سفير تايلاند بالقاهرة: مصر تلعب دورا رائدا في المنطقة والشرق الأوسط| حوار

أكد بوتابورن إيوتوكسان سفير مملكة تايلاند ورئيس لجنة الآسيان بالقاهرة أن مصر وتايلاند بينهما علاقات دبلوماسية طيبة على مدار التاريخ ، وأوضح إيوتوكسان أن اللجنة التجارية المشتركة بين البلدين سوف تجتمع قريبا لبحث تعزيز التعاون فى المجال الاقتصادى حتى يتناسب مع تاريخ العلاقات بين البلدين وشدد إيوتوكسان على أن قمة المناخ التى ستعقد بشرم الشيخ نوفمبر المقبل ستكون ناجحة تحت القيادة المصرية ..

فى البداية تحظى مصر و تايلاند بعلاقات دبلوماسية تعود لمنتصف القرن الماضى كيف تطورت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى؟

أقام الجانبان علاقاتهما الدبلوماسية فى عام 1954 ، وكانت مصر أول دولة عربية أقامت تايلاند علاقات دبلوماسية معها ، وهو ما يعكس أهمية مصر على مدى 68 عاما، كانت علاقاتنا طيبة.

كلاهما تبادلا زيارات رفيعة المستوى...

و فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، التقى رئيس الوزراء التايلاندى والرئيس السيسى مرتين فى اجتماعات على هامش مؤتمرين فى الصين عام 2017 وفى اليابان عام 2019. وكانت محادثاتهما مفيدة للغاية، وفى مارس من هذا العام ، عقد وزيرا خارجية مصر وتايلاند اجتماعا ثنائيا فى إسلام أباد أثناء حضورهما اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامى فى باكستان، كان هذا أول اجتماع لهما كوزيرى خارجية.

وتعمل وزارة التجارة التايلاندية ووزارة التجارة المصرية حاليًا على الانتهاء من مشروع اتفاقية إنشاء لجنة التجارة المشتركة التى سيرأسها وزيرا البلدين لمناقشة كيفية تعزيز سبل التعاون الاقتصادى بينهما. و مؤخرا وجه رئيس الوزراء التايلاندى دعوة إلى الإمام الأكبر لزيارة تايلاند ضيفاً على الحكومة التايلاندية. وآمل أن يتمكن الإمام الأكبر من زيارة تايلاند فى المستقبل القريب.

فى ظل التغيرات المناخية التى يشهدها العالم تستضيف مصر قمة المناخ نوفمبر القادم .. كيف ترى دور مصر فى مواجهة تلك الأزمة ؟

لقد هنأت مصر بمجرد أن علمت أنه قد تم اختيارها لاستضافة قمة المناخ لعام 2022 وأنا على يقين من أن القمة ستكون ناجحة تحت قيادة مصر.

مصر تلعب دورًا رائدًا فى المنطقة والشرق الأوسط وتعمل بجد لتعزيز التعاون فى هذا المجال مع العديد من الدول الرائدة و وزير الخارجية سامح شكرى يجوب العالم للتحدث مع نظرائه حول كيفية ضمان نجاح القمة و يكون لها نتائج ملموسة.

لقد رأيت الكثير من السياسات الخضراء التى أعلنت عنها الحكومة المصرية مثل الإستراتيجية الوطنية للتغير المناخى ، والإستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة ، وإصدار السندات الخضراء ، بهدف الحصول على 42٪ من توليد الطاقة بالاعتماد على الطاقة المتجددة فى عام 2035 ، رأيت رحلة مصر للطيران الصديقة للبيئة، بما فى ذلك إطلاق مشروع المدينة الخضراء فى شرم الشيخ كمقر لاستضافة القمة تلك هى الأدوار القيادية والبارزة لمصر بصفتها مضيفة للقمة.

من وجهة نظرك ما هى الاتفاقيات التى نحتاجها لتعزيز التعاون بين البلدين ؟

فى الواقع، وقع الجانبان بالفعل 11 اتفاقية فى العديد من المجالات، ولدينا 17 اتفاقية معلقة وهى مهمة، منها اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لحاملى جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية، واتفاقية خاصة بالاستثمار، وأخرى بالمصايد السمكية.

تايلاند من الدول الرائدة فى إنتاج السيارات ومع إطلاق مصر استراتيجية توطين صناعة السيارات.. هل هناك تعاون بين البلدين لتبادل الخبرات؟

يمكن أن يكون هذا المجال من الاهتمامات المشتركة بين تايلاند ومصر فى المستقبل القريب، فمعظم العمال التايلانديين فى صناعة السيارات هم عمالة عالية المهارة ومدربون جيدًا. ويمكننا تبادل الخبرات والتجارب فى هذا الشأن ، علاوة على ذلك، لدينا صناعات أخرى تتعلق بصناعات السيارات مثل قطع غيار السيارات لأنواع كثيرة من المركبات..

اخترعها أو أنتجها رواد أعمال تايلانديون.

تعد المعدات الكهربائية والإلكترونية أكبر قطاع تصدير فى تايلاند .. فكيف نستفيد فى هذه المجالات لفتح استثمارات جديدة فى مصر؟

ينظر القطاع الحكومى التايلندى إلى مصر وأفريقيا باعتبارهما سوقًا جديدًا للاستثمار ومع ذلك، يفضل معظم المستثمرين التايلانديين والقطاع الخاص البقاء فى مناطق الراحة الخاصة بهم فى آسيا لأنهم قد يكونون على دراية بالبيئة والثقافة والممارسات الآسيوية وبالفعل تم الترتيب لمجموعة من طلاب كلية الدفاع وكبار المسئولين العسكريين والأساتذة والعديد من الرؤساء التنفيذيين للقطاع الخاص التايلاندى لزيارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والهيئة العربية للتصنيع لاستكشاف فرص التجارة والاستثمار فى مصر .

فى الوقت نفسه، يعمل المكتب التجارى التايلندى بالقاهرة على تزويد رواد الأعمال والمستثمرين التايلانديين بمعلومات حول الاستثمار فى مصر ويوجد بعض المستثمرين التايلانديين فى مجالات الطاقة المتجددة والمنسوجات والزراعة وتربية الأحياء المائية وصناعة السكر يعربون عن اهتمامهم بالاستثمار فى مصر.

بمناسبة الذكرى ال55 لرابطة «الآسيان» ، حدثنا عن أهداف الرابطة .. وكيف يمكنها التعاون مع مصر؟

فى البداية اسمحوا لى أن أعرفكم على «الآسيان» وهى مجموعة إقليمية تتألف من 10 دول فى منطقة جنوب شرق آسيا، وهى (بروناى دار السلام وماليزيا وإندونيسيا والفلبين وتايلاند وميانمار ولاوس وفيتنام وسنغافورة وكمبوديا) و تأسست الرابطة عام 1967 و كان الهدف الأول فى ذلك الوقت هو احتواء انتشار الشيوعية أو الاشتراكية وهى تضم مجموعة متنوعة من الدول لها نظام سياسى واقتصادى مختلف وعرقيات وديانات وثقافة ولغة مختلفة ، وغيرها لكن نحن الآن تحت عائلة واحدة « الآسيان».أما فى الوقت الحاضر فأهدافنا هى تعزيز التعاون الأمنى والاقتصادى والثقافى.

فيما يتعلق بالتعاون مع مصر وقعت مصر معاهدة آسيان للصداقة والتعاون فى سبتمبر 2016.

الآسيان هى خامس أكبر اقتصاد فى العالم ،كما تلعب أيضًا دورًا مركزيًا فى التكامل الاقتصادى الآسيوى لذا يمكن أن تكون الآسيان بوابة اقتصادية إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمصر.

من حيث التعليم والثقافة ، مصر هى وجهة لطلاب الآسيان لدراسة الإسلام الوسطى. لذلك يمكن للجانبين توسيع مجال التعاون من خلال تشجيع تبادل الطلاب بين أعضاء الآسيان ومصر ، وإنشاء مؤسسات صديقة أو تبادل الأنشطة الثقافية لتعزيز الاتصال بين الشعبين.

العالم يواجه أزمات اقتصادية متتالية فى الآونة الأخيرة بسبب جائحة كورونا إلى الحرب الروسية الأوكرانية .. كيف واجهت الرابطة تلك الأزمات؟

بالطبع ، أثرت هذه الأزمات على العالم بأسره خاصة الاقتصاد العالمى بما فى ذلك دول الآسيان ...

خلال كورونا ، استجابت الآسيان بشكل جماعى للتعامل مع الوباء وإنشاء صناديق استجابة لمواجهة كورونا و الآن نواجه آثار الحرب الروسية - الأوكرانية وأدى ذلك إلى قيام بعض الدول الأعضاء بإصدار بعض الإجراءات المالية والاقتصادية لمعالجة آثار الأزمة.

بصفتك الرئيس الحالى للجنة الآسيان فى القاهرة كيف تأمل فى رفع الوعى ب «الآسيان» بين أفراد المجتمع المصرى؟

فى القاهرة 9 من أصل 10 دول أعضاء فى الآسيان لديها سفارات هنا وهذا يعكس كيف تنظر الآسيان إلى أهمية مصر ، و فى مارس العام الماضى قام سامح شكرى وزير الخارجية بزيارة بعض الدول الأعضاء فى الرابطة و تخطط لجنة الآسيان فى القاهرة لرفع مستوى الوعى بالآسيان لدى الجمهور المصرى لأننا اكتشفنا أن بعض الناس يخلطون بين كل ما هو متعلق بآسيا وبين ما هو متعلق برابطة دول جنوب شرق آسيا.

أعتقد أنه فى المستقبل القريب يمكننا تنظيم ندوات حول الآسيان فى إحدى جامعات القاهرة حتى يعرف الطلاب والأكاديميون المزيد عن الآسيان ، كما نخطط لتنظيم مهرجانات للترويج لثقافتنا المختلفة وطعامنا واستعراضاتنا الثقافية المختلفة فى القاهرة، ربما فى العام المقبل.

تعد تايلاند من الوجهات السياحية العالمية المفضلة لكثير من المصريين .. ما هى أفضل الأماكن السياحية التى تنصح بزيارتها؟