المحتوى الرئيسى

مؤسسة حملة «حماية»: الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر عرضة للتحرش الجنسي

10/01 15:41

ابتدعت الدكتورة إيمان عزت، برنامجا تعليميا خاصا للأطفال، تهدف منه إلى زيادة الوعي ضد التحرش الجنسي من خلال الموسيقى والرسم والألعاب، وفي عام 2013، أسست حملة "حماية" لتوعية الأطفال حول مخاطر التحرش الجنسي، بما في ذلك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تواصلت "الشروق" مع الدكتورة إيمان عزت؛ لمعرفة تفاصيل أكثر عن الحملة منذ تأسيسها وحتى الآن، وتجربة توعية الأطفال بالتحرش الجنسي.

قالت إيمان، إن فكرة الحملة بدأت عام 2007 أو 2008 لأطفال تعرضوا للتحرش، من ضمنهم حالة طفلة تم التحرش بها من قبل بواب، ففكرت في تدشين مبادرة عن التحرش الجنسي أو الصدمات الناتجة عنه، والتحقت بدبلومة مدتها 4 سنوات تابعة لدولة الدنمارك، متابعة أن من خلال هذه الدراسة تعلمت الكثير عن الاعتداءت الجنسية وتأثيرها النفسي على الأطفال، وفي العام الثالث من الدراسة، قررت إطلاق حملة لتوعية الأطفال ضد التحرش الجنسي؛ حتى لا يتعرضوا له ويعانوا من آثاره النفسية.

وأوضحت أنه من خلال الحملة، حاولت مساعدة الأطفال وتوعيتهم بأنهم عرضة للإيذاء، سواء عن طريق اللمس أو الاستدراج لأي مكان؛ بهدف التعدي عليهم أو محاولة لمس مناطق حساسة من أجسامهم، وتحدثت معهم بطريقة يفهمونها.

وأضافت أنه مع إطلاق الحملة، صممت برنامجا مناسبا للأطفال، عبارة عن أغاني واسكتش درامي لشرح كل ما تريد إيصاله لهم، عن طريق موقف درامي ووسائل إيضاح ومجسمات، التي تتفاعل الأطفال معها سريعا، وبعدها أغنية شاملة لكل ما تناولوه في التدريب؛ حتى يستطيع الأطفال حفظ الأغنية وفهمها، بل وسماعها في أي وقت حتى تثبت المعلومة في ذهنهم، وعندما يتعرضون لموقف مشابه يستطيعون التصرف.

وأكملت: "وبالفعل، كان للحملة أثر إيجابي، واستطاع عدد من الأطفال، عندما حاول البعض استدراجهم للذهاب معهم في مكان بعيد، رفض الاستجابة لهم، وأطفال أخرى تعرضوا للمس بطريقة غير لائقة وبالفعل تمكنوا من التمييز بين اللمسة العادية وغيرها، كما أوضحت لهم أثناء الشرح، وتمكن عدد منهم من إنقاذ أنفسهم من الإيذاء".

وقالت: "عندما بدأت حملة (حماية) في التوسع والانتشار، وأصبح لها صفحة على (فيسبوك)، ووصلت إلى الناس، تلقينا رسائل من آباء وأمهات، وحتى أطفال، يروون مواقف تعرضوا فيها للتحرش الجنسي، ومن خلال متابعتهم لتعاليم حملة (حماية)، قاموا بالتصرف الصحيح، كما نقوم بالتواصل مع الهيئات المختصة حتى يأخذ المعتدي على الطفل عقابه، وحينها يعرف الطفل أن المتسبب في الجريمة تم القبض عليه".

وفي مرحلة أخرى، أصدرت "إيمان" كتاب "هقول لأ ومش هخاف"، ووضعت فيه كل المواقف التي من المفترض أن تعلمها الأم لأولادها، لأنه بمرور الوقت ومع انتشار الحملة، "لن نستطيع الوصول إلى كل الأماكن" سواء داخل مصر في المحافظات النائية، وحتى خارجها، فالكتاب هدفه استفادة غير القادرين على التواصل مباشرة، من الحملة.

وأوضحت أن سبب اختيار موضوع التحرش الجنسي، أن قبل عام 2010، لم يكن هناك أي حملة لها علاقة بالتحرش بالأطفال، والأمر يرجع إلى أنه "قبل هذا التاريخ، كان الناس يستنكرون فكرة تعرض الأطفال للإيذاء الجنسي".

ونصحت، الآباء والأمهات، بعدم السماح للأطفال بسماع أي أغاني أو مشاهدة أفلام أو مسلسلات تحتوي على ألفاظ جنسية، لأن الطفل في هذا العمر عندما يسمع أغنية مثل "عشان تبقي تقولي لأ"، بمجرد أن يصبح شاباً سيقوم بتطبيق ما سمعه بعدما تأثر بكلماتها منذ صغره، خصوصاً عندما تكون الأغنية جذابة وذات لحن جذاب.

وأضافت أن هذا ما حدث مؤخراً في المجتمع المصري، وقوع أكثر من جريمة قتل بسبب رفض البنت الدخول في علاقة سواء كانت حب أو ارتباط، فكل ذلك يؤثر على الأطفال، "لذلك قررت عمل هذه الأغاني، فمثلما توجد أغاني تحرض على التحرش، قررت طرح أغاني مثل (خلي بالك من جسمك اوعى حد يلمسه، من حقك تحافظ على جسمك)، وهي أغاني توعوية مضادة للفكر الذي ينتشر في مجتمعنا، الذي يروج لفكرة أن البنت ليس من حقها أن تقول لا أو ترفض، وكل القضايا التي تقابلنا في هذا الاتجاه".

وأشارت إلى تقديم ندوات توعوية لطلاب الجامعة والدراسات العليا من خلال وحدة مناهضة التحرش بجامعة القاهرة، بجانب نشرات تم توزيعها في كل الكليات، وكذلك أفلام توعوية لتوعية طالبات الجامعة حول التصرف الواجب اتخاذه حال تعرضهن للتحرش سواء من الطلبة أو الأساتذة، و"كان لدينا مجلس سري لتلقي الشكاوى، وبه متخصص قانوني يقوم ببحث الشكوى بسرية تامة".

وأكدت أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر عرضة للتحرش الجنسي، خاصة الذين يعانون من الإعاقة الحركية أو الذهنية؛ لذلك "قمنا بعمل برنامج خاص لذوي الاحتياجات الخاصة؛ حتى يتمكنوا من معرفة كيفية التعبير عما يحدث معهم".

ولفتت إلى أن ألبوم "حماية في أغنية"، جاء من منطلق وجود أغاني تحض على الفساد وكسر الحدود، وأخرى بها إيحاءات جنسية، ففكرت في عمل أغاني توعوية تعلم الأطفال، والفكرة جاءت أسوة بأغاني صفاء أبوالسعود وعفاف راضي، التي علمت الأطفال تناول الطعام المفيد والحفاظ على نظافتهم الشخصية، ففكرت في عمل أغاني تشرح "كيف يحمي الطفل نفسه من التحرش؟".

وتابعت أنها طرحت 5 أغاني منها "اوعي تخلي حد يلمسك"، وتخاطب الأطفال من سن 3 إلى 8 سنوات، وهي الشريحة الأكبر من الأطفال في مرحلة الحضانة والمدرسة أول 3 سنوات، وبعدها أغنية "خلي بالك من جسمك"، تخاطب الأطفال بداية من الصف السادس الابتدائي، وأغنية "ربنا خلقني وعطاني جسم جميل"، وفيها تؤكد فكرة "الهوية الجنسية"، وأن الله سبحانه وتعالى خلق البنت والولد وأعطى لكل منهما جسما جميلا له مواصفات خاصة نفتخر بها ولا نحاول تغييرها، و"نحاول فيها انتقاء ألفاظ نؤكد بها للأطفال فكرة الهوية الجنسية؛ حيث إنها قضية عالمية وحساسة جدا".

واستطردت: أما البوم "أطفال بتحب مصر" كان مختلفا نوعا ما، وظهر عام 2011 أيام ثورة 25 يناير، يتكون من 11 أغنية كلها تؤكد المواطنة، والبلاد لها علينا حقوق لابد أن نحافظ عليها، ومنها أغنية "هبدأ بنفسي"، وحينها لاقى الألبوم إقبالا شديدا وترك أثرا إيجابيا لدى كثير من الأطفال.

وعن العقبات التي واجهتها الحملة، قالت: "أول ما بدأت أحكي للناس عن فكرة عمل حملة للتحرش الجنسي، قابلت موجة من الاعتراضات والانتقادات، بدافع أنه ليس هناك أطفال يتعرضون للتحرش الجنسي حتى ندشن حملة لهم، وكان هناك نوع من الإنكار أو عدم التصديق أن يتعرض طفل في عمر 4 سنوات للتحرش الجنسي، وبالفعل الفكرة هُدمت من الأساس، ولكن بعدما بدأ الإعلام يسلط الضوء على وجود أطفال تم انتهاكهم أو هتك عرضهم في سن صغير جدا، بدأ الأهالي يدركون احتمالية تعرض أطفالهم لاعتداء جنسي".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل