المحتوى الرئيسى

خبراء بريطانيون: فجوات في التسليح الغربي.. وهزيمة روسيا ليست أمرًا سهلًا

06/27 23:00

يجب أن يتوقع الغرب كل شيء في ساحة المعركة مع روسيا مستقبلًا من استخدام الأسلحة النووية إلى البيولوجية وطرح جميع الخيارات

بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي تراجع خطر اندلاع حرب في أوروبا، ولكن هذا التقييم تغيّر بعد الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب شبكة سكاي نيوز.

ورغم استبعاد الخبراء نشوب صراع مباشر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، فإنه بات لزامًا على الجيوش الأوروبية، لا سيَما في أوروبا الغربية، تعديل تقييمها لمواجهة الخطر الجديد، فأي الدروس تقدّمها الحرب الحالية؟

نهاية نمطٍ من أنماط الحرب

بحسب سكاي نيوز، ساد في الماضي نمط الحملات العسكرية المعتمدة على نشر قوات المشاة، وكانت الجيوش الغربية وفقًا لهذا النمط تشارك ضمن قوة عسكرية في أماكن النزاع المختلفة حول العالم، مثل حروب الخليج، أما اليوم فالتهديد في أوروبا نفسها متمثل في روسيا.

ومع التغيّر في ساحة القتال، بات على الجيوش العاملة في أوروبا تغيير نهجها وتدريبها لتتعامل مع التهديد الجديد. وبحسب ما أوردته سكاي نيوز عن المدير السابق للمعهد الملكي للخدمات المتحدة RUSI، مايكل كلارك، فإن العقلية العسكرية البريطانية ظنت أن خوض حرب كبرى ليس واردًا خلال العقد المقبل، ولكن مع نشوب الحرب الروسية الأوكرانية تغيَّرت هذه الفكرة تمامًا.

حاولت روسيا، في البداية، تطبيق نموذج الحرب الخاطفة والظفر بأوكرانيا خلال أيام على غرار ما فعله الزعيم النازي، أدولف هتلر، في بولندا، ولكن تلك المحاولة باءت بالفشل لضعف التخطيط والتجهيز الروسي، بحسب تقرير سكاي نيوز، ويرى بعض الخبراء أنه لو أقدم الاتحاد السوفيتي على شن حرب ضد الغرب في القرن الماضي كان سيلجأ إلى النموذج نفسه.

وأعادت روسيا في حربها الحالية تطبيق تكتيكها في حرب الشيشان أواخر التسعينات، ومع أنها أبلت حسنًا آنذاك فإنها لم تكن بالمستوى نفسه في أوكرانيا، وبرأي كلارك، فإن ثبات التكتيكات الروسية منذ هذا التوقيت إلى اليوم يتجلى في ما يعرف بالقصف البساطي، والاستخدام المكثف للمدفعية، والكثافة النارية ضد الخصم.

مخلفات القصف الروسي لمستشفى للأطفال في أوكرانيا

أثبتت المسيَّرات أنها سلاح فارق مع أوكرانيا تسبب بتدمير عدد من الأهداف الروسية، وأدى إلى إرباك خطة موسكو، فضلًا عن كونها رخيصة الكلفة، وبناءً على فاعلية هذا السلاح في الحرب الحالية، يعتقد كلارك أن الجيوش الغربية قد تستثمر المزيد من الموارد في تطوير الطائرات المسيرة.

وفي ما يتصل بالحرب السيبرانية، فإن وسائل الاتصال والتواصل بين القوات والقيادات تحظى بأهمية كبرى في الحرب، وتحتاج إلى فضاء سيبراني آمن، وكان دخول شركة “ستارلينك” المملوكة للملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، نقطة تحول لأنها أبقت على الاتصالات الأوكرانية آمنة، في حين أجبر غياب وسائل الاتصال الآمنة روسيا على استخدام تقنيات تسببت أحيانًا في الكشف عن تحركاتها.

blank

كان من المتوقع أن تكون الحرب السيبرانية فاتحة الهجوم الروسي في أي نزاع ، سواء ضد عدوها المباشر أو حلفائه، ولكن هذا لم يحدث في الحرب الروسية الأوكرانية، ورُصد عدد قليل نسبيًا من الهجمات السيبرانية المرتبطة بروسيا في الأشهر الماضية، ولكن المسؤول السابق في سلاح الجو الملكي البريطاني، شون بيل، قال إن أسباب ذلك غير واضحة.

وقال بيل، في سياق ما أورده موقع سكاي نيوز: “لم نشهد الكثير من النشاط السيبراني الروسي، ويتساءل الغرب عما إذا كانوا عاجزين عن شن هجوم سيبراني، أو أنهم لا يريدون ببساطة الكشف عن مخططاتهم، وما يدور في أذهانهم، وهم في خضم المعركة في أوكرانيا”.

غياب التنسيق يعرقل القوات الروسية

يرى مايكل كلارك أن القوات الروسية لا تفتقر إلى معدات الاتصال، ولكن إلى الكفاءة في استخدامها، وأحد نتائج ذلك كان إصابة الطراد “موسكوفا” وإغراقه في البحر الأسود، موضحًا أن الطراد لم يكن تحت الحماية الجوية آنذاك، واعتمد على منظومته الدفاعية الخاصة، ولو أن القوات الجوية الروسية سيّرت دوريات حماية لما أغرق.

وفضلًا عن غياب التنسيق، يرى شون بيل أنَّ القوات الروسية تعمل على نحو يمكن التنبؤ به، وهذا ما حدث مع الطراد موسكوفا، لأنه كان يجري مناورات تتركه عرضة للاستهداف، فضلًا عن أن هذا الأمر سمح للقوات الأوكرانية بالتخطيط لاستهداف الطراد بطريقة تتجاوز وسائل المراقبة الروسية.

blank

يكشف الثبات الروسي في شرق أوكرانيا عن أهمية الراجمات في الحرب الحالية، ويعتقد كلارك أن حلف الناتو وبريطانيا لا يمتلكان ما يكفي من الراجمات حال وقوع مواجهة مباشرة مع روسيا، رغم أنهما يمتلكان راجمات متطورة باستطاعتها استهداف عدة مواقع في وقتٍ واحد.

وتفوقت أوكرانيا على الجيوش الغربية من خلال تطويرها، بمساعدة بريطانية، نظامًا يستخدم الرادار والحوسبة لتحديد مواقع إطلاق الصواريخ على وجه الدقة، ويسمح هذا النظام للقوات الأوكرانية أن ترد على مصادر النيران الروسية بفاعلية وكفاءة.

في الحرب توقع كل شيء

بحسب سكاي نيوز، فإنه إذا حدثت حرب مباشرة بين حلف الناتو وروسيا، يجب الأخذ بالاعتبار أن موسكو قد لا تلتزم بالقواعد العسكرية الدولية، وقد تلجأ إلى التهديدات النووية أو الكيماوية، ويرى بيل بأن القيادة الروسية لا تلقي بالًا للأعباء الأخلاقية الناتجة عن استهداف المدنيين مثلًا.

علاوة على ذلك، يجب أن يتوقع الغرب كل شيء في ساحة المعركة مستقبلًا من استخدام الأسلحة النووية إلى البيولوجية وطرح جميع الخيارات، بحسب كلارك، الذي قال إن القيادة الروسية ستستخدم كل ما هو متاح لتحقيق النصر السريع. وحال لم تنته الحرب بسرعة، يجب على الحلف التجهّز لحرب طويلة الأمد، وامتلاك إمدادات لأشهر أو حتى سنوات.

blank

درس أخير يمحو كل الدروس

ما سبق كان دروسًا للناتو والغرب، ولكنها قد تغدو بلا جدوى إذا تعلمت روسيا من أخطائها في أوكرانيا، وقد تعيد ضبط عملها العسكري في أي مواجهة مستقبلية بطريقة مختلفة، لذا ينصح كلارك بعدم الانجرار وراء فكرة أن الغرب يمكنه الانتصار على روسيا بسهولة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل