المحتوى الرئيسى

جروبات السوشيال ميديا للفضفضة.. تهدد بخراب البيوت

11/29 02:06

الكـــثير مــن الســـيدات خاصــة ربـــات البيـــوت، يلجأن إلى صفحات وجروبات الفضفضة على مواقع التواصل الاجتماعى، سعيا إلى تفريغ شحـــنة الغضــب الناتجة عن الروتين والفراغ، وملء حياتهن بصــداقات جــديدة من كافة أنحــاء العالم.. وتعددت أسماء تـلك الصفحـات مــثل «كــوكب الستات»، و«فضفضة الأمهات»، و«فضفضـة»، ومــؤخــرًا أصـــبح بعـــض الأطـــــباء النفســــيين يشـرفـون على هــذه الجروبات ويقدمــون نصــائحهم النفسية دون أى مقـابل مـــادى كترويج لخبرتهم الطبية ولكسب زبائن جدد فى عياداتهم!

وعادة ما تشعر ربات البيوت أن الجروبات بمثابة مرآة تعكس كل ما يدور داخلهن من مشاعر كالملل والفراغ النفسي، وهذا فى حد ذاته يعطيهن الأمان والاستقرار ويحفزهن على مواصلة الحياة، وأغلب الأحاسيس تكون نتيجة التنازل عن الطموح العملى وتحقيق الذات مقابل إسعاد أسرتها، مما يولِّد بداخل المرأة شعورا بالملل والإحباط فى بعض الأحيان.

تقول «سميحة. ن» (ربة منزل): تعد جروبات الفضفضة واحدة من الطرق التى نلجأ إليها للتغلب على الملل الذى يهاجمنا من حين لآخر، خاصة أن الحياة الزوجية ينتابها الرتابة والإحباط، فبمجرد انضمامى لهذه الصفحات شعرت بالسعادة واكتسبت صداقات جديدة لم تنتهِ عند تبادل أرقام التليفونات، بل تطورت إلى المقابلات العامة والخروجات الجماعية فى آخر الأسبوع، وهذا أسهم فى كسر الروتين ومواصلة الحياة بحماس.

وتؤكد أنه بالرغم من المساوئ العديدة لصفحات «فيسبوك» فإن جروبات الفضفضة وتبادل الخبرات كان لها فوائد عدة، حيث باتت منبراً للتحدث عن مشكلاتنا والتفكير فى طرق حلها بشكل مبتكر خاصة أن أغلب المسئولين عنها إما أطباء نفسيين أو خبيرات فى الصحة النفسية والاستشارات الزوجية، وهذا يجعل الآراء قابلة للتطبيق.

أما مى ممدوح (محامية) فتقول: بسبب طبيعة عملى فى المحاكم وأقسام الشرطة ينتابنى الشعور بالملل والفراغ، ما يؤثر فى كفاءتى العملية فضلًا عن حياتى الزوجية، ونصحتنى إحدى صديقاتى بالانضمام لأحد جروبات الفضفضة الذى يدار تحت إشراف خبيرة فى الصحة النفسية، وبالفعل بعد التحقق من هويتى الشخصية حظيت بالقبول فى الجروب، وبدأت فى طرح مشكلاتى الخاصة، ومنها الملل وعدم الشعور بالسعادة والخوف من الوحدة عند زواج أبنائي.

وتوضح أنها تابعت الحلول المطروحة ومنها السفر لأماكن جديدة ومحاولة التقرب من الزوج سواء فى الأفكار أو دعمه نفسيًا واجتماعيًا مع تخصيص يوم فى الأسبوع لتجديد طاقتى والانعزال بعيدًا عن مشكلات أسرتي.

من جانبها، تقول بثينة الشريف، خبيرة الصحة النفسية، وأدمن صفحة «فضفضة ربات بيوت»: يعانى الكثير من ربات البيوت الشعور بالملل والوحدة، ما يجعلهن يلجأن للتنفيس عن أنفسهن سواء بمشاهدة التلفزيون لساعات طويلة أو تفريغ شحنات غضبهن فى الأطفال والزوج، وهذا يؤدى لمشكلات نفسية عديدة، لافتة إلى أن صفحات الفضفضة أسهمت فى الترويح عن النفس والقضاء على شعور الملل.

وترى أن هناك ضوابط للانضمام لتلك الصفحات منها التأكد من هوية الأدمن والقضايا المطروحة، خاصة أن هناك بعض الصفحات المشبوهة التى تستقطب السيدات للتعرف على أمورهن الخاصة، ومحاولة جذبهن للعمل فى الأعمال المنافية للآداب.

وهناك طرق عديدة للتغلب على الملل حيث تقول بثينة الشريف: يجب أن تخصص السيدة وقتًا تجدِّد فيه طاقتها، حيث يمكنها الخروج للتنزه أو التريض ومقابلة صديقاتها، وكذلك على الزوج مشاركة زوجته فى الأعمال المنزلية ومتابعة أولادهما لكى لا تشعر بالوحدة أو الضغط العصبى مع تجنب الجلوس مع الأشخاص المملين أو ذوى النظرة السوداوية الكئيبة. وتنصح بثينة السيدات بضرورة القيام بالأنشطة المحببة لهن والأعمال الإبداعية مثل الرسم أو الأشغال اليدوية لتجنب الشعور بالوحدة والإحساس بالفشل.

وعن مدى أهمية هذه الجروبات فى القضاء على شعور الملل، تقول الدكتورة هالة حمّاد، أستاذة الطب النفسي: تعد الجروبات سلاحا ذا حدين، حيث تعمل على مساعدة السيدات على التنفيس عن مشكلاتهن الخاصة والعامة فى جو أسري، لكن المؤسف أن بعض تلك المعلومات قد يتم استغلالها لإلحاق الأذى والضرر فيما بعد للسيدة، مؤكدة أن الكثير من تلك الصفحات مشبوهة هدفها نشر الشائعات المغرضة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وتضيف: بسبب غياب دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين فى المجتمع أدى ذلك إلى هروب السيدات إلى الشاشات الإلكترونية لخلق مجتمع بديل وطلب المساعدة من غير المختصين مشيرة إلى أن أغلبهم يفتقدون مبادئ المشورة النفسية والدعم.

وتنصح هالة السيدات بضرورة الحصول على الدعم النفسى من قبل دائرتها الاجتماعية المقربة مثل الأهل والأصدقاء أو حتى الأطباء النفسيين تفاديًا لخراب البيوت ونشر الطاقة السلبية.

أما الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم الاجتماع، فتقول: تعد جروبات الفضفضة الستار الخفى الذى يلجأ إليه بعض المدسوسين لبث القيم السلبية الغريبة عن مجتمعنا، خاصة أن الأشخاص الذين يعطون نصائح للسيدات لتفادى الشعور بالملل غير معروفين ولا يعرفون أصحاب المشكلة الحقيقية، بل أحيانا يكونون مجرد مجموعة من المرضى النفسيين الذين يعقدون الأمور وهدفهم خراب البيت وتفكيك القيم الأسرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل