المحتوى الرئيسى

كارثة بيئية في العقبة.. هل انتهى مفعول غاز الكلورين السام المتسرّب بالميناء الأردني؟ | شئون دولية | جريدة الطريق

06/28 15:56

بالأمس، غربت الشمس في مدينة العقبة جنوب الأردن باكرا، ولم تشرق منذ ذلك الحين بعد أن حُجبت أشعتها بأدخنة الانفجار السامة التي تغطي سماء المدينة الساحلية التي يحلو للأردنيين تسميتها عروس البحر الأحمر.

الأردن التي نهضت هذا الصباح لتعاين الكارثة على حقيقتها، شهدت عشرات القتلى والجرحى إثر حادث سقوط وانفجار صهريج يحوي غاز الكلورين السام خلال عملية تفريغ لإحدى البواخر في ميناء العقبة.

وفي سياق كارثة انفجار مستودع الغاز السام بميناء العقبة الأردني، قال خالد المعايطة، مدير شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ في الأردن، إن الحادث وقع على متن حاوية كانت تحمل 20 ألف طن من غاز الكلورين السام الذي انتشر في منطقة كبيرة من الميناء، مما أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص وإصابة آخرين.

وأضاف «المعايطة»، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن أعمال نقل صهاريج غاز الكلورين بدأت منذ صباح أمس الاثنين، وتمكن العاملين بالميناء من نقل 5 صهاريج بالفعل دون أي مشكلة، لكن الأزمة وقعت خلال نقل الصهريج السادس.

أكد المسئول الأردني أن الحادث وقع نتيجة انقطاع أحد الحبال مما أدى إلى سقوط الصهريج الذي يحتوي على كميات كبيرة من الغاز السام، مما عطل حركة الملاحة في خليج العقبة بالكامل.

والعقبة هو الميناء البحري الوحيد في المملكة الأردنية، وتمر عبره معظم واردات الأردن وصادراته، ويُعد أحد الموانئ الرئيسية في منطقة البحر الأحمر.

أوضح «المعايطة»، أن أغلب الوفيات كانت من طاقم الباخرة التي تحمل الجنسية الفيتنامية بجانب موظفين في الميناء، وتم نقل المصابين إلى المستشفى الميداني في العقبة والمستشفي العسكري إلا أن بعض الحالات الخطرة جرى نقلها إلى مستشفيات مختصة في العاصمة عمّان.

وتابع: "تسرب الغاز وقع وانتهى الأمر، وتمت السيطرة على المنطقة بالكامل، ولا توجد حاليًا آثار للغاز السام لكننا نتخذ كافة الإجراءات الاحترازية ونتعامل مع مستجدات الوضع، منوها إلى أن المنطقة المحيطة بالحادث تضم شركات فقط، ولا توجد أي مناطق سكنية قريبة".

يشار إلى أن غاز الكلوريد الذي تسبب بالحادثة ليس للاستخدام المحلي، وكان معداً للتصدير إلى جيبوتي عبر ميناء العقبة.

أوضح أحمد البس، رئيس قطاع الصناعات الكيماوية في غرفة صناعة الأردن، أن غاز الكلوريد المسال الذي تسبب في كارثة العقبة، هو مادة صناعية أساسية تستخدم لقتل أي ميكروبات أو جراثيم، ويستخدم الكلور لتعقيم برك السباحة في كافة أنحاء العالم ولكن بتراكيز قليلة، وله استخدامات كثيرة مثل مواد التنظيف والمعقمات.

وأكد «البس»، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن التراكيز العالية من الكلور هي مواد سمية، لكن التراكيز المنخفضة لا ضرر منها، وهو ما جعل أثرها يتلاشى خلال وقت قصير جداً مع انتشار الغاز في الجو.

وأضاف رئيس قطاع الصناعات الكيماوية الأردني، أنه لا توجد مضاعفات لاختلاط غاز في الكلورين الماء، إلا أن اختلاطه بتراكيز عالية سيؤثر في البيئة السمكية.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد الطراونة، استشاري الأمراض الصدرية، إن غاز الكلورين سام جداً، يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية، إضافة إلى التهاب رئوي، واحتراق في المريء وحدوث حالات إسهال وصداع واعتلال في درجة الوعي وفقدانه.

وأضاف «الطراونة»، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن أعراض التسمم بالكلور تبدأ بالظهور عادةً في غضون ثوان إلى دقائق، ومن أكثر تلك الأعراض شيوعاً هي السعال وصعوبة التنفس، وتهيج مجرى الهواء، وصفير وصعوبة في التنفس، والتهاب الحلق، وآلام في المعدة، والتقيؤ.

وأشار استشاري الأمراض الصدرية، إلى أن يمكن أن يؤدي التعرض للكلور إلى حدوث خلل في الدورة الدموية، وإصابات في العين، وفقدان البصر، وحدوث تقرحات شديدة.

توقع محمد الشاكر، الخبير في مجال التنبؤات الجوية، أن تتعرض المناطق الجنوبية لمكان وقوع الحادثة لخطر ازدياد كثافة الغاز في الجو، موضحا أن اتجاه الرياح وقت وقوع حادثة تسرب الغاز السام في ميناء العقبة، كان شمالياً غربياً، وباتجاه الجنوب.

وأوضح «الشاكر»، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن المناطق الشمالية من مدينة العقبة التي تشهد كثافة سكانية، ربما قد لا تصل إليها أي تسربات للغاز.

وأضاف الخبير في مجال التنبؤات الجوية، أن المناطق التي ستتأثر من جراء تسرب الغاز، هي الواقعة جنوب الميناء والمتاخمة للحدود السعودية من الناحية البحرية.

لم تكن حادثة تسرب الغاز في مدينة العقبة جنوب الأردن، التي راح ضحيتها 12 شخصاً وإصابة 251 بجروح، الوحيدة التي شهدها الأردنيون في العقد الأخير، لكنها واحدة من المؤشرات على ضعف سبل الوقاية العامة والحد من المخاطر، في بلد لا يعد من الدول التي تشهد كوارث طبيعية وبيئية في العادة.

شهدت مدينة العقبة، قبل أربع سنوات انفجاراً طال إحدى صوامع ميناء العقبة القديم، نجم عنه مقتل سبعة عمال، وكان اختلال شروط السلامة العامة في الموقع العامل المشترك مع الحادثة الجديدة.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل