في عيد ميلاد خيري بشارة.. عندما ضجت عناوين الصحف مدحا

في عيد ميلاد خيري بشارة.. عندما ضجت عناوين الصحف مدحا

منذ ما يقرب من سنتين

في عيد ميلاد خيري بشارة.. عندما ضجت عناوين الصحف مدحا

من مدينة طنطا إلى حي شبرا ومنها إلى بولندا للدراسة، أماكن مختلفة وبيئات متنوعة نشأ وسطها مخرج متميز من جيل المخرجين المجددين الذين أطلق عليهم مخرجي الواقعية مثل عاطف الطيب ومحمد خان وغيرهم، إنه عيد ميلاد المخرج خيري بشارة، الذي ولد في 30 يونيو عام 1947.\nبدأ بشارة، حياته الفنية بأفلام تسجيلية، حيث قدم 12 فيلمًا ثم اتجه للأفلام الروائية الطويلة كما قدم أعمالا للدراما التلفزيونية، وأخرج خلال هذه الرحلة مجموعة من الأعمال المتميزة مع كبار نجوم التمثيل في مصر، مثل فاتن حمامة، أحمد زكي، شيريهان، عزت العلايلي، يسرا، محمود حميدة، وفي التلفزيون أخرج لمحمد صبحي، سهير البابلي، ممدوح عبدالعليم، نيللي كريم.\nكانت أفلام خيري بشارة، بما تحمله من تجديد وإخراج متميز هي النغمة التي ركز عليها النقاد والكتاب على صفحات الجرائد، بعد كل عمل يخرجه إلى النور، وقد سطرت كثير من الأقلام الصحفية ما ذُكر عن بشارة دعما لأفلامه.\nوقالت سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، في حوار مع الصحفي والكاتب المصري عمرو عبدالسميع: "استطيع أن أعدد أكثر من اسم مصري يقفون الآن في طليعة المشهد السنيمائي، وليس عندي أي مانع أن أعمل مع أي منهم فيلما مثل الحرام مهما كانت نتائجه ما دمت أعمل سينما بجد 100% وأصنع فيلما سيحترمه الناس دائما".\nوأضافت: "وهؤلاء يصنعون سينما حقيقية ويتعذبون كثيراً لصناعتها ولا يجدون مالا لينتجوا أعمالهم الكبيرة، دائما يحاولون، وعندما أذكر السينما الجديدة فلابد من ذكر محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة، وبشارة مخرج كبير 100% كل حركة كل إحساس وكل كادر في أعماله لوحة تنطق بفن عالي الحرفة جدا، لقد نجح في أن ينقل لي الإحساس بأنني أشاهد فيلما تسجيليا في الطوق والأسورة ونسيت أن من اشاهدهم ممثلين وتلك هي منتهى القدرة".\nفي عدد صحيفة الوفد، أغسطس 1992، كتبت الناقدة والكاتبة المصرية ماجدة خيرالله، مقالا بعنوان "آيس كريم في جليم ونموذج جميل لسينما الشباب"، وسردت الإيجابيات التي تراها في العمل ككل، وأهمها أنه من إخراج خيري بشارة.\nوقالت خيرالله: "استخدم بشارة أسلوب المزج بصورة جمالية واضحة بدلا من القطع التقليدي بأسلوب يوحي بإحساس الحلم لدى الأبطال، وأدى ذلك إلى انسياب اللقطات بنعومة على الشاشة، وكالعادة اهتم بالتفاصيل الحياتية للأبطال وبلغ بشارة درجة عالية من الحرفة في اختيار زوايا التصوير وتكوين الكادرات بأسلوب أقرب لتكوين اللوحات التشكيلية البارعة، ويحسب له اعتماده على مجموعة ضخمة من الوجوه الشابة الطازجة، وضربه لنظام النجوم، إنه فيلم يناقش بعض قضايا الشباب وأحلامهم ولذا فإن معظم جمهوره من الشباب الذي رفع إيراداته لدرجة تقارب إيرادات أفلام أكبر النجوم".\nوأضافت في مقالها: "يبدو أن النجاح الجماهيري لفيلم كابوريا كان سببا في إغراء بشارة لإعادة التجربة مع آيس كريم في جليم والتشابه بين الفيلمين ليس في الحدوتة، لأن أيا من الفيلمين لا يقوم على الحدوتة بشكله التقليدي ولكن التشابه يظهر واضحا في تكوين ملامح البطل ونوعية الصراع".\nوفي نفس الشهر صدر عدد مجلة صباح الخير، يحمل مقالا بعنوان "برافو خيري بشارة"، بقلم الناقد السينمائي رؤوف توفيق، وقال: "يستكمل بشارة خطا كان قد بدأه في أفلامه السابقة من الافتتان بالطبيعة –في الطوق والأسورة- والعشق لتفاصيل الأحياء الشعبية –في يوم حلو ويوم مر- والسخرية من مجون حفلات الأثرياء –في فيلم كابوريا- وفي صياغة فنية دقيقة الإحكام –ومونتاج حساس وارئع للفنان عادل منير- يقدم بشارة واحدا من أهم الأفلام المصرية ويفتح الباب بجرأة لمجموعة ممتازة من الوجوه الجديدة ويقدم للصف الأول عمرو دياب نجما له جاذبية ويعطي مساحة يستحقها الموهوب أشرف عبدالباقي إنه فيلم يستحق المشاهدة".\nوصف توفيق رؤية خيري بشارة في فيلم "آيس كريم في جليم" أنها رؤية فنية شديدة العذوبة والجمال لمصر، وأضاف: "إنه يصف مصر وزحامها وتكدس أحيائها الشعبية ووجوه البسطاء العجائز والأطفال والباعة الجائلين، ثم يقدم مصر الأخرى التي يلعب فيها أبناء الأثرياء بسياراتهم وحفلاتهم الماجنة ثم يعود ليلخص في إيجاز بارع أغاني الثورة بصوت عبدالحليم حافظ على إيقاع الشارع المصري وكأننا أمام قصيدة مرئية في حب مصر".\nواستطرد في وصف الفيلم بكلمات الاستحسان الشديدة، وقال: "ما فعله بشارة في هذا الفيلم إنه القرب بحب ووعي من جيل الشباب الحالي ومس الوتر الحقيقي أزمة هذا الجيل وحيرته في تحقيق الذات والبحث عن الوجود وسط ظروف اجتماعية حادة ومتغيرات سريعة من سقوط الأيديولوجيات ونهاية عصر بكل أفكاره وأغانيه والدخول في عصر جديد يزداد فيه الأغنياء ثراءً ووحشية ولهوا ويزداد الفقراء صمتا وتتوهج فيه فلسفتهم بالصبر والاحتمال والرغبة في الحياة الكريمة العادلة".

الخبر من المصدر