المحتوى الرئيسى

دينا الحسيني تكتب: الحوار الوطني للجميع إلا من خالف القانون والإجماع الشعبي - صوت الأمة

07/03 02:10

تستعد مصر الأيام القادمة لحدث وطني فريد من نوعه، مائدة حوار تجلس عليها كافة أطياف المجتمع، دولة، حكومة، شعب، نُخب سياسية، حزبيون، مثقفين، إعلاميين، عمال، فلاحين، معارضين، لا إقصاء لأحد إلا من خالف القانون والإجماع الوطني، تلك هي ثوابت هذا اللقاء.

منذ دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى حوار وطني واسع، لإعادة صياغة خارطة وطنية مُلائمة لتحديات الواقع الإقليمي والعالمي، وإشراك المصريين في وضع ملامح المسار نحو المستقبل، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية رمضان الماضي، قامت دنيا الإخوان ولم تقعد، وشهد الداخل الإخوانى حالة تخبط واضحة، بين تيار مُرحب بالحوار وساع إلى الانخراط فيه، وأخرون يهاجمون الجناح الذى يعتبرونه منشقا ويعلنون شروطا بشأن الحوار، غافلين عن أنهم لم يُدعو أصلا إليه، وأن الحديث عن مساحة نقاش مصرية خالصة تخص بالأساس من يقفون تحت راية الوطن، ولم يخرجوا عليه أو ينتهكوا دستوره وقانونه، أو يستهدفوا أمنه ويُروعوا مواطنيه.

ما بين هذا وذاك، لم ينتبه التياران الإخوانيان المتنازعان أنهما ممن لا تنطبق عليهم شروط الحوار الوطني، ولم يدعوهم أحد، وحينما تنبهو لذلك، اتحدوا على تشويه الحوار، والتشكيك في صدق النوايا من مقصده، بل طال هجومهم الأكاديمية الوطنية للتدريب المُكلفة من الرئيس بإدارة الحوار، حتى إن الهجوم طال كل مصري رحب بالدعوة لينهال الإخوان عليهم بالسباب والشتائم، وكعادتهم دائماً إما الظهور في الصورة أو عدم السماح بإقامة المشهد من الأساس.

ما يثير العجب أن تنظيم الإخوان الذي ثار وهاج على عدم دعوته للحوار الوطني هو نفسه الذي لم يعرف لغة حوار منذ نشأة الجماعة لأنه يُدار بمبدأ "السمع والطاعة" أي لا جدال أو مناقشة أو صوت يعلو على صوت المُرشد، فالإخوان ليسوا فصيلاً سياسياً ولن يكونوا كذلك، لأنهم هم من اختاروا لأنفسهم الظهور على الساحة السياسية كـ "تنظيم" بغطاء ديني حتى لو حاولوا إظهار عكس ذلك، وخير دليل وشاهد على ذلك أنه منذ وصولهم للحكم في 2012 أصروا على إدارة الدولة بمنهج "التنظيم"

ولمن لا يعلم شتان الفارق بين التنظيم والفصيل السياسي، فالأخير يمكن أن تنتقده أو تختلف معه، وعند دخول معارك سياسية على أرض الواقع كالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية مثلا فإنه يُنحي الدين جانباً بعيداً عن السياسة، أما التنظيم القائم على السمع والطاعة، دائماً ما يعتبر كل من يخالفه "كافر"، ويحارب الله ورسوله.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل