المحتوى الرئيسى

"القفطان الأزرق".. مخرجة مغربية تكشف كواليس ترشح فيلمها لمسابقة الأوسكار

10/01 19:52

أفاد المركز السينمائي المغربي، باختيار فيلم "أزرق القفطان" لمخرجته مريم التوزاني لتمثيل المغرب في مسابقة الأوسكار لسنة 2023 في فئة "الفيلم الروائي الطويل الأجنبي".

وأوضح المركز، في بيان، أن لجنة انتقاء برئاسة سميرة الحيمر، رئيسة قسم "الاستغلال والتوزيع" بالمركز السينمائي المغربي، اختارت فيلم "أزرق القفطان" من ضمن فيلمين مؤهلين، لتمثيل المغرب في محفل الأوسكار، وذلك وفقا للمعايير التي تعتمدها أكاديمية الفنون والعلوم والسينما.

"القفطان الأزرق" فيلم روائي طويل، يتحدث عن التقاليد والحب، من خلال شخصيتي حليم ومينا، وهما زوجان يديران متجر قفطان في مدينة سلا غربي البلاد، وينضم إليهما يوسف، شاب مُتعلم، يتقاسم نفس الشغف بمهنة الخياطة على غرار "المعلم حليم".

بعد دخول شخصية "يوسف"، الذي أحضره الزوجان لمساعدتهما في تلبية طلبيات الفساتين الفاخرة، سيتغير مجرى القصة، وتتبعثر المشاعر بين الثلاثي بطل الشريط.

في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية"، قالت مريم التوزاني إنها في شريط "القفطان الأزرق"، كانت ترغب في "استكشاف تشابك المشاعر والعلاقات، وسبر أغوار الحب بأشكاله المختلفة من خلال ثلاث شخصيات، وهذا الحب يتم التعبير عنه أيضاً تجاه الحرفة والمْعَلّمْ. المْعَلّمْ هي مهنة، أو بالأحرى تقليد آخذ في الزوال". وقد "أرادت أن ترد له الاعتبار" على حد تعبيرها.

أبرزت مريم التوزاني أنها "تُكنّ إعجاباً حقيقياً واحتراماً دفيناً للمهن الحرفية، والتي لسوء الحظ تندثر ببطء اليوم". وقالت: "إن رؤية الحرفيين يموتون واحداً تلو الآخر، دون أن يكونوا قادرين على نقل فنّهم، يحزنني بشدة. إنه جزء من تراثنا الذي يموت مع كل واحد منهم، هذا التراث الرائع الذي هو جزء من هويتنا، ويجب علينا حمايته وتقديره."

وتابعت: "تحدثت مع مْعَلّم، قال لي، والدموع تنهمر من عينيه، إذ لم يكن لديه متدرب منذ خمسة عشر عاماً. تحدث معي عن التطريزات التي لم تعد موجودة اليوم، لأن الوحيدين الذين عرفوا كيف ينسجونها وافتهم المنية. ومثله كثيرون من حدثوني عن ذلك بحزن.

في السياق ذاته، قالت المتحدثة: "من أجل صعود درجات مهرجان الفيلم في مدينة كان، ارتديت قفطاناً من والدتي، كانت قد أعطته لي قبل بضع سنوات، وقد ميز طفولتي ومراهقتي؛ قفطان عمره خمسون عاماً، لعب دوراً أساسياً في شحذ رغبتي في الحديث عن هذا التراث في الفيلم. من خلال هذا القفطان شعرت بقوة وجمال هذا الموروث، وأردت إبراز الأنامل التي تقف وراء هذا العمل الراقي، لتكريم الحرفيين وفنونهم."

في جوابها على سؤال "سكاي نيوز عربية" بشأن تطرقها لتابوهات في شريطها السينمائي، ردت المخرجة المغربية قائلة: "أتحدث في فيلمي عن شخصيات تلمسني وينقل كل منها حقائقه الخاصة. أردت أن أتحدث عن الحب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأن أستكشفه، لأنني أعتقد أن الحب ليس له وجه واحد فقط، ولا توجد طريقة واحدة فقط للحب."

وتابعت التوزاني: "الحب معقد، مثله مثل البشر. لكن الفيلم يدور أيضًا حول الحياة والموت وحرية اتخاذ خياراتنا بأنفسنا. أعتقد أنه من المهم التحدث عن أشياء معينة ، وليس الهروب منها، لتكون قادراً على إجراء نقاش صحي حول الموضوعات التي 'تزعجنا'. إنه ضروري، إنه صحي."

شكل عرض فيلم "القفطان الأزرق"، ضمن صنف "نظرة ما" في الدورة 75 من "مهرجان كان" السينمائي في فرنسا، خلال شهر مايو المنصرم لحظة فاصلة في مسار الشريط. وحاز العمل حينها على جائزة النقاد الدولية التي يمنحها المهرجان، وتعد تلك المرة الأولى التي يفوز فيها المغرب بهذه الجائزة الدولية في هذا المهرجان.

تعليقا على هذا الحدث قالت، مريم التوزاني "أحتفظ بذاكرة لا تنضب لهذا العرض. كانت لحظة عاطفة عظيمة. أنت منغمس عندما تصنع فيلمًا، وفجأة، هناك شيء سريالي تمامًا حول العثور على نفسك في مثل هذه الغرفة ، ومشاركة فيلمك لأول مرة مع مثل هذا الجمهور.. عندما أشعلت الأضواء بعد العرض ورأيت المشاعر الجياشة في عيون المتفرجين، عندما وجدت نفسي مع فريقي نحضى بهذا التصفيق الحار، كانت لحظة من المشاعر التي لا توصف".

وكشفت المخرجة المغربية لـ"سكاي نيوز عربية" أن "القفطان الأزرق" قدم عرضه ما قبل الأول في أميركا الشمالية في مهرجان "تورونتو" السينمائي الدولي، في قسم مرموق للغاية، وهو صنف "العروض الخاصة"، مؤكدة أن هذا المهرجان هو أحد العناصر الأساسية لموسم الأوسكار.

ولفتت التوزاني، أن شريطها "استفاد أيضاً من قوة توزيع الشركة الأميركية الشهيرة "ستراند ريليزينج" Strand Releasing، التي وزعت أعمال كبار صانعي الأفلام في الولايات المتحدة، وهذا مهم جدا. وبعد ذلك، يتم اختيار الفيلم في المهرجانات الأمريكية التي تلعب دورا رئيسيا في سباق جوائز الأوسكار.

وبخصوص توقعاتها، صرحت الفنانة المغربية، أن فيلمها "حصل منذ مهرجان كان، على تقييمات ممتازة في الصحافة الأميركية المتخصصة، وهو أمر مهم أيضا في هذا الاتجاه. يسعدني أن أشعر أن هناك أشياء جيدة تحدث حول الفيلم. واستطردت: "لكنني أعلم أيضاً أن السباق على جوائز الأوسكار صعب للغاية."

ومن المنتظر إعلان الأفلام المقبولة بالقائمة الأولية لفئة الفيلم الدولي في الأوسكار يوم 21 ديسمبر القادم.

العمل من إنتاج زوجها نبيل عيوش الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" في السنة الماضية بفيلمه "علِّي صوتك".

وفي كل مناسبة، تشيد التوزاني بدعم عيوش لها في مشاريعها الفنية، إذ وجهت له أمام الجمهور قبل عرض فيلمها في فرنسا تحية حب واعتراف، قائلة "أشكر حبيبي الذي كان دائما بجانبي ودعمني باستمرار".

وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يرشِّح فيها المغرب فيلما للمخرجة والممثلة مريم التوزاني، 42 عاما، لتمثيله في مسابقة الأوسكار بعد فيلمها "آدم" عام 2019.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل