فى إطار استراتيجيته للوجود الخارجى ودعما للعلاقات الأفريقية.. البنك الأهلى يفتتح فرع «جوبا» بجنوب السودان

أعلن البنك الأهلى المصرى افتتاح شركة تابعة للبنك بدولة جنوب السودان تحت مسمى البنك الأهلى المصرى «جوبا »، وذلك بعد حصول البنك على تصريح البنك المركزى المصرى وبنك جنوب السودان المركزى باتخاذ الإجراءات اللازمة للتواجد بجنوب السودان لمزاولة أعماله.

وأكد الدكتور جيمس وانى إيجا نائب رئيس جمهورية جنوب السودان للقطاع الاقتصادى على عمق العلاقات الاستراتيجية المصرية ــ الجنوب سودانية، والتى وصفها بالعلاقات التاريخية، مشيرا إلى أعمال الدورة الأولى للجنة المشتركة العليا التى عقدت فى القاهرة فى يوليو عام 2021، والتى أسفرت عن العديد من مذكرات التفاهم فى مجالات مختلفة منها: الكهرباء، المياه، الزراعة، التعليم العالى وغيرها من المجالات)، مرحبا بعقد الجولة الثانية من اللجنة فى العاصمة جوبا خلال العام الحالى، كما أكد على أن افتتاح البنك الأهلى المصرى (جوبا) يأتى تتويجا لتلك العلاقات المتميزة بين البلدين، وخاصة فى المجال الاقتصادى، وأن البنك الجديد بإمكاناته المتميزة التى شهدها سيمثل دفعة جديدة للعمل المصرفى فى جمهورية جنوب السودان، آملا أن يساهم فى دفع جهود التنمية والاستثمار خلال المرحلة القادمة.

كما أكد السفير معتز مصطفى عبدالقادر ــ السفير المصرى بجنوب السودان أن افتتاح فرع البنك الأهلى المصرى (جوبا) يأتى قناعة من جانب مصر، وبناءً على توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لتشجيع دولة جنوب السودان الواعدة، وتدعيما لجهودها الساعية للاستقرار وبناء السلام فى مختلف الجوانب بما فيها مختلف المجالات الاقتصادية، وهو التواجد الذى سيدعم بشكل كبير العلاقات الاقتصادية بين مصر وجنوب السودان فى ظل الفرص المتوقع الاستفادة منها بهذه السوق الواعدة فى إطار الاستراتيجية التى تتبناها مصر نحو تعزيز التعاون مع دول القارة الافريقية.

وأشار إلى تواجد استثمارات مصرية فى العديد من القطاعات بدولة جنوب السودان من بينها شركة إنشاء طرق ومشروعات لإنتاج الطاقة الشمسية على أطراف العاصمة بقدرة 20 ميجا/وات، فضلا عن تواجد شركات مقاولات مصرية هذا، بالإضافة إلى شركات أخرى تعمل فى مجالات الأدوية والنفط والنقل النهرى والأثاث.

كما عبر موسى ماكور دينق ــ محافظ البنك المركزى بجنوب السودان ــ عن اعتزازه بتواجد البنك الأهلى المصرى (جوبا) كونه أكبر البنوك المصرية؛ حيث إن هذا التواجد يدعم الخطط التى تستهدف تنمية التعاون بين البلدين بمختلف المجالات وعلى رأسها القطاع المصرفى، خاصة مع وجود آفاق واسعة فى مجالات الزراعة والرى والبنية التحتية والطاقة الجديدة والمتجددة وتوليد الكهرباء، وكذا المشروعات المشتركة لحماية نهر النيل وتعزيز موارده المائية، كما يسعى البلدان أيضا إلى تعزيز التعاون فى مجال التدريب والتأهيل ودعم قدرات الكفاءات بجنوب السودان فى مختلف المجالات مما يعمل على تسريع وتيرة التكامل بين دول القارة الافريقية.

وفى تعليق له على الافتتاح، وجه هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى الشكر والامتنان للسلطات بجنوب السودان على تقديم جميع التيسيرات فى مختلف المراحل وصولا إلى مرحلة الحصول على التراخيص اللازمة لافتتاح الفرع، وهو ما يعكس حرص واهتمام دولة جنوب السودان على تواجد البنك الأهلى المصرى، بتمثيل القطاع المصرفى المصرى بشركة تابعة بها.

وأضاف عكاشة أن التواجد الاستراتيجى لأكبر البنوك المصرية فى جنوب السودان سيدعم بشكل كبير العلاقات الاقتصادية والاستثمارات بين مصر وجنوب السودان استنادا للفرص المتوقع الاستفادة منها بتلك السوق الواعدة، خاصة فى ظل رئاسة مصر لتجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب القارة الأفريقية «كوميسا» وهو ما يعزز تواجد الصادرات المصرية فى هذه الأسواق الكبيرة، عبر تدشين مكاتب تمثيل أو فروع بنكية أو شركات تابعة، خاصة فى دول حوض النيل بهدف تغذية المصالح المشتركة، وتعزيز التبادل التجارى بين مصر والدول الإفريقية، لخدمة المصالح المشتركة المتبادلة.

وأشار عكاشة إلى ريادة البنك الأهلى المصرى فى التواجد الأفريقى، حيث تم تأسيس مكتب تمثيل البنك فى مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا عام 1993، ثم التواجد بمكتب تمثيل فى اديس ابابا بأثيوبيا ومؤسسسة تابعة بالسودان وهى البنك الأهلى المصرى، الخرطوم، منذ عام ٢٠١٢، والآن يفتتح البنك الأهلى المصرى چوبا بجنوب السودان، وكلها تعتبر أول تمثيل للقطاع المصرفى المصرى بكل من تلك الدول، مؤكدا على أن البنك الأهلى المصرى يعمل على توطيد علاقاته مع القارة الأفريقية، والبنوك التنموية بها مثل «أفريكسيم بنك»، والبنك الأفريقى للتنمية، بهدف تسهيل وتعزيز العمليات التجارية بين الدول الأفريقية، خاصة فى البلاد التى تشهد حركة تجارية واستثمارات بينية نشطة، وهو الأمر الذى يسهم فى تعزيز الشراكة بين البلدين، وتقديم مختلف الخدمات المصرفية للشركات الراغبة فى الاستثمار فى القارة الأفريقية بمختلف المجالات والأنشطة الاقتصادية، وكذا نقل التكنولوجيا الصناعية المصرية لسوق جنوب السودان، فضلا عن التعاون فى مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفنى للمساهمة فى بناء قدرات الكوادر الوطنية فى جنوب السودان.