المحتوى الرئيسى

بعد ضم أراضي أوكرانية.. هل تتغير مسارات الحرب بين موسكو وكييف؟ (تقرير) | المصري اليوم

09/30 21:48

توقع خبراء في العلاقات الدولية، تغير قواعد اللعبة السياسية والعسكرية بين روسيا والحلف الأمريكي الأوروبي مؤكدين أن قرار ضم أراضي أوكرانية في استفتاء عام لروسيا سيزيد من التوتر وسخونة الأحداث المقبلة التي يمكن أن تؤدي حرب عالمية ثالثة أو حرب نووية بين روسيا وأوكرانيا.

بوتين يوقع رسميًا مرسومًا بضم 4 أقاليم أوكرانية إلى روسيا

بوتين: ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا من نتائج انهيار الاتحاد السوفيتي

بوتين: الهيمنة أحادية القطب آخذة في الانهيار

«المصري اليوم» ناقشت تداعيات القرار الروسي بضم أراضي أوكرانية وفقا لاستفتاء نظمته موسكو، والذي اعتبر البعض أن نتائجه كانت محسومة مسبقا، ويتوقع خبراء تغير معادلة الحرب في أوكرانيا وفق التقرير التالي:

القانون الدولي ومسالة الاعتراف بهذا القرار

قال الدكتور أكرم حسام، أستاذ العلوم السياسية، الخبير في الأمن القومي، إن التحرك الروسي بضم أربع مناطق أوكرانية «لا قيمة قانونية أو سياسية له» في القانون الدولي والذي حرم ضم اراضي الغير بالقوة.

وتابع: توصيف العمليات الروسية في أوكرانيا هي حالة عدوان على دولة ذات سيادة عضو في الامم المتحدة، وبالتالي لا يستقيم أي اجراء سياسي أو قانوني يترتب عليه فيما بعد، مؤكدا أن هناك رفض عالمي بالاعتراف بهذا الضم، ربما باستثناء بعض حلفائها فقط.

نقطة تحول في المسار العسكري والسياسي

وأضاف أستاذ العلوم السياسية «للمصري اليوم»، هذا القرار الروسي بضم الاقاليم الأوكرانية الأربعة لروسيا سيكون نقطة تحول مهمة في المسار العسكري والسياسي.

فعلى المستوى السياسي بدأت روسيا بالفعل في قطف أول ثمار عملياتها العسكرية منذ غزو أوكرانيا فبراير الماضي، وهذا القرار سينعكس بالإيجاب على الداخل الروسي خاصة التيارات المعارضة للحرب، كما سيكون له تأثير إيجابي على الموقف التفاوضي الروسي، في تكرار سيناريو ما بعد ضم القرم في ٢٠١٤.

وتابع «حسام» على المستوى العسكري، قرار بوتين بضم مناطق أوكرانية نقطة تحول نحو التحكم في مسار العمليات العسكرية وحصرها في المحور الشرقي المتعلق بالدونياس فقط، وهو ما سيعطي الافضلية للقوات الروسية في احكام خطوط الدفاع المتقدمة حول هذه الاقاليم الجديدة، بينما ستتحول العمليات الأوكرانية من حرب المدن وأساليب حرب العصابات للتحول نحو الاعتماد على قدرات الاستهداف عن بعد، سواء من خلال سلاح المدفعية، أو الطائرات المسيرة، دون توقع حدوث اختراقات كبيرة، في ظل التفوق العددي والنوعي للجيش الروسي خاصة بعد قرار التعبئة العسكرية الجزئية الاخير.

كما أكد أن قرار بوتين يمثل ضربة قوية للدول الغربية المساندة لكييف، وجهودهم الممتدة لحرمان روسيا من تحقيق مكاسب سياسية من الحرب.

خطوة ستغير من موازين القوى على الارض

من جانبه قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن إعلان روسيا بانضمام جنوب شرق اوكرانيا، لتصبح هذه المناطق هي أولى المناطق التي تخضع رسميا للسيطرة الروسية والخاضعة في معظمها إلى سيطرة القوات الروسية، قد يفتح الباب أمام موسكو لضم المزيد من ضم الأراضي الأوكرانية، وبذلك تكون العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي بدأت فبراير الماضي قد حققت أهم أهدافها الخاصة بالشرق الأوكراني.

الوضع ينذر بحرب عالمية ثالثة

وأضاف فارس لـ«المصري اليوم»، هذه القرار الروسي بضم مناطق أوكرانية من شأنه أن يزيد من حده التوتر بين روسيا وأمريكا فمن المتوقع خلال الفترة القادمة أن نشهد تسليح عسكري لأوكرانيا وامدادها بصواريخ تكون من شأنها تهديد للأمن القومي الروسي، وهو ما لم تسمح به روسيا، وبالتالي فأن أي محاولة من قبل القوات الأوكرانية لاستعادة المناطق الأربع ستعتبره روسيا اعتداء على أراضيها، ومبررا لإعلان الحرب الشاملة على أوكرانيا، للدفاع عن أراضيها، وفي هذه الحالة ستشرع موسكو في استخدام كافة الوسائل في سبيل حماية تلك الأراضي، وعلى رأسها الأسلحة النووية، خاصة بعد تصريحات بوتين أن بلاده ستستخدم كافة الوسائل المتاحة لحماية أراضيها، وهو ما سيكون له عواقب وخيمة وتصعيد خطير على المستوى الدولي ينذر بوجود حرب عالمية ثالثة.

وعن الأزمة التي يعيشها العالم بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية، قال «فارس» بالطبع تصاعد هذا الصراع سيؤثر على امدادات الغذاء، وسيتسع الصراع في مساحات اكبر بعيدا عن القطر الروسي الأوكراني، وتعد هذه أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة أزمات عالمية تراكمت جراء وباء كورونا، وسط تصاعد المخاوف من تفجر اضطرابات اجتماعية واحتجاجات بسبب أزمة غذائية ترتسم معالمها يوما تلو الآخر، حيث تقدم روسيا وأوكرانيا معا نحو ثلث إمدادات القمح العالمية، وأوكرانيا مصدر رئيسي للذرة والشعير وزيت دوار الشمس، في حين توفر روسيا وروسيا البيضاء، التي تساند موسكو في الحرب وتتعرض لعقوبات، 40 بالمئة من الصادرات العالمية من سماد.

إحباط القوات الأوكرانية بعد استعادة السيطرة على مساحات شاسعة

قالت الباحثة وردة عبدالرازق رئيس برنامج الدراسات الأوروبية بمركز رع للدارسات الاستراتيجية، جاء قرار بوتين بضم تلك المناطق الأربع بعد أن تمكنت القوات الأوكرانية هذا الشهر من استعادة السيطرة على مساحات شاسعة في الشمال الشرقي في هجوم أوكراني مضاد، وصفته مصادر غربية بأنها الأكبر منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، وعلي هذا الأساس اعتبر قرار روسيا بإجراء استفتاء لضم أراضي أوكرانية إليها تخوفا من احتمالية فقد تلك المناطق، وقد يشير إلى ذلك القرار الروسي مؤخرا بالتعبئة الجزئية للقوات الروسية الموجودة في أوكرانيا، من أجل إحباط القوات الأوكرانية.

حفاظا على الهيبة السياسية للدب الروسي

وتابعت: بوتين يحاول الحفاظ على الهيبة السياسية للدب الروسي أمام المجتمع الدولي، وذلك بعد أن تعهدت مرارا بأنها لن تخرج من أوكرانيا إلا بعد تحقيق كافة أهدافها.

وأضافت «عبد الرازق»، أن بوتين بهذا القرار يسوق للرأي العام الروسي ما يقنعه بما أثمرته العملية العسكرية في أوكرانية، خاصة بعد أن بدء الرفض والتشكك في الشارع الروسي حول جدوى العملية العسكرية، والتخوف من مدى خطورة تبعاتها، بعد سيل العقوبات الموقعة على روسيا، والتي عانى منها المواطنون بالتبعية على إثر الحرب.

المزايا الاقتصادية للمناطق المنضمة إلى روسيا

قالت «عبد الرازق» تمتلك المناطق الأوكرانية الأربعة تربة غنية بالموارد، ورواسب معدنية وصناعة متطورة وإمكانات اقتصادية وصناعية وبشرية كبيرة.

فبوجه عام، من بين جميع الدول التي تشكلت نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي، فقد حصلت أوكرانيا على الميراث الأغنى، من زراعة وموارد قوية للطاقة وصناعة تعدين متطورة، وشبكة نقل وصناعة، وكذلك قاعدة جيدة لتطوير السياحة.

وحتى عام 2014، قدمت دونيتسك ولوغانسك معًا 16% من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا، وكانت حصتهما بإقليم” دونباس” من بيع المنتجات الصناعية أعلى من أي منطقة أخرى بأوكرانيا، ولهذا كان الإقليم أولوية بالنسبة إلى موسكو.

قالت «عبد الرازق»، الأزمة الأوكرانية على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد، ومن الصعب التكهن بأي سيناريوهات محتملة يمكن أن تلجأ إليها روسيا الفترة المقبلة، سوى استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا، وفرض عقوبات جديدة أكثر صرامة على روسيا، إلى جانب التصعيد السياسي والإعلامي.

وأكدت أن روسيا لا تندفع في استخدام القدرات النووية ضد أوكرانيا، تفاديا لانتقادات المجتمع الدولي، وتجنبا لأي رد فعل غربي محتمل، وفي حالة أي اعتداء على تلك المناطق التي باتت بالنسبة للروس مثل موسكو، قد يدفعها إلى الرد بأساليب قاسية أخرى، مثل ضرب مركز القرار في كييف أو تدمير البنى التحتية في العاصمة، وغيرها من المواقع الهامة التي لا تستهدفها روسيا حاليا.

فوفقا للعقيدة العسكرية الروسية، يمكن استخدام السلاح النووي في حالتين:

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل