المحتوى الرئيسى

رسائل الرئيس أبو مازن للمؤتمر العربي الرابع للمياه

12/01 03:25

بعث الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين رسائل للمؤتمر العربى الرابع للمياه الذى عقد بجامعة الدول العربية ، اليوم الأربعاء، والذي تنظمه دولة فلسطين تحت شعار الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام.

وقال رئيس دولة فلسطين محمود عباس "أبو مازن" في كلمته التي تلاها الدكتور زياد أبو عمر نائب رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني خلال المؤتمر، إنّه لمن دواعي سروري واعتزازي، أن ترعى دولة فلسطين، مؤتمركم الرابع للمياه تحت شعار "الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام"، هذا المؤتمر الذي يعقد في ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف، والذي يُحتفى به في أماكن عدة في العالم.

وأضاف  نتقدم بالشكر لجمهورية مصر العربية لاستضافتها المؤتمر، على أرض الكنانة، وجامعة الدول العربية، وشبكة خبراء المياه العرب، على تنظيمهم لهذا المؤتمر، بالشراكة مع المؤسسات والمنظمات الدولية، كما نُهنئ الرئيس عبدالفتاح السيسي وجمهورية مصر العربية، على تنظيمها ورعايتها وقيادتها لمؤتمر الأطراف الـ27 للتغيّر المناخي، والذي عقد في شرم الشيخ، ولما تحقق من نجاح ونتائج لمواجهة الاحتباس الحراري، ووقوف الدول إزاء التزاماتها، وهو ما يؤكد على أهمية دور مصر دولياً وإقليمياً وعربياً.

وقال الرئيس عباس فى كلمته، يشكّل الأمن المائي العربي تحدياً كبيراً و يواجه قرابة  453 مليون مواطن عربي الفقر المائي، وهو قضية تسحتوذ على اهتمام دولنا العربية، كما تَمَّثل ذلك بقرار جامعة الدول العربية انشاء مجلسكم الموقر، مجلس وزراء المياه العرب.

وأضاف ولقد بات لزاماً علينا الاستجابة للطلب المتزايد على المياه، وبالطبع الغذاء، اللذين يشكلان تحدياً كبيراً في ظل محدودية هذه المصادر في الوطن العربي، وفي ظل الجفاف والتصحر وسوء الاستخدام، وأيضاً، استخدام المياه كسلاح، وتعاظم النزاعات خاصة على المياه العابرة للحدود.

وأكد أنّ حل قضية نقص المياه في وطننا العربي يقتضي وضع استراتيجية عربية موحدة وشاملة، تدافع عن الحقوق التاريخية في المياه العربية في مواجهة الاحتلال، أو الاستغلال أو التغول عليها، ووضع الخطط لمواجهة العجز المائي والغذائي في ظل التحديات القائمة.  

وشدد أن مياه الوطن العربي العابرة للحدود هي قضية عربية ومسألة أمن قومي عربي، فمياه النيل من مصبِّه وعلى طول مجراه، هي أمن قومي مصري وسوداني وعربي، ونحن نقف مع أشقائنا في مصر والسودان في مطالبهما في كلّ ما يتعلق بموضوع سد النهضة، وفي ضمان عدم المساس بأمنهما المائي أو الزراعي أو ذلك المتعلق بالطاقة، إننا ندعو الى التوصّل لاتفاق قانوني ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا، اتساقاً مع البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر (أيلول) 2021، وذلك على النحو الذي يكرِّس التعاون ويرسِّخ المصالح المشتركة بين شعوب المنطقة.

وأضاف، ينطبق موقفنا هذا على مصادر المياه العربية كافة، وخاصة في فلسطين، حيث تقوم دولة الاحتلال بسرقة الأرض وبناء المستوطنات عليها، وسرقة مياهنا وبيعها لنا، ما خلق أزمة مياه خانقة لدينا، انعكست آثارها على تقليص حجم الزراعة والتنمية والتطور في بلدنا بشكل عام، وعلى الجوانب الصحية والبيئية لحياتنا على حدٍ سواء.

واستطرد، يشكّل البحر الميت نموذجاً آخر للاعتداء على مياهنا، إذ أن هذا البحر يتقلص عاماً بعد عام، بسبب تحويل مياه الأنهر أو حبسها، وغياب الاتفاق حول التحصيص والادارة، بما يتوافق مع مبادئ واعراف القانون الدولي. نحن نرفض أن تبقى مياهنا رهن الاحتلال أو السيطرة أو الاستغلال غير القانوني  في الانهر من منابعها الى مصباتها، وفي الاحواض الجوفية العابرة للحدود، وسوف نتوجه إلى الجهات الدولية المختصة لوقف هذا العدوان على مياهنا.

وأوضح الرئيس أبو مازن،  كما تعلمون، إن الصراع بيننا وبين الاحتلال لا يقتصر على المياه، أو على مواردنا الطبيعية التي تنهبها دولة الاحتلال العنصري، أو طمس روايتنا الوطنية، بل يشمل هذا الصراع وجودنا المادي والوطني على أرضنا، أرض فلسطين بعاصمتها القدس الشريف. ونحن ندرك بأننا لن نحصل على حقنا في مياهنا طالما ظل هذا الاحتلال العنصري جاثماً على صدورنا. ولذلك فإن دحر هذا الاحتلال يشكّل الأولوية القصوى بالنسبة لنا.

وتابع ، في ظل النقص الحاد في المياه في دولنا، فإننا ندعو إلى التعاون العربي المشترك في هذا المجال، وإيجاد المصادر البديلة للمياه في مشاريع كبرى يستفيد منها الجميع، متابعاً أننا نتطلع الى دعمكم من أجل  نيل حقوقنا المائية في فلسطين. فنتيجة للسيطرة الاسرائيلية على مصادرنا المائية وسرقتها،  تصل حصة الفرد في فلسطين بمعدلها العام الى قرابة 87 لتراً يومياً، وفي بعض التجمعات لاتتجاوز الحصة 20 لتراً، بالمقارنة مع معدل ما يستهلكه المستوطن الاستعماري الإسرائيلي والذي يصل إلى 580 لتراً يومياً. أما أهلنا وشعبنا  في قطاع غزة فمياههم شحيحة وغير صالحة للاستهلاك البشري بشهادة تقارير الامم المتحدة والمنظمات الدولية.

وقال أبو مازن،  وهنا أتقدم بالشكر لكم وللدول المانحة، لكل الدعم المالي والفني الذي يمكنّنا من بناء شبكات وخطوط المياه، ومحطات الصرف الصحي، ومحطات التحلية والدعم الفني، وهو ما يساعدنا على الصمود والبقاء، لأننا شعب مصمم على الصمود والبقاء.

واستطرد، ومن دواعي سرورنا أن سلطة المياه الفلسطينية، وبدعمكم ودعم أصدقائنا من الدول المانحة والمنظمات الدولية، قد حدَّت من تلوث البحر وتنظيف وادي غزة، وحدَّت من تصريف المياه العادمة الى الحوض الجوفي والى البحر، وإن شاء الله سوف نتمكن بعد الخطوات الهامة التي تحققت مع الشقيقة مصر للاستفادة من آبار غاز غزة، من زيادة إمدادات الطاقة والكهرباء، وبما يساعدنا على توفير كميات أكبر من المياه لأبناء شعبنا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل