المخرج العالمي وودى آلن يقرر التقاعد بعد فيلمه الخمسين

في خطوة مفاجئة لجميع محبيه، قال المخرج وودي آلن في حوار له مع جريدةLa Vangurdia الإسبانية، أنه يعتزم التقاعد من صناعة الأفلام، وتخصيص بقية وقته للكتابة، وذلك أثناء وجوده في أوروبا للإنتهاء من تصوير فيلمه الخمسينWasp 22 ، الذي على حسب تصريحاته سيكون الفيلم الأخير له كمخرج، ومن المقرر أن يعرض الفيلم في باريس، حيث تدور الأحداث في فرنسا، وقال آلن في تصريح آخر أن فيلمه المقبل سيكون مشابه لفيلم Match Point من حيث الإثارة والدراما، كما قال أنه سيكون شريراً جداً، وأخيراً أعلن المخرج الأمريكي عن طرح مجموعته الخامسة من الأعمال الفكاهية بعنوانZero Gravity التي سيتم نشرها في 27 سبتمبر المقبل بأوروبا وأمريكا .

وودي آلن - البالغ من العمر 86 عاماً - قال إن خطته “من حيث المبدأ” هي عدم إنتاج المزيد من الأفلام، وتركيز بقية طاقته على الكتابة، وربما الرواية، بينما اشتهر آلن بكتابة السيناريوهات التي عادة ما يوجهها بنفسه، فقد نشر 5 مجموعات من القصص القصيرة الفكاهية ومذكرات و10 أعمال للمسرح متفاوتة الطول على مدى مسيرة أمتدت لـ8 عقود.

أزمة آلن ليست في إنهاء مسيرته كمخرج، لكن لها بوادر كانت تعجل بهذه الخطوة التي شغلت الرأي العام السينمائي، فمنذ فترة ليست بالبعيدة تكررت المزاعم المتعلقة بالإعتداء الجنسي ضد ابنته بالتبني في عام 1992، والتي لم يتم توجيه أي اتهامات له بها ونفيه التام لهذا الأمر، ورغم ذلك فإن هذه القضية تسببت في إنهاء عمله في الولايات المتحدة أو إيجاد التوزيع السائد هناك، وتم تجاهل فيلميه الأخيرين، A Rainy Day In New York”” ومهرجان Rifkin”” بشكل أساسي، على الرغم من أن “Rainy Day” أنتهى به الأمر إلى كونه واحد من الأفلام الأكثر مشاهدة في شباك التذاكر في مايو 2020 رغم انتشار جائحة “كورونا” في ذلك الوقت.

هذا التقاعد سبقه إطلاق مذكرات آلن، Apropos of Nothing””، والتي كان من المقرر في الأصل نشرها بواسطة Hachette””، لكنهم ألغوا إصدارها في عام 2020 عندما أعرب الموظفون ومؤلفHachette” “ رونان فارو عن شكوى فارو - وهو الصحفي الاستقصائي الذي كان لعمله دور أساسي في سقوط هارفي وينشتاين وهو أيضًا نجل وودي آلن - تم نشر “Apropos of Nothing” بواسطة الصحافة الصغيرةArcade” “، التي أصدرت أيضًا مجموعة قصص الفكاهة القصيرة لهذا الصيف “Zero Gravity”.

أثناء الترويج للكتاب، أجرى أليك بالدوين مقابلة عبر “إنستجرام”  على الرغم من الكثير من المشكلات الفنية التي أدت إلى قيام بالدوين بالصراخ أمام الكاميرا باللغة الإسبانية، قال آلن أن التقاعد وشيك، حيث قال: “ذهب الكثير من التشويق”، وأضاف آلن خلال اللقاء: “عندما اعتدت عمل فيلم، كان الجمهور يذهب إلى دار السينما في جميع أنحاء البلاد، أنت الآن تقوم بعمل فيلم وتحصل على أسبوعين في دار سينما، ربما 6 أسابيع أو  4أسابيع، ثم ينتقل مباشرة إلى البث المباشر أو الدفع لكل مشاهدة”، وتابع: “لقد كان شعورًا رائعًا أن أعرف أن 500 شخص كانوا يشاهدونه مرة واحدة.. لا أعرف كيف أشعر حيال صناعة الأفلام، سأصنع فيلما، وسأرى كيف ستكون ردة الفعل”.

بدأت مهنة ألين في الكتابة في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، عندما كان يبلغ من العمر 16 عامًا، حينما أرسل بالبريد - كما قال في Apropos of Nothing”” - “نكات عن الحموات، وعن أماكن وقوف السيارات، وعن ضريبة الدخل”، لكتاب الأعمدة في الصحف، وكان نيك كيني من الـ”ديلي ميرور” أول من اشترى واحدة من النكات الخاصة به، وكان ينشره بمقدمة كتب فيها “يقول آلان كونيغسبيرج”، وسرعان ما غير اسمه بشكل قانوني إلى وودي آلن، وأصبح كاتبًا تلفزيونيًا، وممثل كوميدي في غرينتش بنيويورك، وشق طريقه أخيرًا لعرض الأفلام، وحصل على 4 جوائز أكاديمية من أصل 24 ترشيحًا (فاز بجائزة أفضل سيناريو لأني هول، وهانا وأخواتها، ومنتصف الليل في باريس، وأفضل مخرج لآني هول)، وتعاون مع نجوم كبار منهم ديان كيتون، مايكل كين، ميرا سورفينو وبينيلوبي كروز .

كان فيلمه الأول بالمعنى التقليدي كمخرج هو الفيلم الوثائقي الوهمي Take The Money and Run”” في عام 1969، وابتكر العديد من الأعمال للتلفزيون على مر السنين، كما مثل في الأفلام المقتبسة من مسرحياته التي سيكون فيلم “Wasp 22” آخرها، وقد وصفه آلن بأنه “فيلم رومانسي سام” مشابه لما حققه في عام 2005 “نقطة المباراة”، وسيتم تصويره بالفرنسية، ولم يتم الإعلان عن طاقم العمل بعد، على الرغم من أن موقع “IMDB” يدرج الدكتور كينيث إديلسون، طبيب الأمراض الجلدية في نيويورك الذي ظهر في 30 فيلمًا من أفلام وودي آلن، بدءًا من أليس في عام 1990، وعادة ما يُنسب إليه الفضل كضيف شرف في أفلامه.