعبين الأجانب يقلل من فرص اللاعب السعودي.\nيقترح وليد الفراج أيضًا أن تتم المشاركة في المسابقات الإقليمية، مثل كأس العرب وكأس الخليج بقائمة غير أساسية، والاعتماد على بعض الأسماء والمواهب الشابة، وعدم إيقاف مسابقة الدوري المحلي اضطراريًا لمثل هذه المنافسات.\nهذه المسابقات لا تنضم إلى أجندة "فيفا" رغم المحاولات المتكررة لاعتماد الأمر، وقد تكون أفضل استفادة فنية متمثلة في إعطاء فرص لأسماء لا تنضم للمنتخب الأول عادة، في ظل جو تنافسي مع عدة فرق تسعى للفوز باللقب الإقليمي.\nومع استمرار رينارد حتى عام 2027، قد تكون فرصة مميزة لتوسيع قاعدة اللاعبين المتاحين للاختيار.\nعلى غرار الإصابات، عانى المنتخب السعودي من القرارات الإدارية طوال الـ3 مباريات، ويُعتبر هو المنتخب الأكثر تلقيًا للبطاقات الصفراء في مرحلة المجموعات بواقع 14 بطاقة صفراء.\nمن ضمن "روشتة" اقتراحات الفراج في برنامجه، ينصح بالتشدد التحكيمي مع اللاعبين في المسابقة المحلية والحزم في القرارات، وهو ما قد ينعكس على تصرفات اللاعبين في البطولات الدولية.\nتفاصيل قد تبدو بسيطة، ولكنها ضمن عوامل قد تؤثر سلبيًا على مسيرة الفريق في البطولات المُجمعة إن لم تُوضع في الاعتبار.\nجميع الحقوق محفوظة لمؤسسة بوابة العين للإعلام والدراسات © 2022

الخبر من المصدر