المحتوى الرئيسى

«أولها هلاك 5 مليار إنسان».. ماذا لو حدثت حرب نووية في العالم؟ | المصري اليوم

09/26 18:16

77 عاما مرت على كارثة «هيروشيما وناجازاكي» في اليابان، وما زال العالم يحاول أن يتخطى المشهد الدموي الذي خلفته القنبلة النووية، صورة الأطفال الذي يصرخون دون ملابس وجلودهم تتساقط على الطريق العام، النساء اللاتي أصبن بتشوهات وفقدن عائلاتهن، والآلاف الذين فقدوا حياتهم جراء التهور في استخدام القوة النووية ما زال حتى الآن يؤرق أعتى القوى في العالم من تكرار التجربة مرة أخرى.

كوريا الشمالية تحذر من اندلاع حرب نووية عالمية

روسيا : الولايات المتحدة تضع العالم على شفا حرب نووية

البنتاجون: لا مبرر لتصعيد الصراع في أوكرانيا إلى حرب نووية

لافروف: روسيا لم تعطل جهوداً مبذولة لتجنب حرب نووية

التليفزيون الروسي يحذر من حرب نووية ضخمة لن ينجو منها سوى «المسوخ»

خبير عسكري صيني يحذر من نشوب حرب نووية في أوروبا بسبب وضع أوكرانيا

هناك ما يقرب من 12 ألفا و700 رأس حربي في العالم، وبالرغم من حالة السيطرة العالمية على استخدام القوة النووية في المعارك والحروب إلا أن شبح المأساة ما زال يطارد حكومات العالم في ظل أزمة تغير مناخي حالية.

قبل أيام وأثناء إلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خطابا على الأمة الروسية، لوح بإمكانية اللجوء لاستخدام القوة النووية في حال اضطر لذلك: «أريد أن أذكر الجميع أن روسيا تمتلك أسلحة دمار متعددة، وسنستخدم كل الوسائل المتاحة لنا»، مختتما حديثه: «أنا لا اخادع».

الآثار الصحية والبيئية الناجمة عن انفجار سلاح نووي مختلفة ومتنوعة ومتشعبة، ونتيجتها واحدة هي الموت لكل أوجه الحياة، فإن الانبعاثات الحرارية والإشعاعية الناتجة عن الانفجار النووي قادرة على قتل وإصابة أعداد غفيرة من الناس، وهدم البيوت والمباني وتدمير البنية التحتية، فضلا عن إحداث آثار شديدة في البيئة.

أجرت جامعة «روتجرز» الأمريكية، دراسة خلصت إلى أنه في حال وقعت حرب نووية سيفقد أكثر من خمسة مليارات إنسان حياتهم.

يقول البروفيسور آلان روبوك، أستاذ علوم المناخ في قسم العلوم البيئية بجامعة روتجرز، وأحد المشاركين في هذه الدراسة: «نتائج هذه المواجهة ستكون كارثية على إنتاج الغذاء»، إذ خلصت الدراسة إلى أن من ضمن نتائج نشوب حرب نووية سينخفض متوسط إنتاج الغذاء العالمي بنسبة 7% في غضون خمس سنوات من الصراع، وفي حال كان الصراع النووي متبادل سينخفض متوسط إنتاج الغذاء العالمي بنحو 90% بين ثلاث إلى أربع سنوات بعد القتال.

وأوضح البروفيسور روبوك، أن الانخفاض الهائل في المحاصيل سيؤدي إلى موت مليارات البشر جوعا، ويبلغ التعداد السكاني عالميا قرابة الـ 6.7 مليار طبقا لأخر مسح أي ما يقارب من 75% من سكان العالم معرضون للموت في غضون عامين.

وحسبت الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Food، فإنه من المتوقع أن الغبار الذري الناتج عن الانفجار النووي سيحجب أشعة الشمس وستعقب ذلك عواصف نارية ناتجة عن تفجير الأسلحة النووية.

قالت راجية الجرزاوي، الباحثة في مجال البيئة، أن ما يفعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو بمثابة الحكم بالإعدام على الحياة على كوكب الأرض، يجب أن يتم رفض ومنع استخدام القوة النووية، لأنه تهدد حياة الملايين من البشر خاصة في ظل أزمة تغير المناخ التي تواجه العالم خلال السنوات الماضية، والخطوات التي بدأت العديد من الدول اتخاذها لمواجهة التغير المناخي.

وشددت الجرزاوي في تصريح لـ«المصري اليوم»، على ضرورة ألا يكون استخدام القوة النووية حلا مطروحا، ولا أعتقد أن هناك أحد بالحماقة الكافية ليُقبل على تلك الخطوة بما فيها من مخاطر جسيمة، ولعل انفجار هيروشيما الأقرب إلى الذهن وتداعياته على الحياة هناك، بداية من إصابة عمال الإطفاء وتعرضهم للإشعاع فيما يعرف بمتلازمة الإشعاع، فضلا عن تحول هيروشيما إلى منطقة غير صالحة للحياة لأجل غير مسمى، إذ تبين أن الحيوانات والنباتات أصيبت بتشوهات كبيرة، فما بالك بالبشر.

وتضيف الباحثة في البيئة: «التعرض للإشعاع النووي يعرض الحياة التي يصل إليها الإشعاع بما فيها من نباتات وحيوانات وبشر وتربة لمخاطر ضخمة لا يمكن تلافيها بأي حال من الأحوال، وهو يعني ببساطة إنتهاء الحياة في تلك البقعة المتشبعة بالإشعاع النووي، وبالرغم من أن مدى تمدد الإشعاع يقلل من خطورته شيئا فشيئًا، إلا أنه ما يزال يمثل خطورة كبيرة تصل إلى الإصابة بعدد من الأمراض المختلفة منها مثلا الإصابة بالسرطان بكافة أنواعه وأشكاله، وكذلك الأمراض المزمنة التي تحول دون أن يكون الإنسان بكامل قوته ليتابع حياته اليومية، علينا جميعا أن ندرك أن الازمات التي يتعرض لها المناخ عالميا ستكون أقل وطأة من التعرض للإشعاع النووي بشكل مباشر أو غير مباشر.

وجدت دراسة محاكاة نُشرت في عام 2019، أنه في حال وقعت حرب نووية بين الولايات المتحدة وروسيا، ستكون إحدى نتائجها إغراق الأرض في شتاء نووي في غضون أيام ويعود ذلك لمستويات الدخان المنبعث في الغلاف الجوي.

استعان فريق «إيساب ساينس» بعلم القنابل النووية للتنبؤ بنتائج انفجار نووي، وخلصت التجربة إلى نتائج كارثية، يأتي على رأسها أنه عندما يتم إطلاق قنبلة نووية فإنه يتم إطلاق ما يقرب من 35% من طاقة الانفجار النووي في شكل إشعاع حراري، وهو ما يترتب عليه الإصابة بما يسمى بـ«العمى المفاجئ»، وهو عبارة فقدان للبصر بشكل مؤقت وفي بعض الحالات تعتمد على مدى قربك من مصدر الإنفجار.

ووفقا لفريق «إيساب ساينس» قدرت درجات الحرارة بالقرب من موقع انفجار قنبلة هيروشيما بنحو 300 ألف درجة مئوية، وهو ما يؤدي إلى تفحم وتحلل الاجسام البشرية، ويمكن أن تُحدث الانبعاثات الحرارية إلى وقوع حروقا خفيفة من الدرجة الأولى على مسافة تصل 11 كيلومترا، ويمكن أن تحدث حروقا من الدرجة الثالثة على بعد مسافة 8 كيلومترات.

وأشار الفريق العلمي إلى مدى التأثر يخضع لما ترتديه من ملابس، إذ لخصت التجربة إلى أن الملابس البيضاء تعكس بعضا من طاقة الانفجار، فيما تمتصه الملابس الداكنة.

وكذلك على مسافة 6 كيلومترات تنتج موجات الانفجار 180 طنا متريا من القوة على جدران جميع المباني المكونة من طابقين، مما يؤدي إلى سقوطها وتهدمها.

يوضح الدكتور على إسلام، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، أن تأثيرات الانفجار النووي لا يتحملها الكوكب وليس فقط الدول المتصارعة، إذ أنه تهدد الحياة بأكملها، هنا لا أتحدث فقط عن أرض المعركة ولكن عن تداعيات أخرى خطيرة تحكمها العديد من العوامل منها حالة الأرصاد ومدى قربك من الانفجار، وتلوث المياه الجوفية مما يهدد الحياة النباتية وكذلك الحيوانات والبشر، الأمر سيكون كارثي إلى أبعد حد، يمكن اختصاره بأنه في حال وقعت معركة نووية ستأكل الأخضر واليابس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل