المحتوى الرئيسى

خبراء يحللون| موقف الولايات المتحدة الأمريكية حول الأحداث السياسية

08/07 15:07

في مطلع العام الحالي، دعمت واشنطن وحدة أوكرانيا وعارضت استقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وبعد شهور دعمت انفصال تايوان واستقلالها عن الصين، وبعثت برئيسة الكونجرس في زيارة رسمية إلى تايبيه.

وقد نتج عن موقف أمريكا الأول الحرب الروسية الأوكرانية التي عانى العالم أجمع من تداعياتها، والموقف الثاني جعل منطقة شرق آسيا على شفا حرب لو اندلعت لكانت مقدمة جر العالم إلى حرب عالمية ثالثة بحسب الخبراء.

وفي سطور التقرير التالي نتعرف من الخبراء وأساتذة العلوم السياسية، على دلالات موقف الولايات المتحدة الأمريكية حول الأحداث السياسية التي يمر بها العالم.

هذا ليس بجديد على الولايات المتحدة الأمريكية، حسبما أكدت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، موضحة أن واشنطن اعتادت على الكيل بمكيالين في سياستها الخارجية منذ أمد بعيد. 

وتابعت في تصريح خاص لـ"بوابة الاخبار المسائي"، أن أمريكا تسعى لمصالحها وتعمل لأجلها حتى وإن تناقضت مع مبادئها التي تتبناها وتدعو غيرها للالتزام بها.

وأشارت نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية، إلى أن أمريكا كانت تدعم وحدة أوكرانيا وتعارض انفصال جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك عن كييف، معتبرة أن ذلك ضد وحدة الدول واستقرار شعوبها، ولكن في حقيقة الأمر كان موقفها نكاية بروسيا.

وأكملت حديثها مشيرة إلى التناقض الواضح في السياسة الأمريكية، والتي تؤيد سياسات تايوان الانفصالية عن الصين، وتدعم استقلال تايوان، معللة موقفها بأن ذلك يضمن سلامة واستقرار الشعب التايواني، ولكنها في حقيقة الأمر تريد استفزاز الصين وزعزعة وحدتها. 

وأوضحت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية من مواقف متناقضة يكون نابع من الاعتبارات الاستراتيجية التي تدعم المصالح الأمريكية.

وتطرقت إلى بعض الأمثلة التي تبرهن على تناقض مواقف أمريكا السياسية على مر تاريخ الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن واشنطن تغض النظر عن حقوق الانسان في فلسطين رغم ما يحدث من انتهاكات صارخة يقوم بها جنود الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وأضافت نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية، إلى أن أمريكا تدعي على غير الحقيقة أنها ضد الاعتداء على الدول الآمنة وتدعم استقلالها واستقرار شعوبها، وترفض الحروب، إلا أنها في واقع الأمر شنت حربًا على العراق دون مبررات منطقية أو قانونية وفقا للقانون الدولي، أودت خلالها بحياة 2 مليون عراقي، إلى جانب ارتكاب مخالفات جسيمة بحق المحتجزين في سجن أبو غريب.

أمريكا لا تعترف بتعدد القوى

ولفتت إلى أن العالم بات متعدد القوى بعد ظهور الصين وروسيا بقوة التي باتت تمتلكان صواريخ فرط صوتية لا تملكها سواهما في العالم، إضافة إلى أن الهند باتت قوة صاعدة وخلال سنوات ستصبح قوى كبرى بالمعنى الاستراتيجي، ولكن أمريكا لا تعترف بهذه القوى وتصر على أنها القوة الأولى عالميًا دون منازع.

واستطردت نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية، أن الصين نفذت تهديداتها لتايوان وقامت حصار عسكري للجزيرة؛ حيث أجرت مناورات بالذخيرة الحية لأول مرة منذ أزمة مضيق تايوان في تسعينيات القرن الماضي.

واختتمت نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية، أن بكين اتخذت إجراءات اقتصادية في مواجهة تايوان والولايات المتحدة طالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، لتؤكد هيمنتها وسيادتها على الجزيرة وقوة موقفها.

ومن جانبه، قال الدكتور مهدي عفيفي، الباحث السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، إنه لا يوجد مقارنة بين موقف أمريكا بشأن تايوان وأوكرانيا، حيث إن المقارنة بينهما لا تجوز، فأوكرانيا حصلت على استقلالها كدولة حرة كاملة ذات سيادة منذ نحو 30 عامًا، واعترفت بها الأمم المتحدة.

وتابع خلال تصريح خاص لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن روسيا أرادت اقتطاع أماكن من أوكرانيا في جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وتنصيب حكومات موالية لها، وهذا مخالف للقوانين الدولية.

وأكد أن المجتمع الدولي لم يقبل انفصال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، عن أوكرانيا، لأنهما دويلات عميلة لروسيا، وهذا يعد خطوة تسعى من خلالها موسكو لإعادة ضم أوكرانيا إليها من جديد.

وأوضح الدكتور مهدي عفيفي، الباحث السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، أن الدول الاسكندنافية والتي ليست لديها انحياز عارضت الخطوات الروسية بشأن أوكرانيا قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي.

وفي الإطار ذاته، أشار الدكتور مهدي عفيفي، الباحث السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي إلى أن تايوان لها وضع خاص، حيث أكدت واشنطن التزامها بمبدأ «صين واحدة»، وتايوان تحظى بالحكم الذاتي، وهذا يعني أن لها قانون ودستور خاص يحكمها.

وأردف الدكتور مهدي عفيفي، الباحث السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، أن تايوان ليس لديها زيارات رسمية من الرئيس الأمريكي، ولكن فيما يتعلق بزيارة بيلوسي فهي ممثلة للشعب الأمريكي وليست للنظام السياسي في الولايات المتحدة.

ضمان الاستقرار في المنطقة

وأردف أن واشنطن حريصة على ضمان الاستقرار في المنطقة، ولكن الصين حاولت استغلال فرصة الحرب الروسية الأوكرانية لافتعال تلك الأزمة وضم تايوان، في حين أن تايوان لم تتحدث عن الانفصال كما تشيع بكين.

وشدد الدكتور مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، على أن الإدارة الأمريكية لم تدعم زيارة بيلوسي لتايبيه، ولكن التحركات العسكرية الأمريكية هي احتياطات لازمة لحماية من تمثل الشعب الأمريكي؛ لأنه لا يمكن قبول المساس أو الاعتداء على من تمثل الأمريكيين.

وأكمل أن التهديدات الصينية جاءت لحفظ ماء الوجه أمام الشعب الصيني، ولذلك أصرت بيلوسي على إتمام الزيارة دون الاستعراض، وهذا الفارق بين السياسة الأمريكية والصينية، حيث تسعى واشنطن للحفاظ على استقرار تايوان بالحكم الذاتي تحت مظلة صين واحدة. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل