المحتوى الرئيسى

وجوه وأبطال من معركة الأسـلحة المشتركة

10/05 19:54

إسلام الراجحى - عبدالصبور بدر سارة أحمد - رضوى حسنى

لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية يخوض جيش نظامى معركة متناغمة أطلق عليها اسم معركة الأسلحة المشتركة..

سلاح الطيران والمشاة والمدفعية والبحرية والاستطلاع والحرب الالكترونية والمدرعات عزفت معا سيمفونية مشتركة فى ادوار متكاملة ولا تزال خطط تلك المعركة تدرس حتى الآن فى كبرى الكليات والمعاهد العسكرية.

فإن كانت إسرائيل تتباهى بنصرها فى ستة أيام عام 1967، فقد تمكن أبناء مصر البواسل بدمائهم الذكية الطاهرة من النصر فى ست ساعات فقط، مسطرين ملحمة تاريخية شهد عليها العالم حتى يومنا هذا.

«الأخبار» التقت بوجه من أبطال معركة الاسلحة المشتركة لتستعيد ذكريات العزة و الكرامة.

الحرب الإلكترونية| اللواء أحمد إبراهيم عبدالمطلب: أكتوبر أول حرب إلكترونية استخدمت فيها الطائرات بدون طيار

من أجل تحقيق ذلك الانتصار، كان لا بد من جمع المعلومات الكافية والدقيقة على كل الأصعدة، السياسية، الدولية، الاقتصادية، النفسية، والعسكرية للعدو الإسرائيلى لتكتمل بذلك محاور خطة الخداع الاستراتيجي، بهذه الكلمات بدأ اللواء أحمد ابراهيم عبدالمطلب بالحرب الالكترونية الحديث عن أسباب نصر أكتوبر مؤكدا ان أحد أسباب النصر فى حرب أكتوبر المجيدة هى روح المقاتل المصرى التى حققت المستحيل من أجل الحفاظ على تراب مصر من العدوان، وأضاف ان معركة أكتوبر هى أول حرب الكترونية فى العصر الحديث حيث تم تطبيق الاستطلاع الالكترونى بالاضافة الى استخدام الطائرات بدون طيار وهو ما كشفته قوات الدفاع الجوى عندما اسقطت طائرة بدون طيار وهى شوكار.

وأوضح أن المقارنة الأصعب قبل المعركة أيضا كانت فى المقارنة النوعية وهى الفارق فى قدرات الأسلحة المستخدمة فكانت اسرائيل تمتلك على سبيل المثال الفانتوم ونحن نمتلك ميج ٢١، وكانوا أيضا يمتلكون الدبابة M60 ونحن نمتلك T54 وهذا الفارق كان يؤكد ان النصر مستحيل ولكن بعزيمة وروح الرجال والفكر الاستراتيجى المطور جعلنا نقدم معركة عسكرية هى الأهم فى العصر الحديث.

نسور الجو| اللواء محمد صلاح بطل الهليكوبتر: الضربة الجوية دمرت مطارات العدو

الساعة 2:05 ظهر يوم السادس من أكتوبر، حلقت 220 طائرة فى توقيت واحد فوق قناة السويس، رغم خروجها من قواعد عسكرية وأماكن مختلفة، يقودها نسور الجو موجهين ضربة جوية مركزة للعدو، هذه الضربة الجوية المنظمة أظهرت عبقرية التخطيط والتنفيذ، وبرهنت من جديد على عبقريتها فى الفخ الجوى الذى نصبته لطائرات العدو فى معركة المنصورة الجوية إحدى أطول المعارك الجوية فى التاريخ، التى استمرت لمدة 53 دقيقة، دمرت خلالها القوات الجوية المصرية 17 مقاتلة فانتوم إسرائيلية..

وعن دور القوات الجوية أكد اللواء محمد صلاح عارف أحد أبطال طائرات الهليكوبتر ان السرية التى فرضتها القيادة السياسية قبل الحرب كانت أهم عوامل النصر حيث لم يكن يعلم معظم المشاركين بتوقيت ساعة الصفر وقال تم استدعائى يوم ٥ أكتوبر من الاتجاه الجنوبى الى قاعدة ألماظة الجوية بقيادة اللواء طيار جلال النادى، وفى صباح يوم الحرب وتحديدا فى الساعة الثانية عشرة ظهراً أى قبل الحرب بساعتين أرسل إليَّ القائد وأعطانى المهمة الخاصة بالحرب التى نفذتها بصفتى طائر هليكوبتر كانت الطلعة الخاصة بى (إبرار جوي) فى عمق سيناء مع اخر ضوء الشمس، واوضح نفذت خطة الابرار الجوى وقام عناصر الاستطلاع الكبرى بتنفيذ مهمتهم فى جمع المعلومات وارسالها لعناصر المشاة لتفادى اى صد للهجوم.

وأوضح ان الإبرار كان له هدفان؛ الأول إنزال مجموعات من الصاعقة، إما أنها تقوم بدور استطلاع وترسل معلومات عن العدو من العمق، وتعطل تقدمهم لحين عبور المشاة.

وأشار الى ان الضربة الجوية كانت مؤثرة فى العدو؛ لأنها ضربت مطاراته وأماكن قيادته واتصالاته وإمداداته وقطعت الخطوط ما بين القوات وبعضها فكانت النتيجة نصرا مؤزرا بعد هذه الضربة عقب التخطيط الجيد لها والتخطيط والتركيز السليم لها.

الدفاع الجوى| عبدالرحمن سعيد محجوب: سيطرنا على النقطة 149 الحصينة والعدو استخدم قنابل محرمة دوليا

كلفت القيادة المصرية احدى الكتائب بتنفيذ عملية اقتحام وتدمير آخر حصن من حصون خط بارليف، وهى النقطة الإسرائيلية الحصينة 149، وحددت للتنفيذ الساعة الثانية والثلث من يوم 6 أكتوبر، ومع التمهيد النيرانى للمدفعية المصرية المركزة بدأ التنفيذ، ووصلت الكتيبة إلى موقع النقطة الإسرائيلية الحصينة، وبدأت فى عملية ضرب الدبابات والمدرعات الإسرائيلية حول النقطة، فتم تدمير 8 دبابات إسرائيلية وعربة نصف جنزير، مما أدى إلى فرار باقى الدبابات الإسرائيلية وانسحابها..

عن تفاصيل المعركة يقول نقيب احتياط عبدالرحمن سعيد محجوب تم تجنيدى كضابط احتياط، وأصبح تدريبنا اليومى على عبور الكبارى والسواتر الترابية وفى يوم الحرب حتى الساعة الثانية ظهرا إلا عشر دقائق لم اكن اعرف موعد الحرب ولكنا فى ذلك التوقيت تلقينا اشارة من القيادة بأن الطائرات التى سوف تحلق بعد دقائق من الغرب الى الشرق تابعة لنا، واضاف دقائق ووجدنا المدفعية تضرب بشراسة ونسور الجو يحلقون فى السماء فى اصطفاف مرعب وبدأت الضربات توجه الى العدو بشراسة، وبدأنا تحركنا نحو العدو لتحقيق النصر.

وأوضح عبدالرحمن سعيد قبل الحرب بثلاثة اشهر التقى الرئيس السادات بمقاتلى القوات المسلحة فى الجيش الثانى، وأثناء نهاية اللقاء معه قال بصوت واضح «أى حد عايز حاجة يا اولادى» فقلت بصوت عال يا فندم كلنا جاهزون للحرب فقال ان شاء الله النصر قادم استعدوا واستبشروا خيرا.

وأشار حول اقتحام النقطة الحصينة 149 ان العملية كانت صعبة للغاية فلم تستلم قوات العدو الا بصعوبة، فكنا نرصد اشارات اسرائيلية الى قواتهم اصمدوا فسنعود من جديد لنسيطر على كل النقاط المفقودة، وأوضح سيطرنا على النقطة ودمرنا كل اسلحة العدو التى كانت تحتوى على قنابل محرمة دوليا، وأضاف واجهنا ظروفا قاسية فكنا نقسم الوجبة على خمسة افراد وواجهنا نقص المياه بالشرب من آبار عيون موسى.

الأسلحة المشتركة: اللواء مختار قنديل: أكتوبر.. حرب عادلة ونصر مستحق

يقول اللواء محمد مختار عيد قنديل أحد أبطال حرب أكتوبر مع بداية  الساعة الثانية كانت الضربة الجوية ثم التمهيد النيرانى للمدفعية وتوالى عبور أبطال المشاة فى موجات القوارب ثم انشاء المعديات والكبارى العائمة وتوالى انتقال الشهداء إلى ربهم والجرحى إلى علاجهم.

وقد كنت أجوب قطاع الجيش الثانى الميدانى من بورسعيد حتى الدفرسوار فلم أشاهد دبابة مصرية أو عربة عاطلة أو جندى خائف ينسحب ويتجه للغرب إلى ديار أهله. كان كل جندى وضابط يدرك أن هذه الحرب هى حربه هو شخصياً ومسئوليته أمام الله وقادته وأهله. كان بعض الرجال يقضون الأيام والليالى المتواصلة دون نوم أو راحة وكان الإمداد بكل شيء مستمراً بالذخيرة والسلاح والطعام حتى آخر لحظة من القتال وبعد وقف القتال.

فى حرب أكتوبر 1973 كان عرض القناة حوالى 180 متراً وكان لدى مصر أكثر من 10 كبارى عائمة وعشرات المعديات والآن مع زيادة عرض القناة إلى 360 متراً والمانع أصبح قناتين زادت الكبارى العائمة العسكرية والمعديات وزودت هيئة القناة كبارى عائمة إضافية وهناك 6 أنفاق تحت مياه القناة كل ذلك يعنى أن قبضة مصر على قناتها قبضة قوية لا يمكن فكها أو تعطيلها بإذن الله وأن شرايين سيناء مع الوطن لا يمكن قطعها أبداً.

سلاح المهندسين| محمد حجازى: نفذنا كوبرى عبور المركبات فى 40 دقيقة فقط 

كالعاشق الولهان يتغنى لها وبها، فهى حبيبته التى انضم لجيشها للدفاع عنها وهو لا يزال صغير السن، ليصبح أصغر مقاتل بسلاح المهندسين بعمر 19 عاما، انه جندى مقاتل محمد حجازى، قائلا: صدرت الأوامر لهم بالعبور، أخذوا فى التكبيرات جميعهم فى صوت واحد مهللين ومكبرين بأن لحظة الحسم قد اتت اخيرا بعد طول انتظار.

واوضح أن دور الكتيبة التى خدم بها هى اقامة الكبارى ليسهل نقل الدبابات والمشاة إلى الضفة الشرقية للقناة، واشار إلى انهم بمساء يوم السادس من اكتوبر عقب الضربة الجوية تمكنوا من نصب كوبرى يزن 55 طنا بمنطقة عيون موسى وتثبيته بـ 4 لنشات، و21 برطوما خلال 40 دقيقة فقط بدلا من يومين وهو ما يمثل زمنا قياسيا بكل التوقعات.

ويضيف انه شعر فى تلك اللحظة عقب العبور بأن أفراد الجيش المصرى كلهم شخص واحد الملامح فالعزيمة والاصرار بعودة أرض سيناء، فكانت مرسومة على الجباه تتمتم بها الشفاه فى كل لحظة، حتى كادت العيون أن تصبح مرآة تعكس تلك الحالة التى يعيشها الجنود معا.

ثم سكت برهة من الزمن محاولا التقاط انفاسه وكأنه يحاول استرجاع  شريط ذكريات أكتوبر المجيد الذى مر عليه 49 عاما قائلا «مرت علينا ظروف صعبة خلال الحرب، واشتدت كل لحظة مع استشهاد اخواننا إلا انها لم تزيدنا سوى حماسة وعزيمة لتحقيق النصر والاخذ بثأرهم من العدو الاسرائيلى المحتل».

ويوضح من بين تلك الذكريات هو سماع خبر استشهاد اللواء احمد حمدى قائد اللواء 109 فى يوم 14 أكتوبر، اثناء قيامه بإصلاح جزء معطل بالكوبرى، ليصاب خلال احدى غارات العدو وينتقل إلى مرتبة اعلى  مع الشهداء، ليؤكد أن كبار القادة كانوا أول من بذلوا بأنفسهم فى الحرب كانوا يعملون بأيديهم فالجيش المصرى لم يكن سوى خلية نحل تعمل ليل نهار لا فارق بين جندى مقاتل أو قائد لواء وكتيبة.

سلاح الصاعقة| اللواء عادل مسعود: استعدنا الأرض والعرض

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل