المحتوى الرئيسى

لبلبة : لم أعش طفولتي لأنها كانت مليئة بالمسئوليات

11/26 03:54

عندما تكون في حضرة لبلبة، لن تشعر بالملل، وجهك لن تفارقه الابتسامة، ستمنحك طاقة إيجابية تساعدك على مواجهة تحديات الحياة، فهي عنوان الجمال والرقة، والتصالح مع النفس والرضا التام بما وصلت إليه، لذلك كان لها نصيب كبير من الشهرة والنجومية، واستحقت تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ44، فعندما تنظر إلى مشوارها الفني ستجده شديد التنوع والخصوصية، بين كوميديا وأدوار جادة ورومانسية وغيرها من الأدوار التي جسدها ببراعة شديدة، ورغم بدايتها الكوميدية إلا أنها رفضت حصرها في هذا النوع فقط .. لبلبة فتحت قلبها لـأخبار النجوم، وتحدثت عن كثير من التفاصيل في حياتها الفنية بمناسبة تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي، وكشفت عن رحلتها مع الفن منذ طفولتها وحتى الفترة الحالية.

في البداية تقول لبلبة: “سعيدة بتكريمي في (القاهرة السينمائي) برئاسة حسين فهمي، وهذه الدورة كانت مختلفة، وعشت من خلال هذا التكريم لحظات من السعادة، خاصة أنه تزامن مع الاحتفال بيوم ميلادي، وذلك له وقع ومذاق خاص بالنسبة لي، وأرى أنه جاء في وقته، وكنت أتمنى فقط أن تكون والدتي بجانبي في هذه اللحظة التي كانت تتمناها معي”.

تعاونت في المرحلة الأخيرة من حياتك الفنية مع جيل الشباب.. كيف تصفين هذا التعاون؟ 

التعامل مع جيل الشباب مثمر، وهناك كثير من الكوادر والإمكانيات البشرية الموجودة سواء على مستوى المخرجين أو الممثلين، وأعتقد أنني كنت سببا في تقديم عديد من الممثلين الشباب، أبرزهم مصطفى شعبان وبسمة، حينما تعاونت معهما في فيلم “النعامة والطاووس”، وكان سببا في تصدرهما شباك التذاكر، وأيضا هاني سلامة في فيلم “الآخر” مع المخرج يوسف شاهين، وتعاونت أيضا مع فتحي عبد الوهاب في فيلم “فرحان ملازم آدم”، وهناك أيضا المخرج أكرم فريد الذي قدمت معه فيلم “عائلة ميمي”، أحد أقرب الأفلام لقلبي، وهناك أيضا أمير كراره الذي يمتلك قدرات فنية كبيرة، حيث تعاونا سويا في فيلم “كازابلانكا”.        

 مشوارك حافل بالأعمال الفنية المميزة.. لكن تظل فترة تعاونك مع عاطف الطيب ويوسف شاهين وأسامة فوزي الأكثر توهجا.. ما تعليقك؟

بدون شك تجربة تعاملي مع هؤلاء كانت رائعة، لأنها شهدت تحول في مسار حياتي الفنية، وهذا لا يعني أن ما قدمته قبل في هذه الفترة أو بعدها لم يضيف لي، بل كان سببا رئيسيا في تكوين شخصيتي الفنية، وقدمت في هذه الفترة العديد من الأعمال الفنية المميزة، وحققت نجاحا كبيرا عند عرضها فى السينما، وأرى أن التحول الحقيقي كان السبب الرئيسي فيه المخرج عاطف الطيب الذي قدمني في واحدة من أعمال التي أعتز بها كثيرا، وهو فيلم “ليلة ساخنة”، الذي كان نقطة تحول في مساري، وأتذكر أن هذا العمل كان مرهقا لي في تصويره، خاصة أنه تم تصوير معظم مشاهده بالشارع، فضلا عن أن الشخصية مليئة بالتفاصيل الإنسانية المركبة، وأذكر أن “الطيب” أول من بشرني بالحصول على العديد من الجوائز في المهرجانات عن هذا الدور، وهو ما تحقق بالفعل.

لكن يظل المخرج عاطف الطيب أهم المخرجين الذين تعاملت معهم؟ 

هذا صحيح، و"الطيب” أهم وأصعب مرحلة في حياتي الفنية، لأنني مررت بمراحل كثيرة، من الطفولة والمراهقة والشباب، لكن تظل مرحلة تعاوني مع د. سمير سيف وعاطف الطيب وأسامة فوزي ويوسف شاهين الأهم والأصعب، خاصة أنني “غيرت من جلدي” فيها.     

لكن كيف أقدمت على خطوة تحويل مسارك الفني وكان لديك القدرة لتنفيذها سواء من الكوميديا إلى التراجيديا؟ 

هبة من الله، ودعاء أمي، كانا السبب في تغيير مساري، وكنت أرغب في هذه الفترة أن “أغير من جلدي”، وأقدم أعمالا مختلفة وبه تنوع في  الأدوار بعيدا عن الكوميديا، خاصة أن الممثل لابد أن يقدم كل الألوان الفنية، وكنت أفكر في هذا الأمر باستمرار، خاصة أنني لدي قناعة بقدارتي الفنية، وامتلاكي مواهب كثيرة لم أظهرها في فترة المراهقة والشباب، كما أنني كنت أرى نفسي أتقدم في العمر، وهو أمر دفعني للتغيير أيضا، وكنت أيضا أقدم الكوميديا بشكل مختلف مثل دوري في فيلم “عريس من جهة أمنية” مع عادل إمام.  

لكن ملامحك الطفولية البريئة لم تمنعك من تقديم أعمال جادة وجريئة؟ 

لم أترك ملامحي تتحكم في مساري الفني، لكن كنت أطوعها قدر الإمكان، وكنت حريصة على التنوع وتقديم أدوار مختلفة، رغم ملامحي الطفولية البريئة، ومن أكثر الأفلام التى تخوفت منها، ورفضتها 3 مرات، فيلم “النعامة والطاووس”، لكن مع إصرار المخرج محمد أبو سيف قررت تقديمه، وكان سبب رفضي مضمون الفيلم الذي يناقش قضية شائكة وجريئة، وهي العلاقات الجنسية بين الزوجين، وتأثيرها عليهما نفسيا، حيث قدمت دور طبيبة، وقام ببطولة الفيلم مصطفى شعبان وبسمة، وهذه النوعية من الأعمال تتعرض لهجوم بسبب أنها غير مألوفة على مجتمعنا العربي بصفة عامة، والمصري خاصة.. وقدمت بخلاف ذلك فيلم “جنة الشياطين” و”حسن ومرقص” الذي أراه عملا سابق لعصره، حيث عبر عن قضية شائكة عشناها مؤخرا، وهما أيضا من الأعمال الجادة، أما فيلم “فرحان ملازم آدم” فأذكر أن والدتي رفضته، لأنني أقدم فيه شخصية  “أم فتنة” التي تقع في حب خطيب ابنتها، لكن السيناريست محسن زايد أقنعني بالدور، وأصطحبني في جولة بالمناطق العشوائية بعد أن تنكرت.

 شاركت عادل إمام عدد كبير من الأعمال وتعاونت أيضا مع أحمد زكي.. أيهما أصعب في التعامل أثناء التصوير؟ 

قدمت مع أحمد زكي فيلمين، “ضد الحكومة” ومعالي الوزير”، وكان التعامل معه مريح للغاية، وهو شخص خجول، واستمتعت بالعمل معه كثيرا، خاصة أن افلامه لاقت نجاحا كبيرا، أما عادل إمام فهو “عشرة عمر، و"رفيق الدرب”، وقدمت معه 18 فيلمًا، وعدد من المسلسلات أيضا، وصنعت نجاحي معه، وأعتبر نفسي جزء من عائلته.

 ما العمل الذين يحمل بالنسبة لك ذكريات لا تنسى سواء في صعوبة تنفيذه أو رد الفعل تجاه العمل؟ 

معظم أعمالي لها ذكريات، لكن يظل فيلم “ليلة ساحنة” الأكثر صعوبة في تنفيذه، وأرهقني كثيرا بسبب أننا صورناه في شوارع القاهرة، وفي فصل الشتاء، وأتذكر أيضا فيلم “جنة الشياطين” كان متعب بالنسبة لي أيضا، وعلى مستوى المسلسلات، “الشارع اللي ورانا” أرهقني أيضا لأنني ظهرت فيه بشخصية “سيدة ميتة”، لأنه تطلب أداء معين للشخصية سواء في الحركة أو تعبيرات الوجه والظهور بوجه شاحب وعين جاحظة، لكني أعتز بهذا العمل، والذي ترددت كثيرا في المشاركة به، وأعتذرت عنه، لكن مكالمة عادل إمام لي دفعتني لتقديمه، رغم عدم مشاركته في العمل.      

 هل يمكن القول أن لبلبة لم تعش طفولتها بسبب إحترافها الفن منذ كانت في الخامسة من عمرها؟ 

لم أعش طفولتي، لأنها كانت مليئة بالمسئوليات سواء دراسة أو تدريب في معهد الباليه أو التدريب على الأغنيات وحضور المؤلفين والملحنين، فضلا عن حفلات “أضواء المدينة” التي شاركت فيها مع الراحل عبد الحليم حافظ، وبالرغم من ذلك لا يمكن القول أن طفولتي ضائعة، لأنها تعيش بداخلي، وأحاول أن أخفيها عن الجمهور والمقربين، إلا أنها تظهر رغما عن إرادتي، حتى أن وجهي الطفولي حتى الآن لم يتغير. 

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل