المحتوى الرئيسى

تحذيرات بيطرية من عودة المزارعين للمكامير لإنتاج أعلاف الماشية

08/08 00:20

معهد بحوث الحيوان: أنواع من المكامير تتسبب فى إصابة الحيوانات بأمراض خطيرة عند استخدامها لفترات طويلة

تسبب ارتفاع أسعار أعلاف الماشية فى الفترة الأخيرة، نتيجة لتوقف سلاسل الإمدادات بسبب أزمة جائحة كورونا من جهة وتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا من جهة أخرى، إلى لجوء المزارعين فى بعض المحافظات إلى استخدام أساليب وطرق قديمة كانوا قد توقفوا عن استخدامها لتوفير العلف لمواشيهم، وكانت سببا فى تفاقم المشكلات الصحية للماشية وإصابتها بأمراض خطيرة.

من بين هذه الطرق القديمة «المكامير»، وهى عبارة عن حفرة فى باطن الأرض كان يتم فى السابق وضع الأطعمة بها بطريقة معينة لتسوية الطعام بها قبل اختراع الأفران والتعامل وتطور العمل مع الوقت حتى أصبحت مصدرا لإعداد الأعلاف.

تقوم فكرة استخدام المكمورة فى إنتاج العلف على استخدام عيدان الذرة الخضراء منزوعة «كيزان الذرة» ثم فرمها داخل مفارم دراسات القمح، ثم وضعها داخل حفرة بعمق مترين ثم إنزال كميات الذرة المفرومة مضافا إليها سماد «اليوريا» المستخدم فى الزراعات. ويتم تغطيتها بأكياس من البلاستيك المقوى وردمه بكميات كبيرة من الغبار من أجل إتمام عملية التخمر والتى تستمر لمدة ٣ شهور، يقوم بعدها الفلاح باستخراج الكميات التى يحتاجها لسد احتياج مواشيه.

محمد مدبولى مزارع أوضح أن ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل جنونى وتخطى سعر الطن أخيرا ٧ آلاف جنيه، دفعهم إلى «درس» محصول الذرة وتخزينه واستخدامه كعلف بديل للمواشى خاصة أن سعره أرخص مقارنة بسعر العلف الجاف والمتعارف عليه فى الأسواق باسم «السيلاج» أو المكمورة، حيث يصل سعر 5 كيلوات منه لسعر كيلو واحد من الأعلاف الجافة، خاصة أن غالبيتها مغشوشة ولا تحقق نفس النتيجة.

حسين أحمد، صاحب إحدى المزارع بقرية ميدوم شمال غرب محافظة بنى سويف، قال إنه يعتمد فى غذاء المواشى على الأعلاف الجافة بنسبة 100% فى الوقت الحالى ما يسبب لهم خسائر فادحة بسبب ارتفاع سعر كيلو الأعلاف الجافة مقارنة بسعر كيلو اللبن، فقبل 5 سنوات سعر كيلو العلف الجاف كان لا يتخطى الـ٤٠ % من سعر كيلو اللبن، أما اليوم فكيلو اللبن بـ ٨ جنيهات، بينما كيلو العلف الجاف تخطى سعره الـ١٠ جنيهات، ما دفع الفلاح والمربى الصغير للاعتماد على مواد غذائية أخرى بديلة تكون وسائل مساعدة فى توفير غذاء متكامل للحيوان بتكلفة أقل.

وتابع: «الفلاح وجد ضالته فى استخدام السيلاج كعلف حيوانى، إلى جانب الأعلاف الأخرى، ولكن اعتماده على السيلاج أصبح يتخطى نسبة الـ80% من علف الحيوان، معللا ذلك بقوله بدون السيلاج كانت بيوت أصحاب تربية المواشى وإنتاج الألبان ومشتقاته خربت، خاصة المزارع الصغيرة»، لافتا إلى أن السيلاج تتوافر فيه عناصر غذائية لا تتوافر فى الأعلاف العادية.

«الشروق» استطلعت آراء المختصين فى مجال الطب البيطرى وكذا الطب البشرى لبيان مخاطر تصنيع المكامير من قبل الفلاحين ومربى الماشية على الصحة العامة.

يوضح الدكتور خالد شقير، المدير بمعهد بحوث صحة الحيوان، أن هذا العلف حال تناوله الحيوان يصاب بإسهال يصيب الأبقار والجاموس فضلا عن توقف بطن الحيوان، والإضرار بمناعة الجسم بالكامل ما يسبب فى تعرضه لأخطار بكتيرية، مشيرا إلى ان هذا النوع من العفن يدخل جسم الحيوان ويخرج فى الألبان بالاضافة إلى أن هذا العفن يؤدى إلى إضرار الأجنة التى تتغذى فى رحم أمهاتها أو على ثديها، ما يسبب إلحاق ضرر كامل للثروة الحيوانية حال كون الفلاح يستخدمه مع جميع الحيوانات التى يقوم بتربيتها.

وأكد شقير أن معهد بحوث صحة الحيوان لا يتأخر عن فحص الحيوان وأيضا صلاحية المياه وتوعية المربين بالمخاطر المترتبة على تلك الممارسات الضارة بالماشية، محذرا من وجود احتمالات وجود أنواع من المكمورات يتسبب فى إصابة الإنسان بالسرطان عند استخدامه لفترات طويلة، نظرا لتخمر هذه الأعلاف بطرق غير صحية، وعدم اتباع القواعد المعترف بها طبيا فى هذا التصنيع.

فى السياق ذاته، يشير محمد قرنى مدير عام الطب البيطرى إلى أن استخدام السيلاج فى النظام الغذائى للأبقار قد يحتوى على مجموعة متنوعة من السموم الفطرية، حيث أظهرت عدة دراسات أجريت عام 2019 على أكثر من 2100 عينة فى 86 دولة أن 75% من العينات كانت ملوثة بأكثر من نوع من السموم الفطرية.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل