المحتوى الرئيسى

تقرير: حاملو السندات الأميركية يترقبون الركود ويتطلعون لنصف عام أقل قسوة

07/03 22:20

بدأ حاملو سندات الخزانة الذين يترنحون بسبب نصف العام الأول الأكثر قسوة على الإطلاق، في الرهان على أن الاقتصاد المتدهور سيوفر بعض الراحة من عمليات البيع المستمرة، حتى في الوقت الذي يستعدون فيه لخطر المزيد من الضعف.

وبحسب "اقتصاد الشرق- بلومبرج"، فإن التوقعات الخاصة بالمستوى الذي يمكن أن تتجه إليه أسعار الفائدة الأميركية في نهاية المطاف يتم التراجع عنها، في الوقت الذي يعود بعض مشتري السندات إلى استثماراتهم في هذه العوائد الجديدة والأعلى.

ولا يزال التضخم بعيداً عن الهزيمة، كما أن هناك مخاوف من أن اضطراب النصف الأول -والذي شهد محو ما يقرب من 14% من محافظ السندات العالمية على الرغم من تراجع الأسهم أيضاً- يمكن أن يمتد حتى في حالة ركود النمو.

في هذا الصدد، قال محللو "جيه بي مورغان تشيس أند كو" (JPMorgan Chase & Co) لإستراتيجيات الأسعار بقيادة أليكس روفير في مذكرة إن الأشهر الستة الأخيرة من عام 2022 "لا ينبغي أن تكون سيئة مثل النصف الأول من العام، إلا أنها لن تكون جيدة أيضا". ومن وجهة نظرهم، فإن المعركة الجارية بين مخاطر التضخم والركود ستؤدي إلى ارتفاع العوائد عن مستوياتها الحالية، بينما يتم تسطيح منحنى الخزانة.

بالطبع يصعب على الكثيرين تصور وضع أسوأ من الأشهر الستة الماضية بالنسبة للسندات لمجرد أنه كان سيئاً للغاية بالفعل. وبحسب أحد التقديرات، فقد كان أداء الديون الأميركية أسوأ من أي وقت مضى، وكان حتى أسوأ من فترة ما قبل إنشاء وزارة الخزانة الأميركية في أواخر القرن الثامن عشر. واستناداً إلى مؤشرات الخزانة التي يتم متابعتها على نطاق واسع، فقد تحمّل المستثمرون في هذه الأثناء النصف الأول الذي كان الأكثر إيلاماً منذ أوائل السبعينيات على الأقل.

لا يُعدّ حاملو الديون الأميركية هم فقط من يتلقون الضربات، بل انتشرت الدوامة التضخمية التي سببتها جائحة كوفيد، وتفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، على مستوى العالم.

وفي حين سجّل مؤشر سندات الخزانة خسارة تقترب من 10% من يناير حتى يونيو، انتشر الضغط الصعودي على أسعار الفائدة في كل مكان، بدءاً من ألمانيا وإيطاليا ووصولاً إلى البرازيل ونيوزيلندا. وحتى اليابان -التي ظلت لفترة طويلة معقل السياسة النقدية فائقة التيسير- تواجه ضغوطاً لإفساح المجال لعائدات أعلى.

من المحتمل أن يؤدي الركود، مقابل معضلة التضخم إلى شلل المستثمرين في سوق الخزانة، إذ إنهم يكافحون لمعرفة الإستراتيجيات التي يجب تبنيها، خاصة في وقت يساعد فيه ضعف السيولة في السوق على الدفع باتجاه تحركات ضخمة وزيادة التقلبات بالسوق.

يُشار إلى أن التدافع السابق نحو مراكز البيع في سوق السندات -تلك التي تستفيد من عوائد أعلى- قد توقّف وعكَس اتجاهه. ومع ذلك، فإن القليل من المستثمرين يراهن على عوائد منخفضة بشكل ملحوظ، ويبدو أن تحديد المراكز أصبح متوازناً إلى حد ما. وبينما تجذب تداولات المشتقات التي تحمي من مخاطر ارتفاع الأسعار أو انخفاضها بشكل كبير بعض المشاركين في السوق، فإن القناعة العامة في مستوى منخفض.

في هذا السياق، قالت جانيت ريلينغ، مديرة محفظة أولى في شركة "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس" (Allspring Global Investments)، التي تدير أصولاً تبلغ 541 مليار دولار: "هل شهدنا ذروة التضخم؟ أعتقد أن هناك احتمالاً كبيراً للغاية بأننا شهدنا الذروة، ولكن من الصعب التنبؤ بذلك، والأسهل هو أن نقول إن التضخم سيظل مرتفعاً جداً. وحتى لو ظل عند مستويات مرتفعة، ما زال لدى الاحتياطي الفيدرالي عمل يتعين عليه القيام به. وبرأينا، سيواصل الاحتياطي الفيدرالي اتخاذ موقف حازم".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل