المحتوى الرئيسى

أكبر ثيران «دلال ستريت».. الملياردير الهندي راكيش جونجونوالا يرحل في صمت

08/15 17:25

جونجونوالا جسّد قصة صعود الهند، بالصعود من الطبقة المتوسطة إلى طبقة المليارديرات، فضلًا عن دوره في تعزيز نمو الأسواق المالية المحلية.

ودعت الهند، أمس الأحد 14 أغسطس 2022، أشهر مستثمر في سوق الأسهم المحلية، الملياردير راكيش جونجونوالا.

والرجل تلقبه وسائل الإعلام المحلية بـ”وارن بافيت الهند”، نظرًا لحجم استثماراته الضخم في سوق الأسهم، ومهارته الفائقة في اقتناص الأسهم الرابحة، وتوفي جونجونوالا عن عمر ناهز 62 عامًا، في مستشفى براش كاندي في مومباي على إثر سكتة قلبية مفاجئة.

توفي جونجونوالا الذي كان يعاني من أمراض في القلب والكلى، صباح الأحد، تاركًا خلفه زوجة و3 أبناء، وثروة تقدر بنحو 5.8 مليار دولار وحصص في 30 من أبرز شركات الهند المدرجة في سوق الأسهم، أبرزها “تيتان” لصناعة الساعات و”تاتا موتورز” و”تاتا كوميونيكيشنز”، وفق مجلة “فوربس”.

وولد الملياردير العصامي عام 1960 في ولاية راجاستان الهندية، لأسرة من الطبقة المتوسطة، وبدأ الاستثمار في سوق الأسهم مبكرًا في أثنار دراسته بكلية التجارة في مومباي التي تخرج منها محاسبًا قانونيًّا، وعندما بدأ الاستثمار في بورصة مومباي عام 1985 بمبلغ 100 دولار، كان مؤشرها العام يتداول عند مستويات 150 نقطة، أما الآن فيتجاوز 59 ألف نقطة.

مسار صعود ثروة راكيش جونجونوالا

اشتهر جونجونوالا برهاناته الرابحة في سوق الأسهم التي من بينها وأشهرها استثماره في أسهم شركة “سيسا جوا” لتصدير الحديد في أواخر الثمانينيات، عندما اشترى الأسهم عند مستويات 60-65 روبية، وباعها بسعر 2200 روبية أي نحو 27.7 دولار، وأسس لاحقًا شركة “راي انتربرايزس” لتحمل أول حرفين من اسمه واسم زوجته، وفق “رويترز”.

وخلال العام الماضي، خاض آخر مغامراته في قطاع لا يزال يتعافى من تداعيات كوفيد-19، باستثماره نحو 35 مليون دولار لشراء 40% من شركة الطيران منخفضة التكلفة “أكاسا” التي دشنت رحلتها الافتتاحية، الأحد الماضي، بحضور جونجونوالا الذي شوهد على كرسي متحرك إلى جوار الرئيس التنفيذي السابق لشركة “جيت أيرويز”، فيناي دوبي، ورئيس شركة “انديا جو” السابق، أديتيا جوش.

blank

اشتهر جونجونوالا بمهارته الخاصة في الاستثمار في الأسهم الرابحة والبصيرة الثاقبة حيال الشركات التي يمكن الرهان عليها، لذا أُطلق عليه ألقابٌ عدة، مثل أكبر ثيران دلال ستريت أو بورصة مومباي و”وارن بافيت الهند”، لكنه لم يفضل المقارنة بينه وبين الملياردير الأمريكي الشهير، وقال قبل عقد من الزمان لـرويترز: “أنا لست استنساخًا لأي شخص أنا راكيش جونجهونوالا”.

وبحسب تصريحات سابقة له، استفاد جونجهونوالا من الإصلاحات التي أدت إلى تحرير اقتصاد الهند في 1991، ولعبت دورًا في قصة نجاحه، وقال المستثمر المخضرم في سوق الأسهم الهندية، أجاي باجا، في تصريح لـ”بي بي سي” إن جونجونوالا جسّد قصة صعود الهند، بالصعود من الطبقة المتوسطة إلى طبقة المليارديرات، فضلًا عن دوره في تعزيز نمو الأسواق المالية المحلية، وإيمانه بقدرات اقتصاد الهند.

تسابق السياسيون وقادة الشركات الهندية لتقديم التعازي لأسرة جونجونوالا، وكان في مقدمتهم رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، الذي كتب عبر حسابه على تويتر “راكيش جونجونوالا كان لا يقهر.. مليء بالحياة وذكي وصاحب بصيرة، وكان متحمسًا جدًّا لتقدم الهند.. ورحيله عن عالمنا أمر محزن”، في حين وصفه وزير المالية، نيرمالا سيثارامان، في تغريدة بـ”المستثمر المجازف والجريء”.

blank

وودعه زميل دراسته رئيس بنك “كوتاك ماهيندرا “، عدي كوتاك، قائلًا: “سنفتقدك يا راكيش.. كنت قادرًا على نحو مذهل على توقع مسار الأسهم”، في حين قال عنه رئيس مجلس إدارة “فيدانتا” الهندية، أنيل أغاروال “سيظل جونجهونوالا معروفًا إلى الأبد بالرجل الذي نشر الفهم العام لأسواق الأسهم”، واعتبر رئيس مجموعة “تاتا صنز”، ناتاراجان تشاندراسيكاران، وفاة جونجونوالا بـ”خسارة  لا تعوض”، وفق “تايمز أوف إنديا”.

blank

أصبح جونجونوالا مليارديرًا في العام 2008، وبحلول 2020 ظهر اسمه في “فوربس آسيا” لأبطال العمل الخيري، والآن يرحل تاركًا خلفه إرثًا من العمل الخيري تكلله مؤسسه خيرية باسمه، وتبرعات سخية ومنتظمة لصالح عدد من مؤسسات العمل الخيري والمجتمعي في الهند أبرزها مؤسسة” أجاستيا الدولية” المعنية بتعليم الأطفال الفقراء.

وقال مؤسس أجاستيا الدولية، رامجي راغافان، لـ”بي بي سي” إن راكيش كان حريصًا دائمًا على إحداث فرق اجتماعي إيجابي في الهند، وكان على استعداد للاستثمار بقدر كبير في التنمية الاجتماعية والتعليمية في البلاد، وقبل عامين أعرب الملياردير الراحل عن رغبته في التبرع بـ25% من ثروته لصالح العمل الخيري.

blank

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل