المحتوى الرئيسى

كنوز| أنيس.. شعرت فى الحج براحة نفس وصفاء عقل

07/06 17:47

يصف الكاتب الكبير أنيس منصور شعوره فى رحلة الحج إلى بيت الله الحرام فى كتابه «طلع البدر علينا»، بقوله: «حاولت أن أصور عذابى العقلى وحيرتى الدينية، وكيف أننى خرجت منها إلى شاطئ أمين، شاطئ طويل عريض لا أعرف كيف أسبح فيه، لقد هدانى الله إليه، فأصبح عندى راحة نفس، ووضوح رؤية، وصفاء عقل، وانشراح صدر، وسهولة فى التعبير عما فى نفسى، وليس هذا قليلا فالحمد لله». 

ويضيف أنيس قائلا: «فجأة كأن كل ما فى نفسى وعقلى قد تعب، أو قد أضيء فجأة ورأيت ما لم أر وسمعت ما لم أسمع، شيء رطب مضيء مريح منعش فى داخلى، عدت أقرأ القرآن، وعدت أقرأ الحديث، وقرأت كتاب «عبقرية محمد» لعباس محمود العقاد، وكتاب «محمد» للدكتور محمد حسين هيكل، وكتاب «محمد» لتوفيق الحكيم، و«على هامش السيرة» للدكتور طه حسين، و«سيرة ابن هشام»، وما كتبه المستشرقون، ووجدت نفسى مأخوذا مسحوبا منجذبا وفهمت ما لم أكن أفهم، واكتشفت أننى أجهل الكثير، واهتديت أن الإسلام أبسط الأديان وأكثرها تجريدا وأعمقها فهما للإنسان. 

ويواصل أنيس قائلا: «جاءت فكرة أداء الحج، ووافقت دون تفكير، وفى الطائرة ومع الناس ومع أصوات الملبين أحسست أننى فى مسجد فى السماء، وأن أصوات الناس وهم يقولون: «لبيك اللهم لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك لبيك»، كأن شيئا من دفء يتسلل إليّ، ثم حرارة ثم كهربة، فارتعاشة وزلزلة، ولم أشعر بصوت المحركات ولا بالوقت، وفجأة نزلت الطائرة فى مطار جدة عند الفجر، ولم أسأل نفسى ولماذا هذا اللبس بالذات، سؤال بلا معنى فهذه الملابس لها معانٍ كثيرة فنحن نتجرد من كل شيء، لنكن أمام الله عراة، مجردين من الملابس والشهوات والمخاوف، نتساوى جميعا، من يجد الثوب ومن لا يجده وفى ذلك طاعة وامتثال».

أنيس منصورمن كتاب «طلع البدر علينا» 

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل