المحتوى الرئيسى

دعوات لإحياء «طريق الحج» القديم | المصري اليوم

08/15 01:29

يُعتبر طريق قفط- القصير، (طريق الحجاج، الحجاز) من أقدم الطرق فى التاريخ، وكان يمر به كبرى القوافل التجارية بمختلف العصور، حيث يربط ما بين محافظتى البحر الأحمر وقنا طريقان رئيسيان، هما طريق قنا- سفاجا والطريق القديم (قفط- القصير)، الذى يبدأ من قرية الكلاحين الحاجز بمركز قفط بمحافظة قنا، وصولًا إلى مدينة القصير وسط البحر الأحمر.

مطالب بازدواج طريقى «القصير- قفط» و«مرسى علم- إدفو»

شركات السياحة تشعل أزمة داخل الوزارة.. وخلافات بين «القديمة» و«الجديدة» على «الحج والعمرة»

طريق قفط - القصير

ويُعد ذلك الطريق من أقدم الطرق فى التاريخ، واستخدمه الفراعنة وصولًا إلى البحر، ومرت به كبرى القوافل التجارية؛ سواء فى العصور الفرعونية أو الرومانية أو الإسلامية والعربية وغيرها، وعُرف بطريق الحج لمرور قوافل الحجاج المصريين عليه قديمًا.

وأُطلق عليه «طريق قدس الأقداس» و«طريق الإله» و«الطريق إلى بلاد بونت» و«طريق الحجيج القديم»، وينتهى إلى الأراضى المقدسة، وحاليًا يسمى طريق القصيرـ قفط.

ويُعتبر الطريق من أقدم الدروب، وقد وفد إليه المصريون القدماء إلى منطقة الفواخير، وبرعوا فى استخراج معدن الذهب، وأُقيم على هذا الطريق مصنع لإنتاج خام الذهب وتصنيعه حليًّا لنسائهم ولتزيين المعابد، واستغله الرومانيون، خاصة لتركيباته الجيولوجية، وتحديدًا فى المسافة التى تربط مدينة قفط بقنا والقصير على ساحل البحر الأحمر، وتحتوى الصخور الجانبية للطريق على نحو ألفى نقش أثرى ولوحات لبعض ملوك الفراعنة، وتوجد على طريق القصير- قفط قرية رومانية، بجوارها «حمامات الملكة كليوباترا»، التى كانت تفد إلى هذا المكان، إضافة إلى وجود 14 برجًا على قمم الجبال على جانبى الطريق، كانت تُستخدم للمراقبة وتأمين القوافل التجارية ودليلًا خلال الرحلات بين مصر وبلاد بونت وشبه الجزيرة العربية، ويضم الطريق مناطق أثرية، (6 محطات رومانية)، كانت تُستخدم كاستراحات.

دعوات لإحياء «طريق الحج» القديم

ويقول الأثرى أيمن هندى، مدير منطقة آثار قنا، إن طريق قفط- القصير من أقصر الطرق من مصر إلى البحر الأحمر، وقد استُغل فى التجارة والتحجير منذ أقدم العصور، ويرجع تاريخ التحجير إلى الأسرات الأولى المبكرة، وقد احتوى الطريق على محطات وحصون ترجع إلى نهاية القرن الثالث الميلادى وبداية القرن الرابع، عدا حصن قصر البنات، الذى يرجع إلى القرن الأول الميلادى، مشيرًا إلى أن هناك شواهد أثرية تدل على أن الطريق كان مقصدًا للبعثات التجارية والبعثات المسؤولة عن جلب الأحجار.

دعوات لإحياء «طريق الحج» القديم .. استخدمه الفراعنة وكان ممرا للقوافل التجارية

وأوضح «هندى» أن الدولة الرومانية شيّدت مجموعة من الحصون أو المحطات للحماية على طريق قفط- القصير؛ منها حصن البنات وحصن «الموية»، مشيرًا إلى أنه كانت للطريق أهمية كبرى فى عصور الإسلام الأولى، حيث كان طريقًا لحجاج بيت الله إلى الكعبة المشرفة، لافتًا إلى أن هناك مقترحًا بشأن تطوير الطريق؛ يتمثل فى استخدام الطريق فى الوقت الحالى، ودعمه بالخدمات الأمنية والخدمات اللازمة للسفر وترميم المحطات الرومانية الموجودة بالطريق، إضافة إلى إنشاء قرى سياحية أو استراحات بالقرب من المحطات الرومانية حتى يتمكن الزائر من رؤية الأماكن السياحية أثناء مروره، بالإضافة إلى وضع شاشات عرض على الطرق توضح وتعرض مناظر للمحطات الرومانية، مع عمل مجسمات توضح عملية نقل الأحجار، التى كان يقوم بها المصرى القديم.

دعوات لإحياء «طريق الحج» القديم .. استخدمه الفراعنة وكان ممرا للقوافل التجارية

وأضاف «هندى» أن أعمال الترميم أُعدت لها خطة عمل مستقبلية، وكذا مناجم الذهب فى منطقة الفواخير، ونرى ذلك عبر النقوش الموجودة بمنطقة الفواخير، وعمل البعثات الأجنبية على طول الطريق فى مناطق المويح والزرقا والفواخير نظرًا لأهمية الطريق والمحطات والحصون لتأمين الطريق وإقامة لعمال المحاجر.

ويرى الدكتور محمد أبوالفضل بدران، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة، الحائز جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، أن هذا الطريق يُعد من أقدم الطرق فى مصر وإفريقيا، ويربط بين نهر النيل والبحر الأحمر، وكان من الطرق الرئيسية لحجاج بيت الله الحرام المصريين والأفارقة وبلاد المغرب العربى، الذين كانوا يتجمعون فى قوص وقفط، وكانوا يأتون بواسطة سفن عبر النيل، أو بالجِمال، ثم يشقون هذا الطريق حتى ميناء عيذاب قرب القصير، ليبحروا نحو ميناء ضبا قرب جدة، وقد تكونت مجتمعات عمرانية على جانبى الطريق، وإن كان عدد سكانها قليلًا.

دعوات لإحياء «طريق الحج» القديم

وأشار «بدران» إلى أن وجود رسومات جدارية قديمة فى كهوف بوادى الحمامات وغيره يؤكد وجود حضارة قديمة فى هذا الطريق، مع مرور هذا الطريق بوادى الذهب، ما يوجب على الدولة استكشاف الذهب، الذى كان يُنقل بآلاف الجنود إلى العاصمة قديمًا، لافتًا إلى أن المثلث الذهبى سوف يوسع هذا الطريق ويعمل على ازدواجه وإنارته بالطاقة الشمسية، وأتمنى أن تتجه بحوث الجامعات ومعاهد البحوث العلمية إلى دراسة هذه المنطقة الغنية بالمعادن، وأن تُدرج فى الخارطة السياحية، وأن يشملها القطار فائق السرعة (قنا- قفط- القصير) لينتقل الناس من الوادى إلى البحر وما بينهما.

وذكر أمير الصراف، باحث فى شؤون الصعيد، أن طريق الحج القديم له خصوصية فريدة، كونه يجمع تراكمات حضارية عبر التاريخ المصرى، فتاريخه الضارب فى القدم حتى الحقبة الفرعونية إلى أن أصبح دربًا للحج إلى مكة يجعله موقعًا مميزًا للزيارة إذا أُبرزت هذه التراكمات الحضارية من شواهد أو أطلال أثرية ومبانٍ قديمة كاستراحات الحجاج.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل