المحتوى الرئيسى

فورين بوليسي: جيوش العالم لن تستطيع مجابهة التغير المناخي

09/25 22:25

رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن جيوش العالم لن تستطيع مجابهة التغير المناخي الهائل، مشيرة إلى أن الجيوش انشغلت طوال الوقت بالأخطار التقليدية التي تأتي من الدول الأعداء.

وعلى الرغم من اعتراف العديد من الحكومات بالمخاطر الأمنية التي يفرضها تغير المناخ، فإن التدافع هذا الصيف لإدارة التهديدات المناخية يشير إلى أن القليل منها يتحرك بسرعة كافية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

ونقلت المجلة عن يانيز ليناركيتش، رئيس إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، أن موسم الحرائق الأطول الذي تسلل إلى مناطق جغرافية جديدة يجهد قدرات الاستجابة للكتلة الأوروبية، لأنها تقدم طلبات متزامنة تقريبًا لدعم مكافحة الحرائق في العديد من البلدان التي لا تستطيع فعلها بمفردها، مشيرا إلى أن هذه مشكلة متنامية في أجزاء أخرى من العالم أيضًا.

وتشير الظروف الجوية الشديدة التي تهاجم الجيوش هذا الصيف إلى أن الحكومات بحاجة إلى أن تسأل نفسها بعض الأسئلة الصعبة حول موقفها الأمني ​​والدفاعي في المستقبل. فمثلا هل تعكس استراتيجياتهم الأمنية التهديدات المتزايدة التي يواجهونها على الأرض؟ هل لديهم الموارد اللازمة لمواكبة وتيرة وحجم هذه المخاطر المكثفة؟ وهل لديهم الشراكات الصحيحة مع الدول الأخرى لإدارة المخاطر المشتركة؟.

وقالت المجلة إن الحكومات والجيوش عليها البدء في العثور على إجابات لهذه الأسئلة الصعبة من خلال تقييم الدروس المستفادة من تجاربهم ومقارنة الملاحظات بين المناطق. من خلال القيام بذلك، يمكنهم تحديد الفرص لتغيير نهجهم.

ولفتت إلى أن الحكومات يجب أن تدرك أن استراتيجياتهم العسكرية الرسمية غير كافية وأن يقوموا بتحديثها وفقًا لذلك. إذ تركّز الاستراتيجيات فقط على التهديدات التقليدية من الدول الأخرى.

ومن المفارقات أن الجيوش أصبحت أقل استعدادًا للتعامل مع التهديدات التقليدية، نظرًا لأن الاستجابات المخصصة لحرائق الغابات والجفاف ترهق الأفراد العسكريين والمعدات.

على وجه الخصوص، أظهر هذا الصيف أن التركيز فقط على التخفيف - أو تدابير خفض الانبعاثات - غير كافية.

وأشادت المجلة بالاستثمار في الطائرات الكهربائية والمركبات التي تعمل بالوقود الهيدروجين، التي وعد جيش كوريا الجنوبية باستخدامها العام الماضي، لكنه لن يساعد في معالجة الفيضانات والحرائق القياسية اليوم، مشيرة إلى أن هذا لا يعني أن هذه الاستثمارات ليست مهمة. في الواقع، إنها ضرورية لمنع مخاطر الأمن الكارثية في المستقبل، لكن مثل هذه الأهداف يجب أن يقابلها تركيز استراتيجي على التكيف مع التهديدات الموجودة بالفعل.

وتحرز بعض البلدان تقدما على هذه الجبهة. على سبيل المثال، تطلب البوصلة الاستراتيجية للأمن والدفاع للاتحاد الأوروبي، والتي تم إصدارها في مارس، من جميع الدول الأعضاء تطوير استراتيجيات لإعداد قواتها المسلحة لتغير المناخ بحلول عام 2023.

وفي أبريل، أصدرت وزارة الدفاع الفرنسية استراتيجيتها لأمن المناخ. وأشارت إلى احتمال زيادة الطلب على الموارد العسكرية لدعم عمليات الإغاثة المحلية في حالات الكوارث، مشددة على الحاجة إلى مزيد من الدراسة لتطوير العمليات المشتركة بين الوزارات لإدارة عمليات النشر.

في بولندا، تخلصت القوات المسلحة هذا الصيف من آلاف الأسماك على ضفاف نهر أودر التي ماتت بسبب ارتفاع درجات حرارة المياه والتلوث.

وفي المكسيك، حاولت الطائرات العسكرية تحفيز هطول الأمطار بعد أسابيع من الجفاف عن طريق زرع الغيوم باليود الفضي والأسيتون.

أما في سويسرا، قام الجيش بنقل المياه جواً إلى الماشية العطشى في المراعي الجبلية الجافة. وفي أكثر من 10 دول أوروبية، تم نشر القوات لمكافحة الحرائق، بما في ذلك في البلدان المجاورة، بينما في دول متباينة مثل الصين والهند وإيران وباكستان وأوغندا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة ، أنقذت الجيوش المواطنين من فيضانات غير مسبوقة.

وفي أغسطس الماضي، حذرت وزارة الدفاع الأمريكية من مخاطر الفيضانات على موظفيها ومنشآتها في سيول حيث واجهت كوريا الجنوبية أعنف هطول للأمطار منذ 80 عامًا.

وفي نفس الشهر، أصدرت وزارة الدفاع اليابانية استراتيجيتها الأولى للأمن المناخي، والتي سلطت الضوء على الحاجة إلى تعزيز المرافق العسكرية للبلاد ضد الأعاصير وتحديث المعدات لتحمل درجات الحرارة الشديدة.

واعتبرت "فورين بوليسي" أن الاستراتيجيات لا تعني شيئًا بدون موارد، لذلك يجب على الجيوش أيضًا أن تستثمر بشكل كبير في المعدات والأفراد. وعلى وجه الخصوص ، كشفت حرائق الغابات هذا الصيف عن عدم كفاية قدرات العديد من البلدان في مجال مكافحة الحرائق الجوية.

ففي اليونان، كان سلاح الجو اليوناني عالقًا في استخدام طائرات من السبعينيات لمحاربة حرائق أكبر بست مرات من أي حرائق واجهتها البلاد في العقد الماضي. وغالبًا ما كانت الطائرات الفرنسية غير صالحة للعمل بسبب نقص الميكانيكا وقطع غيار الطائرات القديمة، واضطرت إيطاليا إلى الاعتماد على الطائرات الفرنسية لمحاربة حرائقها في سردينيا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل