حرب أوكرانيا تصل سوق الأضاحى.. الأسعار نار والمواطنون لجأوا للتقسيط

- موسم للجزارين ..ينتظرونه البسطاء من العام للعام..

- الأغنياء يجدونه وسيلة للتقرب لله..مناسبة خاصة للجميع دون استثناء هو احتفال خاص للمسلمين ووسيلة التقارب مع الجميع..

- به تمتلئ ساحات المساجد ومنه ينطلق نهر الخير بتوزيع اللحوم ..

- السمة الرئيسية له فى الاحتفال نحر الذبائح وتناول اللحوم..

إنه عيد الأضحى المبارك والذى انطلقت الاستعدادت الخاصة بالاحتفال به، فأعد الجزارون عدتهم للذبح بتوفير الأضحيات وايضا وسائلهم للذبح، كذا الأهالى بدأوا فى تجهيز احتياجاتهم من أموال لشراء الأضاحى ، ناهيك عن الجمعيات الأهلية التى اطلقت صكوك الأضاحى الخاصة بها، ولكن مع الارتفاع الكبير فى الأسعار الكثير من الاسئلة طرحت نفسها، أهمها هل هناك اقبال على شراء الأضاحي؟ّ!.

وما البديل الذى لجأ إليها من يقومون بالذبح؟!.. وهل تستطيع صكوك الأضاحى ان تكون خير بديل للأضحيات التى يقوم بها الأهالى بمجهودها الخاص؟!.

وماذا عن الجمعيات الأهلية ودورها فى صكوك الأضاحى وتوفير اللحوم للبسطاء..

أسئلة كثيرة بحثت عن الاجابة . «الأخبار» فى السطور القادمة قامت بجولة على الأسواق واستطلعت اراء المواطنين والتجار واستمعت للجمعيات الأهلية لمعرفة دورها فى توفير لحوم الأضاحى 

تضاعف أسعار الأضاحى المستوردة وزيادة  الأعلاف وتكاليف النقل.. أهم الأسباب

مطلوب رقابة على الأسواق.. و«المشاركات»  وسيلتنا فى الأضحية 

التجار: كيلو اللحوم قائم ارتفع إلى 80 جنيهًا والجاموسى لـ 75 جنيهًا والضانى لـ 90 جنيها

البداية كانت من المواطنين الذين أكدوا أن الارتفاع الكبير فى الاسعار تسبب فى عزوف الكثير فى الاقبال على شراء الأضاحي، وأوضحوا انهم تفاجأوا بأن الأسعار زادت للضعف عن العام الماضى ، فقفز سعر «القايم»  بمعنى الكيلو بالذبيحة الى 84 جنيها تقريبا بعد ان كان العيد السابق 56 جنيها، ناهيك عن التفاوت الكبير فى الأسعار بين المناطق والمحافظات، وأضافوا ان حتى نظام الشراكة فى شراء الاضحية والذى لجأ إليه المواطنون كبديل تكافلى ايضا انهار فهناك الكثير من الذين كانوا يتشاركون فى شراء الاضحية الواحدة لم يستطيعوا ان يتشاركوا هذا العام ، واشارو الى ان هناك نسبة كبيرة من المواطنين فضلت صكوك الأضحية ولكن تبقى النسبة الأعظم عزفت عن شراء الأضاحي.

فيقول جمال أيوب، موظف على المعاش، إنه اعتاد كل عام ان يتشارك فى شراء الاضحية تقربا لله ورغبة منه فى احياء سنة الذبح  ولانه كان يتوافر له دخل يسمح له فى التشارك لشراء الذبيحة حتى يسهم ولو بدور بسيط فى ادخال السعادة على البسطاء .

ويضيف أنه تفاجأ هذا العام ان الاسعار تضاعفت بصورة مبالغة وان الجزارين قاموا بزيادة كبيرة جعلت الجميع يعزف عن الشراء حيث تفاجأ ان «القايم» فى الاضحية بـ 74 جنيها و»القايم» هنا يقصد به الكيلو فى الأضحية شامل كل شىء داخل الذبيحة لا يعنى صافى اللحم والذى غالبا  إذا كانت الأضحية تبلغ 400 كيلو تخرج 140 كيلو لحم .

ويكمل أنه كلما كان السؤال لماذا ارتفعت هذه الاسعار كانت الاجابة واحدة» الأسعار ولعت فى كل حاجة العلف غال أو الحرب الاوكرانية الروسية» .

ويوضح أنه نتاج هذا الغلاء بالاضافة الى بلوغه سن المعاش وجد نفسه غير قادر على المشاركه فى شراء الاضحية وتفاجأ ايضا عندما وجد كثيرين من الذين كانوا يتشاركون معه فى شراء الاضحية ايضا انسحبوا ولم يستطيعوا شراء الأضحية .

ويتمنى ايوب أن تتم اعادة النظر فى أسعار الأضاحى خاصة انها من أهم وسائل الخير ويستفيد بها قطاع كبير من البسطاء ولابد من دعمه على الأقل حتى تصل لمستحقيها.

وتقول فاطمة محمد، موظفة، إن أسعار الأضاحى هذا العام مبالغ بها بطريقة لا توصف وتجعل الجميع لا يستطيع ان يقبل على الشراء خاصة ان هذه الأسعار لا تتناسب مع الجميع

وتشير الى اننا علينا ان نعلم ان الطبقة المتوسطة هى أكثر الطبقات التى تتكافل لشراء الذبائح لانهم يرغبون فى التقرب لله بهذه الذبائح ولكن نتاج الظروف المعيشية هناك نسبة كبيرة من الطبقة المتوسطة لم تستطع ان تقبل على الشراء ما بالك بالنسبة المتبقية اذا فوجئت بهذه الأسعار. 

وتوضح أنه اعتادت هى وزجها ان يتشاركا مع 4 اشخاص ولكنهما فوجئا بانسحاب احدهم هذا العام نتاج عدم قدرته على دفع نسبته فى الذبيحة ولكنه فضل ان يقوم بشراء صك الاضحية بدلا من المشاركة خاصة ان قدراته المادية لم تعد كما فى السابق نتاج الظروف الاقتصادية .

والله حرام اسعار بقت صعبة أوى فى كل حاجة وبتقول أضحية نشارك فيها احنا عارفين قيمتها والله بس العين قصيرة والإيد فعلا قصيرة يادوبك بنوفر احتياجات بيوتنا وبنقول يارب نقدر نوفيها» بهذه الكلمات بدأ ناصر عمر ، موظف، حديثه لـ «الأخبار» .

ويضيف أنه كان يود لو انه يستطيع ان يسهم فى المشاركة فى ذبح احد الأضاحى ولكن فعليا احتياجات الاسرة أصبحت كثيرة وتجعل هذا الأمر شبه مستحيل عليه ولكنه يتمنى من الله ان يتغير هذا الوضع ويستطيع ذلك.

ويشير الى انه آخر مرة شارك بها فى الذبح كان العام قبل الماضى ومنذ ذاك اليوم لم يستطع ان يشارك وفى المرة السابقة لحق به أحد اصدقائه الذى كان يتشارك معه نتاج عدم قدرته ويظن ايضا ان هناك عددا لن يستطيع..

ويوضح أنه يفكر فى شراء أحد صكوك الأضاحى اذا ما توافر له القدرة على الشراء أو توافرت له السيولة المادية التى تجعله يقبل على الشراء .

وتقول شادية كمال ،موظفة ، إنها هذا العام فضلت بالاتفاق مع زوجها شراء صك الاضحية لانها أولا تتناسب مع قدراتهما المادية وثانيا بالفعل تذهب الى مستحقيها .

وتشير الى ان شراء الذبائح وذبحها يجعلك تقع تحت رحمة الجزار أو بائع الذبيحة وقد تتعرض للنصب لذا فإن افضل وسيلة هى شراء صك الأضحية لانك تعلم ان المسئول عن هذا الصك سيوفر المقدار الصحيح من اللحوم التى سيتم توزيعها..

وتوضح أنه علينا ان نوسع سياسة صكوك الاضاحى ونوعى الناس بأهميتها وان يقوم الإعلام بتوضيح كافة تفاصيلها حتى يقبل عليها المواطنون فى الشراء..

وارتفعت أسعار الأضاحى فى مصر 40%عن العام الماضى  مع اقتراب عيد الأضحى، وذلك نتيجة زيادة تكاليف تربية المواشى وايضا موت المواشى من المرض اللعين «الحمى القلاعية» مما أدى الى زيادة الأسعار نتيجة قلة المعروض من المواشى و اللحوم»هذا العام.

وتبدأ حيرة المواطنين ما بين شراء الأضاحى من «المدبح» أوالوكالة أو صكوك الأضحية ، دفع ارتفاع أسعار الأضاحى هذا العام المضحين إلى زيادة عدد المشاركين فى الأضحية الواحدة، وذلك للتغلب على الزيادة الكبيرة فى أسعار المواشى والخراف.

قامت «الأخبار» بجولة ميدانية بأسواق القاهرة والجيزة ، يتجه البعض إلى التفكير فى شراء صحكوك الأضحية من المؤسسات الخيرية بدلا من إحضار الأضحية للمنزل أو المشاركة مع مجموعة من الناس، ولضمان أيضا ذهاب الأضحية للأكثر احتياجًا لها..

وتضع المؤسسات الخيرية نوعين من صكوك الأضحية وهى صكوك اللحوم المستوردة والصكوك البلدي، ويختلف السعر على حسب النوع وبحسب المؤسسة الخيرية أيضًا.

 فى البداية يقول فارس النواوى  تاجر مواشى إن سعر كيلو العجل البلدى القائم ارتفع إلى 80 جنيهًا مقابل 65 جنيهًا العام الماضي، وارتفع سعر العجل الجاموسى القائم إلى 75 جنيهًا ، وارتفع سعر كيلو الضانى القائم إلى 90 جنيهًا مقابل 70 جنيهًا العام الماضي..

مشيرا إلى ان لجأ بعض المقبلين على شراء الأضاحى هذا العام إلى زيادة عدد المشاركين فى الأضحية، وذلك بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير مقارنة بالعام الماضى وارتفع  عدد المشاركين معا فى الأضحية إلى 7 أفراد بدلًا من 5 أفراد ، ويرجع ذلك إلى ارتفاع ثمن الذبيحة .

أضاف على رمضان تاجر مواشى انه يأتى كل عام من الصعيد لبيع المواشى ،مشيرا إلى ان مرض الحمى القلاعية وارتفاع أسعار العلف من 6 آلاف جنيه إلى 10 آلاف جنيه ووصل سعر الذرة ايضا 10 الاف جنيه وزيادة تكاليف النقل أدى الى ركود تام فى الاسواق ،  هناك تخوف من المواطنين فى شراء ماشية مصابة بمرض الحمى القلاعية .

موضحا  ان الأسعار تتراوح ما بين 17000 إلى 35000 جنيه، ولكن الأسعار تختلف على حسب عمر العجل ووزنه،و سعر الماعز القائم فيبدأ فى السوق المصرى من قيمة 1400 جنيه وحتى 4500 جنيه مصري.

سعر الخروف القائم قيمته تتراوح ما بين 3000 جنيه إلى 5500 جنيه، والأسعار تختلف على حسب وزن الخروف..

أعرب رمضان حمدى تاجر مواشى عن حزنه الشديد من وضع السوق هذا العام  لأن الأسعار فى السوق تختلف كل يوم وفى زيادة مستمرة و الاقبال ضعيف جدا ،.  أشار  إلى ان أسعار الأضاحى المستوردة ارتفعت 50%عن العام الماضى حيث سجل العجول البلدية من 25000 إلى 30000 جنيه ،بينما سجلت أسعار العجول المستوردة من 20000 إلى  28000 جنيه حسب الوزن والجودة ونوعية العلف .

الجمعيات الأهلية .. طوق النجاة للغلابة 

الجمعيات الأهلية السلاح الابرز فى دعم الطبقات الفقيرة والأكثر فقرا، ومع اقتراب موسم الذبائح برز دور هذه الجمعيات عن طريق صكوك الاضحية . 

يقول أحمد علي، المدير التنفيذى للبرامج بمؤسسة «مصر الخير»، إن المؤسسة اكتسبت خبرة كبيرة على مدار8 سنوات  فى التوسع فى حملات صك الأضحية عن طريق الالتزام بتوزيع عدد 18 كيلو جراما  من اللحوم تذهب للأسر المستحقة.

ويوضح أن المؤسسة حددت قيمة الصك بـ 3990 جنيه  مقابل 27 كيلو لحم بلدى صاف، لافتا إلى أن لحوم الأضاحى التى توفرها المؤسسة هى من لحوم الأبقار بلدى المرعى وليست مستوردة.

ويضيف أن عمليات التوزيع  تبدأ بعد صلاة العيد مباشرة على الأسر المستحقة مع الالتزام أولا بتسليم  المتبرع عدد 9 كيلوجرامات يتم توزيع كل  كيلو فى كيس منفصل كنصيب شرعى فى أضحيته. 

وفى نفس السياق يشير هانى عبدالفتاح المدير التنفيذى لمؤسسة صناع الخير،إلى ان جمعية صناع الخير  بدأت هذا العام ولأول مرة اطلاق مشروع صك الأضحية تلبية لرغبة الجمعيات القاعدية التى تتعاون معها فى أنشطة المؤسسة المختلفة داخل القرى الأشد احتياجا فى انحاء الجمهورية.