المحتوى الرئيسى

العاشق الذي قتله الحب.. القصة الكاملة لمقتل شاب على يد أهل حبيبته

08/07 18:02

يظل الحب من أشد الفتن على النفس، حينما يتعلق شاب بفتاة، أو تتعلق فتاة بشاب، ويصل الأمر حال عدم زواجهما، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد وكفى وإنما يتطور الأمر ويصل إلى حد ارتكاب جريمة يذهب ضحيتها شاب كل ذنبه أن قلبه تعلق بـفتاة، نعم صدق أحد أئمة الشعر والأدب الذين قلما جاد بهم الزمان؛ وهو الشاعر العربي العراقي عبد الملك الاصمعي حين قال مقولته الشهيرة، «ومن الحب ما قتل».. فتحولت إلى شعار ومثل وعبارة يُرددها العوام دومًا حين يتعلق الأمر بوفاة أو مقتل أحدهم جراء السير خلف قلبه؛ إلا أن ضحية قضية الساعة في محافظة الشرقية لم يكُن ذنبه الوحيد أنه يُحب وأنه يسير خلف قلبه وحسبَّ؛ لكن الذنب الأكبر أن أهل حبيبته كانوا والسوء سواء، كادوا له وتربصوا به حتى أنهوا حياته في رواية أقرب ما تكون إلى التراجيديا؛ بعدما رفضوه ووافقوا عليه ثم أخبروه أن هناك منافسًا من أقارب ابنتهم وأن شقيقها يميل إلى الموافقة عليه، لكن الأمر بحاجة إلى حضوره، وحين حضر كانت الطامة الكبرى ونهايته.

لم يدر «محمد أحمد بدران»، الشاب الوسيم الذي تخطت أعوامه الثلاثة والثلاثين ربيعًا، أن الكلمة ذات الحرفين ستكون سببًا في نهايته، وأن دقات قلبه للإنسانة التي أرادها شريكةً لحياته ستكون هي طريقه إلى الهلاك والموت، وأن حبه ذاك سيمنعه حتى من التفكير مجرد التفكير في غدر أهل حبيبته وكيدهم له؛ إذ ساق الحظ العثر الشاب ليلقى حتفه في أتعس أيام حياته، بعدما ذهب إلى نهايته بإرادته وبتحريض من والدة حبيبته، ما الذي كان يمنع لو تم رفضه أو حتى طرده دون هذه النهاية التي تحمل في طياتها كل معاني الغدر والخسة.

نهاية الأسبوع الماضي، وفي ساعة من مساء الأربعاء، كانت نهاية القصة والرواية؛ إذ ذهب المجني عليه يحدوه الأمل إلى منزل حبيبته بعدما هاتفته والدتها تُخبره بأن ابنتها في حالة نفسية سيئة ترفض أن ترتبط بغيره، وأنها حتمًا بحاجة إلى وجوده وحديثه مع ابنتها لأجل أن يُزيل الهم والحزن من قلبها فرؤياه يسعد قلبها، ليذهب الشاب من فوره قاصدًا بيت محبوبته، لكن ما هي إلا أمتار قليلة قطعها في الطريق المؤدي إلى المنزل حتى فوجئ بكمين قد أعده له شقيق حبيبته وابن عمها، وهناك راح الاثنان يوثقانه ويضربانه بالعصي والشوم، ولم يُزده الضرب سوى إصرارًا على نيته الطيبة التي أعلن عنها صراحةً آنذاك: «مهما تعملوا بحبها وبتحبني وهنبقى لبعض».

ليت محمد انصرف من أمامهما واطلق لساقيه الريح، ليته قال لهما؛ «سوف ابتعد عن طريقها»، لكن «سبق السيف العذل»، يقول «محمود أحمد بدران»، شقيق المجني عليه «محمد»؛ إن شقيقه كان متعلقًا بالفتاة التي تسكن منطقة قريبة منهم، وأن القصة بدأت قبل نحو ثلاث سنوات حين تعلق قلب شقيقه بالفتاة وتقدم وحده لأجل خطبتها لكن رفضت أسرتها خطبتهما، وكان مصدر الرفض وقتذاك هوَّ شقيقها، إلا أن «محمد» أعاد الطلب وألح على والده وأسرته حتى التقى كبار العائلتين ووافقت عائلة الفتاة على ارتباطهما.

مضت الأيام حتى فوجئ «محمد» بأن الفتاة التي يُحبها قد أغلقت هاتفها المحمول لنحو يومين مطلع أسبوع الواقعة، وبعدها هاتفته والدتها وأخبرته أن ابنتها (حبيبته) دخلت في حالة نفسية سيئة بعدما أخبرها شقيقها بنيته أن يزوجها ابن عمها.

وتابع شقيق المجني عليه حديثه لـ«أخبار الحوادث»: والدتها قالت لأخويا إن بنتها رافضة تتجوز حد غير أخويا، وأكدت له على أنها مش هتكون غير ليه وقالت له «تعالي طيب خاطرها بس واقعد معاها شوية علشان زعلانة»، مشيرًا إلى أن شقيقه قد ذهب بالفعل إلى منزل حبيبته، لكنه في الطريق فوجئ بشقيقها ونجل عمها يتربصان به قبل أن يُمسكان به ويوثقانه ويرتكبان جريمتهما التي انتهت بوفاته، مضيفًا: كانا ينتطرانه في الطريق وأمسكا به وكتفاه ونزلا فيه ضرب لغاية ما اتسببا في موته، وكل اللي عرفناه بعد كده إن أم البنت هي اللي أخدت منها التليفون وقفلته، وبعدها خططوا لكل اللي حصل لغاية ما قتلوا أخويا.. أخويا كان غرضه شريف ودخل البيت من بابه قبل ما يتغدر بيه ويتقتل، ومش طالبين غير القصاص من اللي قتلوه وغدروا بيه».

كانت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، تلقت إخطارًا يفيد بشأن ما تبلغ لـ مأمور مركز شرطة الحسينية، بورود إشارة من مستشفى الحسينية المركزي بوصول المجني عليه «محمد أحمد بدران»، 33 عامًا، مزارع، مُقيم في عزبة الخمايرة التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة الحسينية، مصابًا بـ كسر في قاع الجمجمة ونزيف داخلي بالمخ، وتوفي بعد نحو 72 ساعة متأثرًا بإصاباته.

فور الواقعة، جرى تشكيل فريق بحث جنائي وتوصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كلًا من المتهمين: «محمد ن ال ن»، 30 عامًا، فلاح، و«محمود ن س س»، 28 عامًا، حارس مزرعة، وأنهما قد تسببا في مقتل المجني عليه بعد تعديهما عليه بالضرب بواسطة عصي (شوم) مُحدثين به الإصابات التي أودت بحياته، فيما تبين حدوث الواقعة، بسبب رفضهما زواج المجني عليه من شقيقة المتهم الأول.

القبض على المتهم بقتل سائق التوك توك لشراء مخدرات بالشرقية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل