المحتوى الرئيسى

الخبز يبحث عن بديل للقمح.. وخبراء: توسيع نطاق التجارب ضروري

06/28 20:56

فرضت الحرب الروسية الأوكرانية على معظم دول العالم ضرورة التفكير فى بدائل وأنظمة جديدة للغذاء، بسبب تأثر صادرات القمح من البلدين لباقى دول العالم، حيث تعد روسيا وأوكرانيا أهم منتجين للمحصول وأصحاب النصيب الأكبر من زراعته بين كل دول العالم.

هنا فى مصر لا صوت يعلو فوق صوت الخبز نظراً لأهميته الشديدة فى حياة المصريين والاعتماد شبه الكامل عليه فى كل الوجبات، لكن بسبب تلك الحرب بدأت عمليات البحث عن بدائل تدخل فى صناعة الخبز أو تكون مكملة له بحيث يتم تقليل الاعتماد على نسب القمح الموجود فى الخبز، وطرح البعض محاصيل مثل البطاطا والشعير والذرة والكينوا لكى تدخل فى صناعة الخبز.

فى البداية أكد د. سيد خليفة نقيب الزراعيين، أن البدائل التى تم طرحها مثل الشعير والبطاطا تحتاج إلى دراسات متعمقة وبيانات مدققة لمعرفة الجدوى الاقتصادية الخاصة بها، فرعم أنها نشويات إلا أنه ينبغى النظر إلى اعتبارات آخرى أهمها المساحات المزروعة بها.

فعلى سبيل المثال محصول البطاطا هو محصول صيفى والتوسع فى زراعته لاستخدامه فى الخبز سيكون على حساب محاصيل أخرى مثل الذرة الشامية التى تزرع فى نفس الوقت وهو محصول مهم بسبب دخوله فى صناعة الزيوت والأعلاف والدولة تستورد منه ملايين الأطنان سنوياً.

وأضاف أنه يرى أن الحل الأمثل هو ما تتبعه الدولة حالياً وهو التوسع فى المساحات المزروعة من القمح فى المشروعات القومية فى توشكى والعوينات وسيناء، أما تغيير ثقافة الاستهلاك لدى المصريين فإنه لن يتم بشكل سريع ويحتاج إلى أن يكون تدريجيا، كما طالب نقيب الزراعيين بتفعيل الدراسات التطبيقية لمثل تلك الدراسات وألا تقتصر على النطاق المعملى فقط كى يتم الحكم عليها وعلى فاعليتها وإمكانية التوسع فى استخدامها.

فيما قال حسين عبدالرحمن نقيب عام الفلاحين إن أزمة نقص الأقماح تفرض علينا التفكير بجدية فى إيجاد بدائل للقمح تحسباً لتفادى أية مشكلة خاصة أننا نستورد ما يقارب 50% من احتياجاتنا من الأقماح، وأشار إلى أن تغيير التركيبة المحصولية للمحاصيل الزراعية الصيفية أحد أهم البدائل الممكنة للمساهمة فى تقليل استهلاك الأقماح.

وقال: يمكننا الحد من تصدير البطاطس كغذاء بديل عن القمح ويمكننا زيادة مساحات زراعة الذرة بكافة أنواعها مع صناعة الخبز بإضافة دقيق الذرة أو الشعير لتوفير ما يمكن توفيره من دقيق القمح.

وأشار عبدالرحمن إلى ضرورة النظر بجدية فى تغيير نظم دعم رغيف الخبز من دعم عينى إلى دعم نقدى للحد من ظاهرة الاستخدام الخاطئ للدقيق المدعم وتوصيل الدعم لمن يستحقه مع ضرورة الحد من زراعة المحاصيل العطرية والعلفية لإتاحة الفرصة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية.

وأوضح عبدالرحمن أنه يجب استمرار خطط الدولة فى التوسع فى زراعة الأقماح أفقيا بزيادة المساحات والتوسع رأسيا بزيادة الإنتاجية من خلال توفير تقاوى الأقماح ذات الإنتاجية العالية وتوفير الإرشاد الزراعى لمقاومة الأمراض والآفات مع التوسع فى استخدام الآلات والمعدات الزراعية المتطورة للتقليل من الفاقد، بالإضافة إلى التوسع فى بناء الصوامع الحديثة لتخزين الحبوب وزيادة التوعية بالاستخدام الأمثل لدقيق القمح.

بينما أوضحت د. شكرية المراكشى صاحبة تجربة زراعة الكينوا، أن الكينوا يمكن أن تكون أهم مكمل للقمح وليس بديلا، وبالتالى بدلا من استيراد أكثر من 40 % من استهلاكنا من القمح يمكن التوسع فى زراعة الكينوا واستخدامها فى الخبز أو المعجنات، وبالتالى تقليل استخدام دقيق القمح فى المعجنات وتوجيهه إلى الخبز، وأضافت أن الكينوا لا تزرع فى مساحات كبيرة رغم الأهمية الغذائية والعائد الاقتصادى الذى يمكن أن تحققه، وهى لا تتجاوز الـ 550 فدانا فقط فى مصر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل