المحتوى الرئيسى

علاج جديد للسرطان يختلف عن الكيميائى..وينشط الخلايا المناعية الطبيعية بالجسم

07/01 14:15

وسط انشغال العلم والعلماء منذ عام ٢٠١٩ بملاحقة فيروس كورونا لكشف أسراره والبحث عن علاجه ولقاحاته، فاجأنا علماء أمريكيون بنجاحهم فى التوصل لعقار علاج أحد أنواع السرطان نسبة نجاحه 100%، وهو ما يعد إنجازا تاريخيا فى علاج السرطان..

ووسط فرحة المرضى والعالم كله، تضاربت الأخبار والمعلومات حول العقار الجديد، وبدأ البعض من غير المتخصصين يطلقون البشائر والأحلام التى تجاوز بعضها سقف الواقع بغير علم ، ولا متابعة، مما أصاب المرضى بالحيرة والقلق خوفا من ضياع الأمل.

ومن خلال هذا الحوار مع واحد من أهم المتخصصين فى علاج الأورام في مصر، وهو الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام بطب القاهرة، نستعرض كل المعلومات والحقائق العلمية حول العلاج الجديد ، ونجيب على كل الأسئلة التى تدور فى الأذهان.

 هناك تضارب فى استخدامات العلاج، حيث قال بعض الأطباء أن العلاج لسرطان القولون، بينما أكد آخرون أن العلاج لسرطان المستقيم، فما هى الحقيقة؟

 القصة بدأت من داخل المؤتمر السنوى للجمعية الأميركية للسرطان المنعقد فى شيكاغو، حيث تم الإعلان عن دراسة أمريكية جديدة نشرت خلال شهر يونيو، وتمت فى مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان، كشفت الدراسة عن نتائج واعدة لعقار اسمه العلمى «دوستارليماب» نجح فى علاج مجموعة من مرضى سرطان المستقيم، وليس القولون ، بنسبة 100%، وهو بالطبع حدث مهم وواعد ويمكن أن يكون بداية لإنجاز كبير، ولكنى وجدت مبالغات كبيرة فى الحديث عن هذه الدراسة إعلاميا وفى السوشيال ميديا، وتضارب وأخطاء فى المعلومات الخاصة بالدراسة ، وفوجئت بغير المتخصصين يطلقون أحكاما سابقة لأوانها، ويصرحون بمعلومات خاطئة ومتضاربة حول الدراسة، وهو ما أصاب المرضى بالحيرة والبلبلة، ورفع سقف التوقعات والآمال لديهم، لدرجة أن البعض تصور أن هذا العقار نجح نهائيا فى القضاء على السرطان وهذا بالطبع كلام ليس علميا.

 وما هى أبرز المعلومات المتضاربة التى نشرت؟

ومن بين المعلومات المتضاربة عدد المرضى الذين شملتهم الدراسة وفترة المتابعة، والحقيقة أن الدراسة تم تطبيقها على 14 مريضا من مرضى سرطان المستقيم، 67% منهم نساء والباقى رجال، ومتوسط أعمارهم 54 عاما، وخضع المرضى فى مرحلة التجارب السريرية الثانية للعلاج بالحقن الوريدى كل ثلاثة أسابيع، لمدة ستة أشهر، وكانت النتيجة اختفاء السرطان تماماً فى جميع المرضى الذين خاضوا التجربة، وقد تراوحت مدة متابعة المرضى من ستة أشهر إلى 23  شهراً، والمتوسط 6.8 شهور، والنتيجة حتى الآن 100%، ولايزال المرضى تحت المتابعة.

 ما هى نظرية عمل هذا العقار الجديد، والاختلاف بينه وبين الكيماوى المعروف؟  

العقار الجديد هو علاج مناعى، وهو يختلف تماما عن العلاج الكيميائى المعروف، ولا يسبب مضاعفات الكيميائى ولا يؤدى لتساقط الشعر، والعلاج المناعى يعمل على تنشيط الخلايا المناعية الطبيعية بالجسم ليدعمها فى مهاجمة الخلايا الغريبة فى الجسم، ومنها السرطان.

 هل نجح هذا العقار الجديد فى القضاء التام على سرطان المستقيم؟

هذه مغالطة أخرى، فهذا العقار يصلح فقط لعلاج فئة خاصة من المرضى، الذين لديهم طفرة جينية خاصة تجعل الورم لديهم يتقبل هذا العلاج المناعي، كما أن العلاج وصل تطبيقه لمرحلة التجارب السيرية الثانية، ولاتزال أمامه مرحلة التجارب النهائية.

 هل تم استخدام العلاج المناعى من قبل لعلاج سرطانات أخرى؟

نعم، فقد ظهر العلاج المناعى منذ عدة سنوات، ويستخدم فى العالم لعلاج سرطان الرئة والجلد، ولكن الجديد فى هذه الدراسة أن نسبة نجاحه مع سرطان المستقيم كانت 100%.

 وهل يستخدم هذا العلاج فى مصر؟

فى مصر بدأنا نستخدمه على مستوى القطاع الخاص منذ حوالى 5 سنوات فى علاج سرطان الرئة، وأنا شخصيا شاركت فى دراسة عن استخدام العلاج المناعى فى سرطان الرئة بالتعاون مع مراكز من الخليج ومن شمال أفريقيا، وكانت نتيجة الدراسة أن 70% من المرضى استجابوا للعلاج، ومن النتائج أيضا أن 32% من مرضى سرطان الرئة المنتشر، لايزالون على قيد الحياة بعد 5 سنوات من العلاج.

تكلفته مرتفعة، ورغم ذلك فالدولة مشكورة ستعمل على دخوله فى نفقة الدولة، وأنا من بين اللجنة المشاركة فى وضع بروتوكولات سرطان الرئة بوزارة الصحة، وقد وضعنا العلاج المناعى كخط دفاعى أول للمرضى الذين لديهم الدالة الموجبة لهذا العلاج، والذين يعانون من كبر حجم الورم، بما يصعب إجراء الجراحة، فقررنا لهم علاج كيميائى وإشعاعى ستة أسابيع، وبعدها نستكمل بالعلاج المناعى لمدة عام.

وأؤكد أن علاج السرطان ببروتوكول غير مناسب يرفع التكلفة أكثر ويسبب الإهدار أيضا، لأن فشل العلاج  يعنى تغيير البروتوكول وإعادة العلاج، مما يضاعف التكلفة، أما اختيار العلاج المناسب من البداية فيختصر الوقت والتكلفة، ولابد أن تساهم الشركات فى دعم الدولة بتخفيض السعر.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل