المحتوى الرئيسى

كنوز| «محفوظ»: قفزت من الفرح عندما علمت بالعبور

10/05 19:53

لم يكتب الروائى الكبير نجيب محفوظ عملا يجسد فيه انفعالاته بنصر أكتوبر العظيم، لكنه عبر عن انفعالاته فى مقال نشرته «الأهرام» فى ذكرى انتصارات أكتوبر عام 1998 يقول فيه: «كنت جالسا على مكتبى يوم السادس من أكتوبر، جاءتنى مكالمة تليفونية من د. ثروت عكاشة يقول لى «عبرنا القنال وقواتنا تشتبك الآن مع العدو فى الضفة الشرقية».

رميت القلم من يدى ونهضت من على مكتبى تاركا القصة التى كنت قد بدأت فيها، لم يكن يخطر ببالى فى أكثر لحظات انطلاق الخيال أن نتمكن من عبور القناة، كان الاعتقاد السائد أنه من رابع المستحيلات تخطى خط «بارليف» الذى لا يمكن أن تخترقه القنابل ذاتها، لذلك كانت الفترة التى عشتها 5 يونيو 1967 إلى 6 أكتوبر 1973 من أسوأ فترات حياتى.

كنت أعايش حالة الاكتئاب القومى الذى اكتنفنا بسبب الشعور بالإهانة والقنوط دون وجود أى طريق للخلاص، للوهلة الأولى لم أصدق، لكنى بعد أن سمعت الخبر فى إحدى الإذاعات الأجنبية قفزت من الفرح فهذا هو أسعد يوم فى حياتى وحين أقارنه بفرحتى عند الفوز بجائزة نوبل أجد أن فرحة أكتوبر فاقت كل الأفراح، وطوال فترة الحرب كنت فى حالة من الانفعال لم أكن أستطيع معها النوم فقد كنت أخشى أن تتطور الحرب إلى غير ما نشتهيه».

ويواصل قائلا: «الحقيقة أن الذى صنع نصر أكتوبر كان أولا شيئا داخليا ظل سنوات يكتمل فى نفس المصريين والعسكريين بالحاجة إلى رأب الصدع الذى أحدثته الهزيمة فى النفوس..

والشيء الثانى هو مساعدة السوفييت لنا، ثم تأتى حرب الاستنزاف التى وفرت ساحة للتدريب لجيوشنا، ولقد ظلمت حرب الاستنزاف فى حينها لأننا كنا نعتبرها للاستهلاك المحلى، وكنت أنا شخصيا أعتبرها كلاما فارغا»، وفى كتاب «نجيب محفوظ.. صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته» الذى أعده رجاء النقاش.

يقول محفوظ: «لم تكن تهمنى نتيجة الحرب العسكرية بقدر ما تهمنى نتائجها النفسية، وكيف أنها يمكن أن تنقلنا من حالة كنا نشعر فيها بمنتهى اليأس والانكسار، إلى حالة مضادة نشعر فيها بالثقة والعزة والكرامة، ولذلك فإننى أعتبر معركة أكتوبر هى الحرب التى أنقذت الروح العربية من الهزيمة»، وكتب محفوظ فى «الأهرام» مجموعة مقالات قصيرة بعنوان «دروس أكتوبر».

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل