المحتوى الرئيسى

حراس الليل.. مشاهد تعيد لبنان لماض أليم

11/28 02:14

أياد تحمل مشاعل وأخرى هراوات.. مشاهد باتت معتادة ليلا في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، وتعيد للأذهان فترة الاضطراب في احتجاجات 2019.

مجموعات في شوارع بيروت في ظلمة الليل تتولى مهمة الأمن بأنفسها، في مبادرة يأملون منها أن تحافظ على أحيائهم آمنة لكنها تمثل مصدر قلق لمعارضيها.

حراس الليل هؤلاء يخرجون في دوريات مسائية أخذت في طريقها للانتشار منذ بداية شهر نوفمبر الجاري، في مجموعة من أفضل شوارع العاصمة اللبنانية، بحسب وكالة رويترز.

حراسات تجسد واحدة من أكثر مظاهر الأزمة اللبنانية المتمثلة في أوضاع اقتصادية مؤلمة منذ عام 2019 وشغور رئاسي يعيشه هذا البلد العربي منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.

وأصيبت مختلف القطاعات الاقتصادية اللبنانية بحالة من الشلل قادت لارتفاع هائل في معدلات الفقر، فيما شكل أسوأ صدمة منذ الحرب الأهلية التي دارت في الفترة من 1975 إلى 1990.

تزداد قناعة مؤيدي فكرة "حراس الليل" يوما تلو الآخر، منذ أن أطلقها السياسي نديم الجميل، وتنظمها جمعية (الأشرفية 2020) الاجتماعية، والتي سبق أن أسسها.

أما حجة منظمي المبادرة فتتمثل في أن انتشار حراس الليل بالمشاعل والهراوات يوفر درجات عالية من الأمان لقاطني حي الأشرفية في بيروت الذين تزايدت مخاوفهم مؤخرا من وقوع جرائم.

في المقابل هناك من يخشى أن تعيد هذه الصورة الليلية مشاهد من الحرب الأهلية، حين انهارت الدولة اللبنانية وسيطرت مليشيات على الشوارع وانقسمت العاصمة إلى مناطق منعزلة (كانتونات).

بدوره، عبر رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت عن قلقه من أن يدفع هذا آخرين لأن يحذوا حذوههم.

غير أن الجميل قابل هذه الانتقادات، النائب عن حزب الكتائب، برفض هذه المزاعم، قائلا: "مانا مليشيات، نحن اليوم مانا مسلحين ولا عندنا صواريخ ولا عندنا مسيرات ولا عندنا كل العتاد اللي بيحكوا عنه"، في إشارة إلى مليشيات حزب الله المدعومة من إيران وامتلاكها الكثير من الأسلحة.

وأضاف: "المشكلة الكبيرة اللي اليوم عم بنعاني منها ببيروت وبكل لبنان إن ما في كهربا، ما في أمن ما في إحساس بالاطمئنان وشوارع كلها مطفية".

ومضى في تعليقه: "لو هما قاموا بالواجب تبعهن وضووا الشوارع ما كنا مضطرين نحنا نضوي الشوارع، لو هما كانوا موجودين وما خلوا البلد ينهار ما كنا نحن مضطرين نيجي نقف في الشوارع ونطمن أهالينا".

وفقا للمبادرة نفسها فإن هناك 98 فردا يمثلون قوام "حراس الليل"، حيث انطلقت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وتهدف إلى مساندة عملها.

ووفقا لعضو حزب الكتائب اللبنانية فإن قوات الأمن تعاني من نقص في عدد أفرادها بسبب الأزمة.

وتعرضت الأجهزة الأمنية اللبنانية، شأنها شأن باقي مناحي الدولة، لضربة شديدة بسبب انهيار قيمة العملة بنسبة 95% الأمر الذي قلص قيمة الأجور التي يتقاضاها الجنود وأفراد الشرطة.

وتقدم الولايات المتحدة مساعدات للأجهزة الأمنية تتضمن دعما للرواتب، إذ أدت الأزمة إلى ارتفاع حاد في الجرائم، بما في ذلك السطو المسلح وسرقة السيارات وخطف حقائب اليد وسرقة كابلات الإنترنت والهواتف.

ويقول قائد الجيش العماد جوزاف عون إن الجيش، العمود الفقري لحفظ السلم الأهلي في لبنان، قادر على حفظ النظام.

وأضاف: "الوضع الأمني ممسوك، وحماية لبنان مسؤوليتنا. لم نقبل سابقا أي مساس بالأمن والاستقرار ولن نقبل به اليوم".

لكن في المقابل، عبر رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت جمال عيتاني إنه علم بالمبادرة من الأخبار، وعبر عن قلقه من أن تؤدي إلى توتر.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل