المحتوى الرئيسى

المدير الإقليمى بـ«الصحة العالمية»: نعيش المرحلة الأخيرة من فيروس «كورونا».. والعالم معرّض لظهور جائحة جديدة

07/05 22:57

قال الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط، إن العالم يشهد المرحلة الأخيرة من مكافحة جائحة فيروس كورونا، التى تستهدف الانتهاء من الحالة الحادة للفيروس، لافتاً فى حواره مع «الوطن» إلى أن الجائحة لن تكون الأخيرة ومن المتوقع ظهور أخرى دون معرفة توقيتها وهو أمر طبيعى.

وأشار «المنظرى» إلى أن وفيات فيروس «جدرى القرود» على مستوى العالم ترتبط بالأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، لافتاً إلى موافقة المنظمة على بروتوكول علاجى لمواجهة الفيروس، إلا أنه لا توجد حاجة حتى الآن لإجراء تلقيح جماعى ضد المرض، كما تطرّق إلى نتائج التجارب السريرية لعقار سرطان القولون، ومدى إمكانية تعميمه كدواء فعال فى القضاء على المرض الخبيث، وإلى نص الحوار.

بداية دعنا نتحدث عن الوضع الوبائى لكورونا فى الشرق الأوسط؟

- يشهد الوضع الوبائى لحالات الإصابة والوفيات بكوفيد 19 تراجعاً مستمراً فى غالبية بلدان المنطقة، وحتى نهاية الشهر الماضى أبلغ إقليم شرق المتوسط عن قرابة 22 مليون إصابة مؤكدة بـ«كوفيد-19» و343.485 حالة وفاة، وخلال الأسبوع الأول من يونيو تم الإبلاغ عن ما مجموعه 17126 حالة إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس و96 حالة وفاة، أى أنه مقارنة بالأسبوع السابق كان هناك استقرار فى الحالات المبلغ عنها حديثاً وكذلك فى معدل إجراء الاختبار مع انخفاض فى الوفيات المبلغ عنها، وخلال هذه المدة أبلغت تسعة بلدان فى الإقليم عن زيادة فى الإصابات، فيما أبلغت أربعة بلدان عن زيادة فى الوفيات، ومع ذلك نحن بحاجة إلى تفسير هذا الاتجاه بحذر لأن العديد من البلدان قد حدّت من خدمات الاختبار والتسلسل، وإذا استمر التوقف عن إجراء الاختبار، فلن نتمكن من مراقبة مسار المرض، وسوف يتطور الفيروس وسيصبح من الصعب للغاية التنبؤ به، لكننا نعلم على وجه اليقين أن التحورات المستقبلية يجب أن تكون أكثر قابلية للانتقال من التحورات الحالية.

متى ستعلن المنظمة انتهاء وباء كورونا وإعلانه مرضاً متوطناً، خاصة بعد الانخفاض الكبير للإصابات؟

- نحن فى المرحلة الأخيرة من مكافحة الجائحة، التى تستهدف الانتهاء من الحالة الحادة من «كوفيد-19»، ومن ثم الحد من انتشار الفيروس وخفض الوفيات والوصول بها إلى أدنى درجة ممكنة، ومع التوسع فى التغطية بالتطعيمات وصولاً إلى النسبة المستهدفة وهى 70% من السكان فى كل بلد، سيمكننا التخلص من الحالة الحادة من المرض وسيتحول إلى مرض متوطن أو موسمى.

مقاومة «المضادات الحيوية» تهدد البشرية ولا علاقة بين الأمراض الحديثة والحروب البيولوجية

ما صحة علاقة بكتيريا المضادات الحيوية بالجائحة المقبلة؟

- نظراً للعديد من الأسباب منها التغير المناخى وازدياد حركة البشر فى الدولة الواحدة وبين الدول، وما لهذا من تأثير على ظهور مختلف الأمراض والأوبئة ونمط انتشارها، يجب أن نعرف أن جائحة كوفيد لن تكون الأخيرة ونتوقع حدوث جائحة أخرى، ولكن لا يمكننا التنبؤ فى الوقت الحالى بنوع هذه الجائحة أو توقيتها، وهذا أمر طبيعى، فالأوبئة والجوائح تحدث فجأة، وهذا لا ينفى خطورة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، لقد أعلنا كمنظمة للصحة العالمية أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية واحد من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة التى تواجه البشرية، وهى تمثل تحدياً مستمراً للأنظمة الصحية ومراكز الأبحاث والشركات المصنّعة للأدوية والعقاقير، لأن استمرار هذه المشكلة وتفاقمها يعنى العودة إلى مرحلة ما قبل اكتشاف وتصنيع المضادات الحيوية.

وأدى سوء استخدام المضادات الحيوية أو الإفراط فى استخدامها على نحو غير رشيد إلى التأثير على البكتيريا، وجعلها تكتسب مقاومة للمضادات الحيوية ومن ثم فقدانها أو فقدان معظمها للتأثير العلاجى المنشود، وتسبب هذا فى ظهور ما نعرفه الآن بمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، عندما تنتقل هذه البكتيريا من إنسان إلى إنسان لا يجد الأطباء المضاد الحيوى المناسب لقتل هذه البكتيريا، التى باتت تمثل تهديداً عالمياً للصحة والتنمية، وتستدعى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا التهديد للصحة العالمية.

رفع القيود دون تقييم الحالة الوبائية ضاعف الإصابات 

ما تعليق المنظمة على إلغاء بعض الدول القيود على دخول أراضيها التى فرضتها خلال الجائحة؟

- مع انخفاض حالات الإصابة بـ«كوفيد-19» فى الأسابيع الأخيرة وارتفاع نسب التطعيم باللقاح ألغت بلدان عديدة القيود التى فرضتها على دخول أراضيها، بعض هذه البلدان رفعت القيود بناء على عملية تقييم دقيقة للمخاطر ودراسة للوضع الوبائى فيها وتقدير للفوائد المترتبة على رفع القيود مقابل المخاطر التى قد تنجم عنه، وهذا أمر لا بأس به مع الاستمرار فى إجراءات الصحة العامة والتدابير الوقائية والتوسع فى التطعيم، ولكن البلدان التى تتعجل فى رفع القيود دون تقييم للمخاطر وفى ظل وضع وبائى غير ملائم تعرّض نفسها لاحتمالات ارتفاع الإصابات مرة أخرى، خاصة أنه كما ذكرنا لا تزال بعض الدول تسجل ارتفاعاً فى حالات الإصابة، كما أن هناك بلداناً لا تزال معدلات التطعيم منخفضة فيها للغاية.

هل توجد علاقة بين الأمراض الحديثة كـ«جدرى القرود» وفيروس بورنا وغيرها وبين الحروب البيولوجية؟

- الفيروسات المسببة لهذه الأمراض موجودة فى البيئة ووجودها أمر طبيعى، كما أن الأمراض الناتجة عنها معروفة منذ سنوات بعيدة، وبعضها -مثل جدرى القرود- ظهر منذ سبعينات القرن الماضى وتسبّب فى تفشيات متعددة فى السابق. الجديد أن هذه الأمراض كان معتاداً ظهورها فى مناطق معينة مثل غرب ووسط أفريقيا، ثم بدأت تظهر فى مناطق أخرى خارج القارة الأفريقية، ولكن هذا لا يعنى أن ظهورها له علاقة بحرب بيولوجية، فالواقع أنه لم تتوفر لنا أية أدلة علمية تبرهن على صحة هذه الفرضية.

لماذا تسعى منظمة الصحة العالمية لتغير اسم مرض جدرى القرود؟

- تتبع منظمة الصحة العالمية سياسة معروفة ومعلنة فيما يتعلق بأسماء الأمراض تهدف إلى تجنب الوصم لمنطقة أو بلد أو فئة سكانية بعينها، وقد أُطلق على مرض جدرى القرود هذا الاسم قبل إصدار وثيقة حول أفضل الممارسات الحالية فى تسمية الأمراض، تستهدف تقليل الأثر السلبى غير الضرورى لأسماء الأمراض على التجارة أو السفر أو السياحة أو الرفق بالحيوان، وتجنب التسبب فى الإساءة لأى من المجموعات الثقافية أو الاجتماعية أو القومية أو الإقليمية أو المهنية أو العرقية، وتدرس المنظمة حالياً اسم جدرى القرود، وما إذا كانت ستعيد تسميته.

ونظراً لكون هذا المرض موجوداً بالفعل، فسوف تشمل العملية النظر فى التصنيف الدولى للأمراض (ICD11)، وفى هذا الإطار تُجرى المنظمة مناقشات مع خبراء ومجموعات استشارية فنية فى علم الجدرى والتطور الفيروسى بشأن إعادة تسمية محتملة لكتل فيروس جدرى القرود (التى يشار إليها حالياً باسم مجموعات حوض غرب أفريقيا والكونغو)، وسيشمل ذلك التشاور مع اللجنة الاستشارية للمنظمة لأبحاث فيروس الجدرى، وسنعلن عن الأسماء الجديدة فى أقرب وقت ممكن.

وكم حالة جرى تسجيلها فى الإقليم مصابة بـ«جدرى القرود»؟

- حتى تاريخ 22 يونيو الماضى تم الإبلاغ عن 15 حالة إصابة فى 3 بلدان فى الإقليم هى الإمارات (13 حالة) والمغرب (حالة واحدة) ولبنان (حالة واحدة)، ولم تسجل حالات وفاة بالفيروس فى الإقليم.

هل وقفت المنظمة على الأسباب التى أدت إلى وفاة بعض الحالات المصابة بـ«جدرى القرود»؟

- الوفيات الناجمة عن جدرى القرود محدودة، ويعتمد معدل الوفيات بهذا المرض على العديد من العوامل، بما فى ذلك صحة الأشخاص المتضررين ومستوى الرعاية المتاحة لهم فى البلدان الموبوءة، ولا يُعرف العبء الحقيقى للمرض، لكن الناس لا يزالون يموتون بسببه، كما هو الحال فى جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا.

كما ورد مؤخراً، أبلغت الدولتان عن معدل إماتة للحالات (CFR) بين الحالات المشتبه فيها بنحو 3٪، وارتبط جدرى القرود فى غرب أفريقيا فى الماضى بانخفاض معدل الوفيات الإجمالى الذى يقل عن واحد من كل مائة حالة، بينما يبدو أن النوع المتوطن فى حوض الكونغو يسبّب مرضاً أكثر شدة مع معدل إماتة تم الإبلاغ عنه سابقاً يصل إلى واحد من كل عشرة، يعتمد كلا التقديرين على الإصابات بين السكان الأصغر سناً بشكل عام فى البيئة الأفريقية، وتؤثر الحالة المناعية على معدل الوفاة، فالأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أكثر عرضة للإصابة بأعراض شديدة من المرض أو الوفاة.

هل توصى المنظمة بالتلقيح الجماعى ضد «جدرى القرود»؟

- استناداً إلى المخاطر والفوائد المقدّرة حالياً، وبغضّ النظر عن إمدادات اللقاح، فإن التطعيم الشامل ليس مطلوباً ولا موصى به ضد جدرى القرود فى هذا الوقت، يجب أن تكون جميع القرارات المتعلقة بالتطعيم بلقاحات الجدرى أو جدرى القرود، بناءً على تقييم مشترك للمخاطر والفوائد بين مقدم الرعاية الصحية والمتلقين المحتملين، على أساس كل حالة على حدة.

نشجع الابتكارات العلمية لمواجهة السرطان

هل تابعت منظمة الصحة العالمية عقار السرطان الجديد «دوستارليماب»؟

- تشجع منظمة الصحة العالمية الجهود المبذولة لتعزيز الرعاية الصحية وتثنى عليها، ولا سيما الابتكارات فى علاج السرطان، وبالنظر إلى أن عبء السرطان يتزايد فى جميع أنحاء العالم فإن دوستارليماب Dostarlimab هو دواء مشهور يعمل من خلال مساعدة الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها، وهو معتمد حالياً من قبَل إدارة الأغذية والدواء (FDA) كعلاج لأورام بطانة الرحم والأورام الصلبة الأخرى، لكن لكى توصى منظمة الصحة العالمية بأى علاج جديد وناشئ يجب أن يكون مؤهلاً من قبَلها وأن يخضع لتجارب صارمة تتوافق مع إجراءاتنا.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل