المحتوى الرئيسى

كاملة أبوذكرى لـ«المصرى اليوم» قبل تكريمها من «القاهرة السينمائي»: فكرت كثيرًا فى الاعتزال (حوار) | المصري اليوم

08/15 02:06

يمنح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، المخرجة كاملة أبوذكرى، جائزة فاتن حمامة للتميز، تقديرًا لما قدمته طوال مسيرتها الفنية التي انطلقت منذ تسعينيات القرن الماضى.. وقبل انطلاق هذا التكريم في دورة المهرجان المقبلة، حاورنا المخرجة كاملة أبوذكرى عن التكريم وعن المشوار الطويل وعن كواليس أعمالها، وعالم السوشيال ميديا، الذي وصفته بأنه «مخيف».. وإلى نص الحوار:

كاملة أبو ذكري: الجمهور أحب مسلسل «بـ100 وش» لأنه عمل حر

كاملة أبو ذكري: تكريمي من مهرجان القاهرة السينمائي «هدية ورسالة من الله»

كاملة أبو ذكري: فكرت في الاعتزال قبل تكريم مهرجان القاهرة السينمائي

■ بعد قرار مهرجان القاهرة السينمائى بتكريمك في دورته المقبلة، هل شعرت أن مشوارك ورحلتك مع الفن لم تذهب هدرًا؟

- بالتأكيد، شعرت أن مشوارى لم يذهب هدرًا، وأن رحلتى كانت تستأهل التعب والجهد والمعاناة، فأنا سعيدة بالجائزة جدًّا.

■ قلتِ في مداخلة تليفونية لأحد البرامج بعد إعلان التكريم، إنه مضت عليك لحظات الفترة الماضية فكرت فيها في الاعتزال، ما الذي يدفع مخرجة بهذه المكانة والتحقق لأن تفكر في هذا الأمر؟

- المجهود المرعب الذي أبذله ويؤثر على صحتى النفسية وحياتى بشكل عام، وبالفعل جاءتنى لحظات فكرت فيها في التوقف لأننى أرهقت من النظام الذي نعمل به، والضغط العصبى الذي نراه في تصوير أعمال رمضان، والكتابة على الهواء، ودخول التصوير في وقت متأخر جدًّا، فأصبحت حياتى عبارة عن سلسلة متواصلة من العمل، ومن بعد مسلسل «بـ 100 وش» بدأت أرهق صحيًّا ونفسيًّا، فهذه الشغلانة جعلتنى أشعر أن لدى 70 عامًا نتيجة الضغوط التي أراها، بالإضافة إلى أنك لا تجد تقديرًا معنويًّا من شخصيات داخل الصناعة للمجهود الذي تبذله، ففكرت أن بيتى وحياتى أولى بى بالتأكيد، لكن جاء تكريم مهرجان القاهرة السينمائى، وكأنها رسالة من الله لكى أستمر ولا أستسلم للإحباط.

■ ما حجم الضغوط التي تعرضت لها الفترة الماضية؟

- ضغوط عصبية ونفسية كما ذكرت لك، بالإضافة إلى أنك قد ترى شابًّا لديه 25 عامًا يصاب بحالة هبوط في الدورة الدموية نتيجة ضغوط التصوير اليومية، أو شابًّا لا يتحمل ظروف البرد والطقس السيئ، ناهيك على أنك لا تجد تقديرًا للمجهود الذي يبذل، فالضغط العصبى والنفسى الذي نتعرض له في منظومة العمل الرمضانى صعب جدًّا.

■ بعد تكريمك من مهرجان القاهرة السينمائى، هل أنت مشتاقة للعودة للسينما بشكل كبير؟

- أتمنى ولكن هل الموضوعات التي أحب تقديمها تصلح في المناخ السينمائى الحالى؟! فأنا لست مخرجة أكشن، فأنا أنتمى لسينما عاطف الطيب ومحمد خان وأسامة فوزى، عندما تتواجد تلك النوعية أتمنى أن أكون متواجدة، وأتمنى أن أعود للسينما بالأفلام التي أحب تقديمها.

■ بدأت مشوارك الفنى بالعمل مساعدة مخرج مع كبار المخرجين أمثال عاطف الطيب، نادر جلال، رضوان الكاشف، ما الذي تعلمته منهم على المستوى المهنى؟

- عاطف الطيب كان ساحرًا في توجيه الممثل، فأنا عملت معه وأنا لدىّ 16 عامًا، وكنت ألاحظ أن الممثل يمثل بطريقة ما وعندما يذهب إليه عاطف الطيب ويقول له شيئًا في أذنه يتحول إلى ممثل آخر، وعندما سألته ما الذي تقوله للممثل يحوله إلى هذا الأداء؟ قال لى إننى أقول لأى ممثل أن يكون طبيعيًا وألا يمثل، وتعلمت من نادر جلال تكنيك الإخراج، وكنت أحضر معه المونتاج، والمكساج، وكان يرحب بذلك بشدة، وتعلمت من محمد خان حب الشغلانة والشغف، وأن يكون لدىّ طموح مستمر دائمًا مهما وصلت إلى أي درجة نجاح.

■ من خلال قراءتى مشوارك، أشعر أنك تفضلين تقديم كل الأنواع الدرامية ولا تفضلين أن تُحسبى على نوع درامى معين، هل هذا صحيح؟

- بالتأكيد، فأنا لست مخرجة للمرأة، أنا مخرجة وقدمت أفلامًا تدور حول رجال، مثل فيلم «ملك وكتابة»، وفيلم «سنة أولى نصب»، وفيلم «عن العشق والهوى»، مسلسل «واحة الغروب»، فأنا أرفض تصنيفى مخرجة للمرأة، وأشعر أنه تصنيف قاصر جدًّا ولكن هناك أوقات تأتى لى موضوعات وتدور حكايتها حول المرأة فالموضوع قدر في النهاية.

■ هل صراحتك والتزامك ومبادئك تسبب لك مشاكل أحيانًا؟

- بالتأكيد، فأنا تم محاربتى بشكل كبير جدًّا، والبعض قد يرانى «دمى تقيل»، والبعض أراد أن أجلس في المنزل، ومن شخصيات لها نفوذ وعلاقات، ولكننى كنت لا أخشى وأترك كل أمورى على ربنا، وإيمانى بربنا هو الذي كان يثبتنى دائمًا، فأنا ومحمد ياسين تربينا على يد أساتذة كبار، فعندما حاولنا تطبيق ما تعلمناه منهم، اعتقد البعض أن دمنا ثقيل لكن ربنا كبير في النهاية.

■ على الرغم من ظروف العمل الرمضانى وضغوط التصوير، هل أنت من نوعية المخرجين التي تفضل أن تأخذ وقتها في التصوير قدر الإمكان؟

- طوال الوقت أضغط نفسى، فمسلسل «ذات» هو العمل الوحيد الذي عملت عليه بشكل آدمى لكن الباقى أصور 12 ساعة، ثم أذهب للمونتاج وأجلس فيه 7 ساعات لكى أسلم الحلقة، ثم أذهب بعدها لقراءة الحلقة التي ستصور، وهكذا، فمسلسل «ذات» هو العمل الوحيد الذي أخذت راحتى فيه في التصوير والمونتاج، أما بقية الأعمال فضغط مرعب.

■ هناك اعتقاد موجود في الوسط حاليًّا أن تميز المخرج الأول يأتى من الصورة المميزة التي يقدمها، ما رأيك في هذا المفهوم؟

- الصورة جزء من عمل المخرج لكنها جزء من أجزاء كثيرة، فأوقات أشاهد فيلمًا، وأشعر كأننى أشاهد إعلانًا طويلًا، وأسأل نفسى: «لماذا كل حركات الكاميرا غير المبررة هذه؟» وأوقات نشاهد أفلامًا عظيمة ولا نشعر بالمخرج، لأنه لم يفرض عضلاته على المشاهد، وأسوأ أنواع الإخراج من وجهة نظرى أن ألاحظ كمتفرجة استعراض المخرج عضلاته في التكنيك والتصوير بشكل مبالغ فيه، الأساس بالنسبة لى هو السيناريو والشخصيات والتمثيل، التكنيك والصورة آخر شىء، وأى شخص يستطيع تعلمهما بسهولة بالمناسبة، فأنا أميل للمخرج الذي يوصل لى الإحساس بشكل طبيعى غير متكلف.

■ هل السوشيال ميديا جعلت الجمهور والناس عمومًا أكثر حدة وشراسة؟

- السوشيال ميديا عالم كريه ومخيف، فأنا أسأل نفسى دائمًا كل الناس السيئة العصبية الحادة المتنمرة أين هم في الواقع؟ فأنا لم أرهم قديمًا، كيف ظهروا بهذه السرعة والقسوة؟، فهناك حالة من القسوة والتحفز ومحاولة هدم النجوم في مجالات مختلفة باستمرار، ناهيك عن الإرهاب الفكرى، فالفيسبوك تحديدًا أصبح شيئًا مخيفًا، وأشعر أحيانًا أن هناك كيانًا أكبر هو الذي صنع هذا الشىء ليصدر لنا حالة الكراهية والعنف الفكرى المستمر أمامنا يوميًّا على السوشيال ميديا.

■ هل تأثرت شخصيًّا بحالة العنف والكراهية الموجودة على السوشيال ميديا؟

- أحيانًا أكتب بعض المنشورات فيها حدة وشراسة لأننى أتأثر بالطبع بالمناخ الموجود بداخله، وأوقات أفكر في إغلاق حسابى على الفيسبوك لكننى قد أضطر لفتحه لظروف ظهور العمل، ومتابعة ردود الأفعال، وأوقات أخرى أتمنى إغلاق كافة حساباتى على السوشيال ميديا.

■ هل المجتمع لديه هوس برداء المرأة؟

- هناك شخصيات مريضة بالطبع يبررون جريمة قتل بشعة لرداء الفتاة مثلما حدث في حادث نيرة أشرف، هناك خلل وأشياء غير طبيعية، قديمًا عندما كانت تحدث جريمة كنت أشعر أن المجتمع كله ضد الجريمة، حاليًّا هناك شخصيات يعيشون معنا ويبررون الجريمة باسم الدين، يسبون ويهاجمون الفنانين باسم الدين، وهذا لا يمت للدين بصلة، وللأسف هؤلاء الأشخاص تسببوا في حالة تشوش لدى بعض الناس نتيجة خطابهم الكريه، وأتمنى أن نعود لعصر ما قبل السوشيال ميديا.

■ هل نحن نعيش ما بين عالمين، عالم السوشيال ميديا وعالم الواقع الحقيقى؟

- داخل السوشيال ميديا ستجد عالمًا قاسيًا وكريهًا ومقبضًا، وعندما تنزل إلى الشارع تجد الأمر مختلفًا، المصريون يحبون الحياة بحق، وهو ما انطبق في ردود الأفعال على مسلسل «بـ100 وش»، وجدت الناس في الشارع يدعون للعصابة أن يتموا عملياتهم بخير، فالناس أحبت المسلسل، لأننا كنا «متكلبشين بقالنا فترة» في الحديث المستمر حول الأسرة المصرية وعاداتها وأخلاقها، فعندما جاء عمل حر الجمهور أحبه وأقبل عليه بهذه الصورة التي حدثت مع «بـ 100 وش»، فالموجودون على السوشيال ميديا ناس والموجودون في الواقع ناس آخرون.

■ هل تؤيدين مبدأ المنع والمصادرة الذي تقوم به بعض الجهات والنقابات؟

- لا بالطبع، وإذا قصدت مطربى المهرجانات فهم يعبرون عن مجتمع معين، وحققوا نجاحًا، لماذا التضييق عليهم؟ فكل الطبقات أصبحت تستمع لأغانى المهرجانات حاليًّا، يجب على الجهة الرقابية أن تدرس وتحلل أسباب نجاحهم، وقد توقفهم عن العمل لكنها لن تستطيع إيقاف نجاحهم، ونفس الأمر مع مطربى الراب، فالحديث الدائم عن احترام أخلاقيات الأسرة المصرية «ضحك على الذقون» في رأيى، فالأسرة المصرية تحب الجديد دائمًا وليس القديم أو المتحجر، فالمصريون يحبون الحياة، لكن السيئ هو الذي يظهر دائمًا.

■ تعرضت لهجوم شديد عند تقديمك مسلسل «بطلوع الروح»، كيف تفسرين ذلك الهجوم؟

- من يدافع عن إرهابى فهو إرهابى مثله، ولا يهمنى رأيه تمامًا، فمن يدافعون عن الجماعات التي تتخذ من الدين ستارًا للقتل والوحشية، لا يهمنى رأيهم ولا هجومهم تمامًا، وكنت متوقعة ذلك الهجوم بالطبع.

■ هل هناك حالة كراهية للنجاح والنماذج الناجحة حاليًّا؟

- عندما كنت أقوم بتحضير مسلسل «بطلوع الروح» شاهدت مقطع فيديو لأحد المنضمين لـ«داعش» يقول: «أنا لا أحب أضحك ولا أحب الحياة»، وهذا موجود عند الكثيرين حاليًّا للأسف.

■ هل هناك محافظون داخل الوسط الفنى، أشخاص يحرمون الفن ويعتبرونه مهنة غير أخلاقية؟

- هناك حالة مجاهرة بالتدين عند البعض، يفتخرون بتقديم أعمال «حلال»، فهل هم يقدمون «أعمال حلال» ونحن نقدم «أعمال حرام»؟! فـ«شادية» هي النموذج الأمثل بالنسبة لى، اعتزلت في صمت ولم تتنكر لأعمالها السابقة.

■ هل مستوى مسلسلات المنصات تجاوز مستوى المسلسلات الرمضانية؟

- نعم، لأن هناك تحضيرًا جيدًا، يأخذون وقتهم في السيناريو والتصوير والمونتاج فيقدمون محتوى أفضل، وطول ما نحن سائرون في هذا النظام، 30 حلقة تكتب وتصور على الهواء سنعود للوراء، والمنصات ستتجاوزنا، لكن المنصات قائمة على الفن والفنانين المصريين وهذا شىء جيد بالتأكيد.

■ هل من الممكن أن يأتى وقت تتفرغين فيه لتقديم مسلسلات للمنصات؟

- ولائى الأول والأخير للسينما المصرية والتليفزيون المصرى، لو لدىّ عملان في نفس الوقت، سأختار مسلسل بلدى بالتأكيد، وهذا شىء في وجدانى ولا أستطيع أن أضحك على نفسى، وعلى الرغم من دخول المنصات إلى حياتنا بشكل كبير فإن الجمهور المصرى ما زال يشاهد التليفزيون المصرى بصورة كبيرة.

■ هل تجربة تصوير «بطلوع الروح» من أصعب التجارب التي مرت عليك؟

- بالطبع، صورنا المسلسل في شهرين بكل الانفجارات والمجاميع والكوارث التي كنا فيها، ناهيك عن موضوع المسلسل والغربة بعيدًا عن أهلك ووطنك. فكل من صوّر المسلسل ما زال يتعافى من تجربة «بطلوع الروح» حتى الآن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل