المحتوى الرئيسى

الحاصلون على نجمة سيناء.. قادة معركة النصر

10/05 19:54

بهاء المهدى - محمد فايد

لقد حقق جيل أكتوبر العظيم النصر، ورفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، حين عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة فى السادس من أكتوبر عام 1973 إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة فى الوطن، وهى سيناء، واستعاد المصريون الأرض، واستعادوا معها كرامتهم واحترام العالم.

حيث كانت وستكون حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد قدر الله لنا قيادات عسكرية كتب لها أن تكون مفتاحا لنصر مبين وحق علينا اليوم أن نتذكر وجوهم ونفتخر بهم.

وزير الحربية، فى حرب أكتوبر 73، الذى شهد مرحلة التخطيط للحرب، وإدارة عملياتها، تخرج فى أكاديمية فرونزا العسكرية بالاتحاد السوفيتي، حاملا أعلى درجات العلوم العسكرية، ليشارك فى جميع الحروب الحديثة التى خاضتها مصر، بدءا من الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين، ثم العدوان الثلاثى فى 1956، وحرب 67، وما تلاها من حرب الاستنزاف، ليتوج مسيرته العسكرية بنصر أكتوبر 73، بعدما قادته خبراته العلمية والعملية لقيادة القوات المسلحة المصرية فى تلك الفترة الحاسمة من عمر الوطن، فاستحق أن يكون أحد أبطالها العظماء.

سعد الشاذلى.. رومل العرب

رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى حرب أكتوبر 73، وصاحب الخطة الحقيقية لعبور قناة السويس فى 12 موجة، واقتحام خط بارليف. شارك فى الحرب العالمية الثانية، وفى حرب فلسطين عام 48، أسس سلاح المظلات، وأصبح قائد القوات الخاصة الصاعقة والمظلات.. فى حرب 67 أصدرت القيادة العامة قرارا بتكوين مجموعة خاصة، تحمل اسمه، فكانت الوحدة الوحيدة التى عادت من سيناء بكامل أسلحتها. حصل على بعثة متقدمة من الولايات المتحدة عام 1953، وأول من حصل على فرقة رينجرز من أمريكا، وقد لقب بروميل العرب.

الجمسى.. الجنرال النحيف المخيف

ترأس هيئة العمليات، بالقوات المسلحة، فى يناير 72، فى أثناء التخطيط والإعداد لحرب أكتوبر 73، كما تولى إدارة المخابرات الحربية فى فترة التحضير للحرب، وتولى رئاسة الأركان خلال أحداث حرب أكتوبر، واشترك فى الحرب العالمية الثانية، والعدوان الثلاثي، وحرب 67، والاستنزاف، ثم فى حرب أكتوبر 73، التى شارك فيها بالتخطيط النهائى للخطة جرانيت، للهجوم واقتحام خط بارليف، وكان رئيسا للوفد المصرى فى المفاوضات العسكرية مع إسرائيل فى نهاية حرب أكتوبر، وقالت عنه جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر، إنه الجنرال النحيف المخيف.

محمد على فهمى.. بطل المستحيل 

أول قائد لقوات الدفاع الجوى الذى كلفه الرئيس عبدالناصر بتأسيسها وتولى قيادتها فى فترة حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر.. ستظل مصر وقواتها المسلحة تدين له بالفضل، لإنشاء حائط الصواريخ وهو أمر كاد أن يكون مستحيلا فى ظل الأوضاع المصرية ولولا جهوده وجهود رجال مخلصين ما عبرت قواتنا قناة السويس، دون تدخل القوات الجوية الإسرائيلية، بعدما حيد قدرتها، ومنعها من الاقتراب، من القناة، لمسافة 15 كم، وهو ما كان مفتاح النصر فى حرب أكتوبر. وقال الفريق محمد على فهمى، فى تصريح له «فى 30 يونيو 1970 استطعنا أن نحقق أكبر إنجازاتنا وأكثرها مدعاة لفخرنا، فاعتبارا من ذلك التاريخ، برزت إلى الوجود شبكة الصواريخ المصرية التى فاقت شهرتها كل حد.

حسنى مبارك.. الضربة الجوية  

قائد القوات الجوية فى حرب 73، ويعود الفضل له فى تخطيط وإدارة ونجاح عمليات القتال الجوى فيها، بعدما نجح فى أثناء إدارته للكلية الجوية فى تخريج دفعات من الضباط، لتعويض النقص العددى بين صفوفهم، بعد هزيمة 67، وفى أثناء حرب الاستنزاف. شارك فى حروب العدوان الثلاثي، واليمن، وحرب 67، والاستنزاف، وحرب أكتوبر 73، نفذ مع طياريه العديد من المعارك الجوية المميزة ضد العدو الإسرائيلى.

فؤاد ذكرى.. أسد البحار 

هو أول قائد مصرى للبحرية يقود أسطولها الحربى فى حرب حقيقية ويحقق انتصاراً تاريخياً منذ عصر إبراهيم باشا أمير البحرية الأسبق.. هو صاحب الضربة البحرية الأولى فى حرب أكتوبر التى أذهلت الخبراء العسكريين فى العالم كله، وكانت إشارة النصر فى حرب أكتوبر بعد أن حاصر مضيق باب المندب، وكذلك نجح فى تضييق الخناق على الملاحة الإسرائيلية فى البحر المتوسط مما أجبر القيادة الإسرائيلية على إصدار تعليماتها لسفنها بالابتعاد عن ساحة المعركة، وجعل إسرائيل محاصرة بحريًا وحرمها من الإمدادات نهائيًا طوال حرب أكتوبر.

عبدالمنعم واصل.. بطل أذهل الإسرائيليين 

قائد الجيش الثالث الميدانى فى حرب أكتوبر، نفذ مشروع فيما عرف عسكريا "بمشروع الربيع"، وتحول المشروع من مجرد تدريب إلى حرب حقيقية، فتم تجهيز القوارب التى كانت ستستخدم فى عملية العبور وتم دفعها إلى الساتر الترابى.. وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى كذلك وسام نجمة الشرف العسكرية.

سعد مأمون.. أستاذ المدرعات 

هو أستاذ المدرعات كما أطلق عليه وعند بدء حرب أكتوبر تولى قيادة الجيش الثانى وقد تمكنت قواته من تنفيذ خطة اقتحام قناة السويس واقامة الكبارى التى عبرت عليها الدبابات والأسلحة والمعدات الثقيلة الى الشاطئ الشرقى للقناة تنفيذا مثاليا، كما قامت باجتياح خط بارليف وانشاء ثلاثة رؤوس كبار، على الضفة الشرقية للقناة، وصد جميع الهجمات وخلال يومى (8 و9) اكتوبر دمرت قوات الجيش الثانى على طول المواجهة من القنطرة إلى الفردان الى الإسماعيلية شرقا، القوات المدرعة الإسرائيلية التى قامت بالهجوم المضاد التعبوى الذى شنته القيادة الجنوبية، وحصل مأمون على 22 وسامًا منها نجمة سيناء.

عبدالمنعم خليل.. مصر أولاً  

قائد الجيش الثانى فى حرب أكتوبر 1973، الذى تولى قيادته عقب تعرض اللواء سعد مأمون لأزمة قلبية.. ويعد الفريق عبدالمنعم خليل أحد قادة الجيش المصرى العظام واستطاع أن يخلد سيرته العظيمة عبر مشاركته الكبيرة فى كافة حروب مصر كما واجه الاسرائليين فى معركة ثغرة الدفرسوار قد رحل عن عالمنا فى فبراير 2022 ونعاه الرئيس عبدالفتاح السيسى ليصبح آخر قادة حرب أكتوبر الراحلين وهو صاحب شعار "مصر أولاً" التى تتزين بها الكثير من الوحدات العسكرية حتى اليوم.

محمد الماحى..  الصامت المهيب 

هو قائد محنك قام بوضع خطة أكبر تمهيد نيرانى بالمدفعية فى تاريخ الحروب على مستوى العالم ترقى إلى رتبة الفريق فى 1974وصفه الرئيس السادات فى مذكراته بأنه رجل رهيب كمدفعيته، حيث إنه كان يتميز بالهدوء والدقة الشديدة... توفى الفريق محمد سعيد الماحى عن عمر يناهز ‏85‏ عامًا‏ فى 20 يونيو 2007.

كمال حسن على.. صاحب أخطر تكليف

محارب عسكرى ومفاوض سياسى من الطراز الأول.. جميع الوظائف التى تولاها تشهد له بالتميز والشجاعة والحسم.. فى يوليو 1972 عُين مديراً لسلاح المدرعات، حيث تسلم أخطر تكليف فى حياته للاستعداد للحرب وهو قيادة منظومة الدبابات المصرية فى حرب أكتوبر 1973 وقد برع فيها مع زملائه  بشهادة كل الخبراء وبعد انتهاء الحرب والخوض فى خطوات السلام يتم تعيينه مساعداً لوزير الحربية فى مايو 1975 ولم يمض شهور قليلة حتى عُين مديراً للمخابرات العامة ثم وزيرا للدفاع.. رحل عن عالمنا فى 27 مارس 1993 عن عمر يناهز 73 عاما.

أحمد بدوى.. بطل الصمود 

استطاع مع فرقته عبور قناة السويس من خلال قيادته للفرقة السابعة للمشاة ضمن فرق الجيش الثالث الميداني، وتمكن من صد هجوم إسرائيلي، استهدف مدينة السويس وعندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية الثغرة، اندفع بقواته إلى عمق سيناء، لخلخلة جيش العدو، واكتسب أرضاً جديدة، من بينها مواقع قيادة العدو، فى منطقة عيون موسى جنوب سيناء.. وفى 13 ديسمبر 1973، رقى إلى رتبة اللواء، وعين قائداً للجيش الثالث الميداني، وسط ساحة القتال نفسها.. كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى مجلس الشعب ومنحه نجمة الشرف العسكرية ورقى لرتبة (الفريق) فى 26 مايو 1979، عُين وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة فى 14 مايو 1980. وتوفى فى 2 مارس 1981، حيث لقى الفريق أحمد بدوي، وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، مصرعهم، عندما سقطت بهم طائرة هليوكوبتر، فى منطقة سيوة ورقى بعدها لرتبة المشير.

جمال محمد على.. قائد بطولات المهندسين 

"المصريون يحتاجون لعبور قناة السويس إلى سلاح المهندسين الأمريكى والسوفييتى مجتمعين"... هكذا قال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى فى تصريحات مسجلة... لذلك لعب سلاح المهندسين المصرى بقيادة اللواء مهندس جمال محمد على دورا عبقريا فى اجتياز موانع خط بارليف ان لهذا السلاح الدور الفعال فى حرب أكتوبر وكان يتحتم على كتائب المهندسين إنجاز عدة مهام أساسية وهى انشاء ملاجئ الطائرات والمشاركة فى بناء حائط الصواريخ وفتح 76 ثغرة على طول الساتر الترابى لخط بارليف بخلاف بناء كبارى عبور الدبابات والمشاة. مع العلم بأن جميع هذه المهام ستتم فى وقت واحد، مع الأخذ فى الاعتبار أن العمل سيتم تحت نيران ومدفعية العدو وقد تم كل ذلك بنجاح منقطع النظير وتم اجراء 300 تجربة للتغلب على الساتر وتم النجاح بفضل فكرة العبقرى اللواء باقى زكى يوسف.  

نوال الشافعى.. عندما سألوا السادات متى سنحارب

رئيس هيئة الإمداد والتموين وعمل على توفير كل الاحتياجات الإدارية واللوجيستية والقتالية لأفراد القوات المسلحة قبل وأثناء وبعد معركة النصر الكبرى وعمل على توفير المهمات الخاصة بكل مقاتل، وتعيينه القتالى من: "مياه - طعام - ذخيرة"، كما عمل على توفير الأدوية ورفع درجة استعداد المستشفيات لاستقبال الجرحى من المعركة كما نجح اللواء نوال وأبطال سلاح الإمداد والتموين والشئون الإدارية وعندما سألوا الرئيس السادات متى سنحارب قال لهم "أسألوا نوال" لأنه كان المسئول عن توفير كل ما يحتاجه المقاتل فى معركة النصر.

نبيل شكرى.. قائد وحوش الصاعقة 

قائد قوات الصاعقة فى حرب أكتوبر ولعب دورا كبيرا لتطويرها والتخطيط لدورها الهجومى.. القوات المسلحة كان لديها قلق من مرحلة ما بعد عبور المشاة للساتر الترابى حيث سيكون لديهم ٦ ساعات قتال على الجبهة فى مواجهة العدو بدون اى دبابات او معدات ثقيلة معهم، فكان الحل هو التعامل مع الاحتياطى القريب للعدو والتصدى له بقوات الصاعقة حتى يتمكن المشاة من احتلال حوالى من ٥ كيلو الى ١٠ كيلو ولو حتى بتعطيل الاحتياطى للعدو لمدة من ٣ الى ١٢ ساعة حتى لا يؤثر على العبور ولكن وحوش الصاعقة قاتلوا لمدة ١٧ يوما وأحدثت خسائر كبيرة فى العدو وعطلته من التقدم وكان لأبطال الصاعقة دور كبير فى المعركة. 

محمود عبدالله.. قائد صقور المعركة 

هو قائد قوات المظلات خلال حرب اكتوبر وقد لعبت عناصر المقذوفات لوحدات المظلات دوراً محورياً فى صد الهجمات المضادة المعادية بعد عبور القوات ممن عبروا ضمن الموجات الأولى بنطاق الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، وحتى الثامن عشر من أكتوبر، فقد تولت وحدات المقذوفات، صد وتدمير ما يزيد على 118 دبابة للعدو الإسرائيلي، واستمرت ملاحم البطولات لرجال وحدات المظلات حتى بعد أن أحدث العدو الثغرة غرب القناة، حيث استطاعت عناصر المظلات المعروفون باسم الصقور والقوات المتواجدة غرب القناة من حصار العدو ومنعه من تطوير الهجوم ونجحت وحدات المظلات فى إرهاق واستنزاف العدو فى مواجهتها وكبدته خسائر كبيرة.

يوسف عفيفى.. بطل المعارك الانتحارية

تولى قيادة الفرقة 19 مشاة إحدى فرق الجيش وعبر بها من السويس إلى سيناء يوم 6 أكتوبر 1973 وهى من أكبر الفرق العسكرية التى قامت بعمليات هجومية واسعة ومستمرة فى حرب أكتوبر المجيدة، وحققت إنجازات عسكرية مهمة فى اقتحام المواقع الحصينة فى معارك لسان بور توفيق ومعارك الجباسات. واجه مع  فرقته 33 مصطبة دبابات إسرائيلية خلف الساتر الترابى للضفة الشرقية، ودارت معارك انتحارية حقق فيها المقاتل المصرى أشرف وأمجد معاركه وبطولاته العملاقة.

عبد رب النبى حافظ.. بالحب تصنع المستحيل  

قائد الفرقة 16 مشاة ميكانيكي، وكانت فرقته ضمن  أحد 5 فرق عبرت القناة لتخوض قتالا ضاريا، وقامت تلك الفرقة بالعديد من المعارك.. وكان يفسر المعجزة التى حدثت فى نصر أكتوبر أنها حدثت نتيجة الإخلاص والتفانى الكبير، وكانت له كلمة يرددها قائلا «بالقانون تستطيع أن تحصل على الواجب وبالحب تستطيع أن تحصل على المستحيل» وهذا ما حدث فى نصر أكتوبر لقد حاولت قوات شارون بكل عتادها وبكل أسلحتها الأمريكية الحديثة التى جاءتها عبر الجسر الجوى أن تزحزح مواقع الفرقة 16 مشاة التى كان يقودها الفريق عبدرب النبى حافظ دون جدوى، قصف جوى متواصل، قصف مدفعى لا ينقطع هجمات مدرعة، ومظليين، دون أن يتزحزح هؤلاء الأبطال.. وقد نعاه الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما رحل عن عالمنا هذا العام نظرا لبطولاته واخلاصه لوطنه.

طنطاوى.. بطل أصعب الأوقات  

أحد قادة القوات المسلحة الأفذاذ الذى قضى أكثر من نصف قرن فى خدمة الوطن، خاض العديد من المعارك وتحمل المسئولية فى فترات حرجة من عمر الوطن، المشير محمد حسين طنطاوى مسيرة عظيمة قضاها فى الجيش المصرى وهو بطل أصعب الأوقات  خاض خلالها أربعة حروب دخلتها مصر ضد إسرائيل، فكان أحد أبطال حرب 1956، وحرب 1967، والاستنزاف، وفى حرب أكتوبر 1973، كان قائدا للكتيبة 16 مشاة، كما كان قائدًا أيضًا فى معركة السياسة من أجل حماية مصر من مؤامرة التقسيم والتفتيت بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١... قاد»طنطاوي» واحدة من أهم وأخطر المعارك خلال حرب أكتوبر 1973، أثناء قيادته الكتيبة 16 من الفرقة 16 مشاة، وكان وقتها برتبة مقدم وبحسب خبراء عسكريين فإن ذكاء وتخطيط القائد طنطاوى يكمن فيما حدث عندما هاجمته مدرعات العدو، وكان رد فعله حينها لم يكشف أوراقه، وقرر التحلى بالصبر، وكتم أنفاسه حتى آخر لحظة وحبس نيران مدفعيته لحين معاينة وتقدير القوة المعادية على الطبيعة، وفى اللحظة المناسبة انطلقت نيران أسلحته وقذائف مدفعيته.

فؤاد عزيز غالى.. محرر القنطرة

نجح من خلال قيادته للفرقة 18 مشاة خلال حرب أكتوبر فى تحرير مدينة القنطرة شرق وتدمير أقوى حصون خط بارليف وتقدم بقواته شرقا مقدما أروع نماذج الفداء والبطولة والتضحية والوطنية معتمدا على جنوده وقدرته على بث روح الوطنية فى نفوسهم ونجح معهم فى السيطرة على كل مواقع العدو الإسرائيلى المواجهة للفرقة كما قامت الفرقة 18 مشاة بتأمين المنطقة الشمالية من جبهة القناة من القنطرة إلى بورسعيد وتقديرا لمكانته العسكرية وقدراته التنظيمية الفائقة نال عددا كبيرا من النياشين والأوسمة خلال سنوات خدمته العسكرية الطويلة أبرزها نجمة الشرف العسكرية ونوط الشجاعة العسكرية من الطبقة الأولى.

 أحمد عبود.. بطل لآخر طلقة  

قائد الفرقة 23 مشاة ميكانيكى وصدرت الأوامر للقائد أحمد عبود الزمر بتنفيذ مجموعة من الضربات والهجمات المضادة ضد قوات العدو فى ثغرة الاختراق بالدفرسوار. ولمدة تزيد على 36 ساعة متصلة، استمر فى الموقع والقوة المصرية الحامية له صامدة، رغم الحصار ونيران الطيران والمدفعية والهجمات المستمرة من دبابات العدو وظل الزمر مع من تبقى من قواته للعمل لإيقاف العدو لقد فضل الموت على الارتداد وظل يقاتل بسلاحه الشخصى ويواجه نيران العدو مع رجاله الشجعان أكثر من أربع ساعات فى معركة غير متكافئة، حتى نجحت سرية دبابات معادية فى الوصول له ليصاب أحمد الزمر وبعض من رجاله فيلقى مصرعه يوم 19 أكتوبر 1973.. بعد وقف إطلاق النار وفض الاشتباك بين القوات عُثر على جثمانه فى خندق وقد مات ويداه تحمل السلاح فاستحق أن تصفه الصحافة بأنه بطل الاستبسال حتى آخر طلقة.

عبدالعزيز قابيل.. لم ينس السادات بطولاته

مع الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة تولى العميد محمد عبدالعزيز قابيل مسئولية قيادة الفرقة الرابعة المدرعة عام 1971 التى لعبت دورا كبيرا فى تأمين عبور فرق المشاة بواسطة مدفعياتها ودباباتها ووسائل دفاعها الجوى والتأمين الإدارى والفنى. خلال معركة الثغرة قام "الرئيس السادات" بتكليف الفرقة الرابعة بمهمة مواجهة القوات الإسرائيلية غرب القناة وكتب السادات فى كتابه "البحث عن الذات" أعطيت الأمر الذى أعتبره أهم من قرار 6 أكتوبر بألا ينسحب جندى واحد ولا بندقية واحدة من شرق القناة، وأن علينا أن نتعامل مع الغرب حسب الأوضاع الموجودة، ثم بدأت أتصل بنفسى مع الفرقة المدرعة فى الغرب "الفرقة الرابعة" وكان يقودها ضابط اسمه "قابيل" وهو بطل من أبطال أكتوبر وأضاف "لن أنسى هنا موقف الضابط قابيل لأنه وقف يناور بفرقة مدرعة واحدة فى مسافة بين السويس والإسماعيلية تحتاج لثلاث فرق من الشمال إلى الجنوب، وكتب المشير الجمسى يقول: ان الرئيس السادات لم ينس موقف قابيل وفرقته فى المواقف الصعبة، وأنه عدّل بنفسه الوسام الذى يمنح له ليكون وسام نجمة الشرف العسكرية، هذا علاوة على منح علم الفرقة وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.

 أبو غزالة.. الرجل الذى أحبه الجميع 

من القادة العسكريين الذين نالوا عن استحقاق حب وتقدير واحترام جميع أبناء القوات المسلحة والشعب، ليس فى مصر فقط، وإنما على مستوى العديد من دول العالم هو المشير محمد عبدالحليم أبو غزالة قائد مدفعية الجيش الثانى خلال حرب أكتوبر التى زلزلت حصون العدو فى أكبر تمهيد نيرانى عرفته الحروب لعبور القوات الى الجبهة الشرقية ليصنف عالمياً بأنه أول من أدار نيران مدفعية جيش بالكامل خلال هذه الحرب... تدرج أبو غزالة فى المواقع القيادية العسكرية حتى عين وزيرا للدفاع والإنتاج الحربى شهدت القوات المسلحة فى عهده، طفرة كبيرة فى مجال التسليح، لعلمه الخاص بأن انتصارنا فى حرب أكتوبر عام 1973، كان معتمداً على الأسلحة والمعدات الروسية القديمة مما دفعه، فيما بعد لتنويع مصادر تسليح القوات المصرية.

 يوسف صبرى أبوطالب.. أصغر القادة النوابغ

قاد العميد يوسف صبرى أبو طالب مدفعية الجيش الثالث فى محور السويس وله العديد من البطولات وأصبح أبوطالب أصغر القادة فى حرب أكتوبر سنّا، حيث تولى رئاسة أركان المدفعية فى القوات المسلحة، ليكون أصغر قائد يجلس فى طاولة العمليات خلال حرب ١٩٧٣ وكان من القادة القليلين الذين درسوا فى ثلاث مدارس عسكرية عالمية وهى الأمريكية والبريطانية والسوفيتية بعد الخروج من الخدمة عمل محافظا لشمال سيناء، ثم عاد إلى الجيش مرة أخرى قائدا عاما ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربى عام ١٩٨٩. كما انابه الرئيس الأسبق مبارك فى رفع علم مصر فوق رفح فى ٢٥ أبريل ١٩٨٢، ووقتها قال كلمته التاريخية: «لست وحدى.. بل كل شهداء جيشنا الباسل يرفعون معى علم الوطن».

حسن أبو سعدة.. قائد فرقة أشهر أسير إسرائيلى 

وضع قائد الفرقة الثانية مشاة البطل العميد حسن أبو سعدة، خطة لتطويق العدو، الذى اندفعت دباباته لاختراق مواقع الجيش المصرى فى اتجاه «كوبرى الفردان» بهدف الوصول لخط القناة. ثم صدرت الأوامر بضرب الدبابات الإسرائيلية بجميع الأسلحة المتاحة بعد تطويقها. ولم يمض من الوقت كثيرا حتى دمرت نيران الدبابات والمدفعية المصرية معظم دبابات اللواء «نيتكا 190 مدرع» الإسرائيلي، وأَسر جنود الفرقة  خلال المعركة قائد إحدى كتائب اللواء، العقيد الإسرائيلى «عساف ياجورى»، كما استولوا على 8 دبابات سليمة. وفى مذاكراته عن معركة الفردان، كتب المشير الجمسى: «فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد تنفيذًا لخطة حسن أبو سعدة.. وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية ودمرت للعدو ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة فى أرض القتال».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل