المحتوى الرئيسى

ترجمات.. الإمتاع والغواية.. النساء فى لوحات المستشرقين | المصري اليوم

11/29 00:36

صبغت «الليالى العربية» الشرق بالغموض والإثارة، وتحول الشرق إلى شغف غربى، وبخاصة للفنانين المستشرقين، ودورهم المثير في رسم النساء الشرقيات، حفيدات شهرزاد، في أشكال وألوان من الإغراء والإمتاع والغواية، وتسلل بعضهم إلى مخادع الحريم في قصور السلاطين وتأسست في العواصم الغربية استديوهات لإنتاج اللوحات المبهرة، وكان من بين فئات الرسامين المستشرقين فنانون بارعون رسموا النساء الشرقيات دون أن يزوروا الشرق.. يحاول كتاب «النساء في لوحات المستشرقين» لمؤلفه لين ثورنتون، ترجمة مروان سعد الدين، وصدر عن دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع عام 2007، في رصد تجليات هذا الكائن الجميل، في لوحات المستشرقين الباحثين عن الجديد المختلف والمتميز، من العوالم، بعد أن استهلكوا عوالمهم وفنونهم التي اجتروا فيها قرونًا طويلة، التراث الإغريقى الرومانى.

ترجمات.. كتاب عن أسرار العقيدة العسكرية للولايات المتحدة من خلال وثائق حكومية

ترجمات.. مذكرات «إدريس أفندى فى مصر».. كواليس الحكم والسياسة والقصور بعيون بريس دافين

ترجمات.. كتاب «خارج المكان» مذكرات إدوارد سعيد.. وتوكيد أصوله العربية

يرى ثورنتون من أسباب لفت أنظار الغرب لعالم الشرق وسحره ما تمتعت به القصص الحافلة بالإثارة التي ترويها شهرزاد في «ألف ليلة وليلة» وهو الكتاب المعروف على نطاق واسع في اوروبا باسم«الليالى العربية» ورغم تمتع القصص بمغزى روحانى قوى، إلا أن مواضيع الجنس، الحب، المكر، والخداع وروح الدعابة التي تضمنتها هي التي تركت الانطباع الذي لا يمكن إزالته عن عالم الشرق بأنه خيالى، شهوانى، وعنيف، وبالاضافة إلى ذلك فقد أصبح الخلفاء، الوزراء، والمحظيات الذين ظهروا من خلال صفحات ذلك الكتاب أنماطًا تتكرر في أعمال المستشرقين. وقد أثارت أول ترجمة لهذا الكتاب إلى اللغة الفرنسية والتى قام بها «أنطوان غالان» مخيلة العامة عندما ظهرت سنة 1704.

بالإضافة إلى رسوم للفنان جون بابتيست فانمور ومثل فنانين آخرين يعيشون في القسطنطينية في ذك الوقت، كلفت الجالية الأوروبية فانمور بأن يرسم لها صورًا باللباس التركى. وفى باريس أصبح التركواز آخر صيحات الموضة، وأضحى العديد من الفنانين الفرنسيين مثل فرانسوا بوشيه وجاك لانكريه وإيتيان جورا يتأثرون شيئا فشيئًا بهذه الظاهرة العثمانية، رغم أنه لم يسبق لاقدامهم أن وطئت بلدان الشرق أبدًا من قبل. وقد أثارت اللوحة التي رسمها جاك آفيد للسفير سعيد محمد باشا الموجودة في متحف الفن الوطنى في فرساى اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الفنية عام 1772، وأصبح نموذجًا مطلوبًا بكثرة من قبل الطبقة الارستقراطية المتلهفة ليرسم لها آفيد صورًا شخصية على الطريقة الشرقية. وفى انجلترا طغت الأزياء واللوحات التركية على موضة القرن الثامن عشر.رغم التأثر بالظاهرة العثمانية في انجلترا لم يكن بنفس القوة كما هو الحال في فرنسا. وفى بداية القرن التاسع عشر تزايدت أعداد الناس الذين يسافرون إلى الشرق الاوسط، يعنى هذا أن الشرق لم ييعد يعنى تركيا تحديدًا.

وقد أطلقت «ألف ليلة وليلة» مرة أخرى ثورة جديدة باتجاه الشرق في بداية القرن العشرين، عندما قام عالم المصريات إدوارد لين بوضع ترجمة رصينة لهذه القصص إلى اللغة الإنجليزية بينى سنتى 1838-1840، وتبعه بعد ذلك المستعرب ريتشارد بورتون الذي وضع ترجمة لتلك القصص مرة أخرى بطريقة رائعة مفعمة بالأحداث الشهوانية ونشره في عام 1885. وكان للترجمة الفرنسية التي قام بها د.جوزيف شارل ماردرو، والتى نشرت في ستة عشر جزءًا وقع القنبلة التي امتدت لتطال كل شىء من الملابس والبالية إلى المسرح والتأليف الأدبى. كان تصوير النساء الشرقيات في مخادعهن الموضوع الأكثر انتشارًا في لوحات الشرقيين. وقد كان الحرملك تحديدًا منطقة يحظر على الرجال الغرباء دخولها، وهذا ما أطلق العنان لمخيلة الفنانين. يؤكد ثورنتون، انه على الرغم من اهتمام العالم الغربى بالحياة المنزلية والعائلة وطبيعة لوحات النساء التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر والتى تقدمهن كزوجات محبات، أمهات متفانيات، إلا أن مشاهد الأمومة كانت نادرة بشكل لافت للنظر في أعمال المستشرقين. حول النساء المصريات كان الفنانون يصورونهن ضئيلات، يتمتعن بأجساد مغرية، ونحيلات بالتأكيد، وكن يظهرن غالبًا يشربن الشاى أو القهوة مع وعاء من الفاكهة الموسمية إلى جانبهن، لكن لم يتم تصويرهن أبدًا وهن يأكلن وجبة كاملة أو حتى الحلوى. في العديد من أعمال المستشرقين كانت النساء، يتراخين على المخصييين دون أن يقمن بأى عمل، وكن إما وحيدات أو يتبادلن الإشاعات مع مرافقاتهن، أو يغرقن في أحلام يقظة أو يلوحن إما بمروحة أو بمذمة لطرد الذباب. يرى ثورنتون انه كما احتل التبغ ركنًا بارزًا في الحياة اليومية لكل الطبقات الاجتماعية تجسدت أيضا في لوحات المستشرقين. وكانت لوحة «مدخن الحشيش» للفنان إيميل برنارد، واحدة من عدة لوحات تبين استخدام المخدرات في الشرق. بالإضافة إلى الطيور من بين الأمور الشائعة التي تظهر في لوحات المستشرقين..كما رسم المستشرقين عادة التسالى في لوحاتهم مثل قراءة الكف وقراءة الفنجان وألعاب الورق وغيرها. كما أظهر المستشرقون الحريم أو الخادمات وهن يعزفن الآلات الموسيقية، وعادة ما تكون المندولين قيثارة صغيرة وذلك للترفية إما عن أنفسهن أو عن الضيوف.

أحد المواضيع الشهيرة التي أبرزها المستشرقون في لوحاتهم كانت تدور حول النساء في السوق أو البازار، وكانوا مولعين برسم النساء الأنيقات بحجابهن الرقيق، وهن يتفحصن المزهريات أو البسط التي يفردها التجار أمامهن، كما اظهرها م. لورتى في لوحته «جولة حول العالم»

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل